《تيتة يا تيتة يا زينة العيلة》

☕فنجـــان قهـــوة مـــع ديـــدة☕

فنجان تنشيط الذاكرة… فنجان رد جميل فنجان تصحيح أوضاع خاطئة..
كل جـــدة هـــي الأم لـــ أحفادها.. هـــي اللعـــب..المتعـــة..الحنـــان..
لا تـــزال صورة ديـــدة وهي تجلس لكي تحكي لنا الحكايات..ونبرة الصوت راسخة في القلب.. الكلمات قابعة في الذاكــرة…والترحيب..
يا… أهلا بالأحفـاد، و يا… بختي بالبنات وعندي كمان أولاد، ومين هيشارك ديدة في الحكايات..
كله يجري على ديــدة، ونتسابق في أخذ القُبلات..كانت الحكايـــات عجينة مـــن الأخلاق والقيم.. على شكل كعكة بالسكر الجـــدة يعني الحضـــن..لـــم الشمـــل بيت الجـــدة يعني بيت العائلة الكبيرة و اللمة الجميلة..جدرانه تتسع للـــ صراخ و الصيحات.. والجري .. وأحلى الأكلات.
بيـــت الجـــدة دائماً مفتوح بابتسامة لا يخضع لقانون الظروف ..داخله اختراق لكـــل القوانين.. تكسير للقيود.. خـــرق للأنظمة.. فيه ممارسة للحريـــة كاملة لا ميعاد محدد للنوم والاستيقاظ ومشاهدة التلفاز..
دستـــور جدتـــي الدائـــم غيـــر قابـــل للتعديل
☆وجود غرفة المبيت مخصصة للاحفاد
☆لا توبيخ… أى تكسير فداك …
☆لدينا مصروف إضافي…
☆دفتر مفتوح عند “عم منصور ” بقال الشارع.
مازلـــت أتـــذكر…
لهفتي وانتظـــاري الاجازة الصيفية حتى يأتي دوري في قضاء أسبوع مع جدتـــي
كانت مــادة في الدستـــور العائلـــي كل الأحفـــاد يتبادلون في قضاء أسبـــوع مكافأة على الطاعة والتفوق الدراسي..
هذا غير يوم الاجتماع الاسبوعي للعائلة
من أمتع اللحظات كل يوم ..
أستيقظ من نومي بعد قضاء ليلة ممتعة في فراش الجدة أجدها جهـــزت القهوة والشاي، وصنعت الحلـــوى..وجالسة تستمع إلى الراديو..
الحقيقة التي يجتمع عليها الكل أن الجــدة..هـــي العمـــود.. هـــي اللمـــة
ومتجمعين على حِسها…هـــي الحضـــن الواسع..لما الضيــق يخيـــم على الأنفاس
والمـلاذ الآمـــن..الدرع الواقـــي مــــن أعاصير العقاب الأبـــوي..والخلاص مـــن الحبس الانفرادي..المنقذ مـــن الحرمـــان
القلب النقـــي، الهادي، المُريح.. هــي خير وعطاء وحـــب بدون مقابل..
أنا الحفيـــدة..أتذكـــر السمو في الأخلاق الحميدة،الأصالة..الأدب مع الناس وحب الخير ونبذ الإساءة…ديـــدة.. النشاط والرحلات الروحانية..
أنا الحفيــدة..رسمت صورة عبادة وصلاة وصيام ودعاء جدتي في ركن الذاكرة الذي يستخدم فيما بعد تلقائياً …
أنا الحفيـــدة.. من أجمل الروايات التي كنت شغوفة بها تلك قصص مغامرات والـــدي مع عمي و عمتي..أمي مع خالي وخالتي عندما كانوا صغـــار.
كبـــرنا وكبـــرت بداخلنا تلك الصورة..
كبـــرنا وتعلمنا الكثيـــر مـــن الفضائل..
يوم وراء يوم ..وكل يوم معلومة جديدة
ودرس تعليمي..لكن كما هو الحال تغير
الحال وأصبح الحال مُحال .. ضربت الغربـــة أعمدة البيوت..و الطوفان دخل البيـــوت ودمـــر الصـــورة.
أصبح الأحفاد يأتون كـــ الغرباء..ودخلت عوامل كثيـــرة مثل التطور..التكنولوجيا
ابعدت الأحفاد عن الجـــدات فأصبـــح الجفاء سيـــد العلاقات ..
كنا بالأمس.. نعيش في بيت كان الملجأ..
كبرت.. على مفاهيم الأجداد لهم دور في تشكيل شخصية الأحفاد..
الأجداد لهم حقوق في رقبة الأحفاد..
بيت الأجداد يأن من الوجع.. من الهجـــر الحائط مكسوة بالإهمال..
علي رغم ما ذكـــرت وتذكــرت كنا أحفاد عظام لـــ أجداد أعظم..
أحفاد لـــم تتخلـــى عن البيت الأول ولا عـــن تلبية نـــداء الحـــب ..
أحفاد نُقش علـــى جـــدار الروح التكاتف التماسك.. كلنا واحد ..لنا نفس الغَلاوة .. الحقـــوق ..وعلينا واجبات..
بعد المـــرح واللعـــب وكل سبل الراحـــة والرفاهية..
أتذكـــر صوت صافرة حان وقـــت ترتيب ما تم تدميره.. لا نترك البيت يصـرخ من الفوضى والمعارك التي اصابـــت المكان..
تربينا على هـــذا… وضعت لوائح صارمة
غير مسموح التجاوز فيها
* لادخول بـــ الأحذية على سجاد البيت.
وضع الصحون والكؤوس المستخدمة في حوض المطبـــخ.
*مكـــان الصـــلاة الخاص بـــالجدة ليس مكان للـــ لهو.
* ينبغي مراعــاة السن وأنهم كبــار ولهم طاقة جسمية ونفسية محدودة..عــدم اجهادها بــ قائمة طلبات.
أخيــرا..
☆كانــوا لنا{ الونيس.. التاريخ.. النصائح المفيدة.. الاطمئنان والسكينة.. الدعاء..}.
☆كونــوا لهم{ السند بعد… الذاكرة بعد.. الدعاء بعد… }.

بقلم الحفيدة/ منال سناء