
قَضَى السفير ” أدهم المصري” العائد من كندا.. وأسرته يوم رمضـــاني جميل في بيت الجد صاحب بيت اللمة الرمضانية..
كان البيت من أول يوم رمضان لأخر يوم في استقبال الضيوف، الجميل أن المائدة
ليست فقط للمسلمين بل يجلس عليها المسيحين قبل المسلمين.. جلست فريدة بجوار الجد “محمد المصري”هذا الطبيب صاحب أكبر رقم قياسي في استقبال ضيوف مصر في بيته وكل من يزور مصــــر يذهب إلى تلك القرية ليتشرف بــــ مقابلة هذا الطبيب المصري الذي كان بيته قِبلة لكل الجنسيات..
“فريدة الحفيدة”
تستمع بـــــ لهفة لـــــ حكايات الجد وما سر تسمية بيت جدها بهذا الاسم ومن كان وراء هـــــذه التسمية..؟
ضحك الجد وقال: إنها عمتك”محبة” هي من أطلقت علي بيتي اسم”جامعة الدول العربية” لاني كنـــــت استقبل أي غريب وأقدم له الذات و أقف معه حتى يصــل إلى وجهته….
فريدة الحفيدة: أحكــــي لي الحكاية بــ التفصيل..يا جدي..فأنا مشتاقة للمعرفة
الجــــد: إليكى الحكاية كــــاملةً..
في يوم كانت عمتك في المدرسة ولديها صديقة عزيزة أردت زيارتنا لقضاء اليوم معنا فسألت عمتك عن العنوان..اندهشت عمتك وقالت لها: معقول لا تعرفين بيتي إنه بيـــــت جامعة الدول العربية..لـــــو سألتي أيـــن منزل جامعة الدول العربية
..ألف من يدلك عليه.. لـــــو سألتي..مـــن هو “محمد المصري”لـــ قالوا لكـــي إنه صـــاحب منزل جامعة الدول العربية
فلم تفهم تلك الصديقة..ضحكت عمتك
و سردت لها القصة كـــاملة.
أحداث القصة كانت في الستينات سافرت وجدتك بعثة إلى انجلترا حيث كنت في بداية مشواري الطبي.. وكانت الحياة في تلك الدول خالية من مظاهر الاحتفالات بالمناسبات …
وكانت جدتك تشعر بالغربة و الاشتياق لمصر..
وكان شهر رمضان قد اقترب وصوله، وفي يوم وهي تمارس رياضـــة المشي كالعادة..
جاءت لها تلك الفكـــرة”المبادرة”.. وعند عودتي من العمل طرحت الفكرة..و بدأنا الحوار والنقاش في كيفية تنفيذ فكرة دعوة الجيران، وأصدقائنا في العمل لـــ قضاء يوماً للتعارف.. ولـــ نكُـــن الأهل لبعضنا.. البعض..
قامت جدتك بـــرسم لوحة كبيرة وكتبت عليها أننا نتشرف بدعوة من يرغب في قضاء يوم له طابـــع مصـــري عـــربي فـــ مرحباً به في منزل “محمد المصري” الطبيب.. وتـــم وضع اللوحة على باب الحديقة..وطبعت بطاقات صغيرة الحجم
وتم تركها عند صــاحب محل مستلزمات منزلية..يعرف جميع سكان المنطقة لأنهم
يقومون بـــ الشراء منه لكي يعطيها لمن يشتري منه من العرب..وتم دعوته هو أيضاً…وجاء اليوم ..وحضـــر عدد قليل جداً؛ و كانوا من جنسيات مختلفة..
وبعد التعارف..الاستمتاع.. فكرنا أننا نلتقي كل اجازة نهاية الاسبوع.. و نلتقي أيضا فى كل المناسبات..وبدأت رحلتنا في اللقاءات وكان العدد في التزايد وكانت كل الجنسيات العربية وفي مناسبات الدينية
(مسيحية..اسلامية)
نحتفل بها معا.. فى تناغم وتعاون وحب
وتعهد الجميع على أننا إنسان ..وطالت فترة وجودي ووصل أبـــوكي وعمتك.
بالطبع عاشوا أجواء لقاءات ود.. واعياد مختلفة.. كانت السُفر تمتد للجميع.. الدعوة عامة ..
كانا يوما بعد يوم يتغذوا على أننا كلنا إنسان.. لا فرق حدود.. لا اختلاف جنس
..لا خلاف لون… وفكر.. ومـــع مـــرور الأعوام ..أصبحوا يعيشون أجواء جميلة
وفي الكريسماس عمتك.. طلبت من جدتك أن تترك لها مهمة تحضير مظاهر الاحتفال …بدأت في تجهيز شجرة الكريسماس ورسم لوحة كبيرة فهي كان لديها موهبة الرسم مثل جدتك..
كانت اللوحة شجرة على شكل بيت كبير
يقف امامه ويجلس داخلة أناس كثيرة يرتدون ملابس مختلفة ترمز لدول عربية كثيرة.. وكتبت على أعلى مكان في هذا البيت
《 بيت جامعة الدول العربية 》
وعندما سألنا عمتك…
قالت: ان بداخله توثيق الصلات بين كل الجنسيات.. تبادل خبرات وثقافات متنوعة.. المساعدة والوقوف بجانب البعض.. التعايش بـــ روح العطــاء..
ومنذ ذلك الوقت أصبــح الجميع يطلقون علي بيتي هذا الاســـم.
وعندما قررت العودة إلى مصـــر وطني قررت الاستقرار في قريتي..وتنفيذ فكرة جدتك ومواصلة المبادرة التي بدأت ويظل بيتي قِبلة للجميـــع..
فريدة الحفيدة: هل واجهات صعوبة في تنفيذ فكرة جدتي؟
الجد الطبيب:بكل تأكيد صعوبات..وايضا حرب..محاولات إفساد وتشويه الهدف النبيل.. زرع فتن.. هدم..
لكن الصبر كان مفتاح الصمود..الصدق باب الاستمرار..الإخلاص سلاح الوجود
بدأت فكرة.. واستمرت .. وعاشت ..