
فايزة شرف الدين
صنعت لي ماما بصندوق من البلاستيك إناء لوضع ألواني ، بعد أن غلفته بشكل جميل بالقطيفة الجميلة.. ووضعت فيه برطمانات زجاجية صغيرة مغلقة لأضع فيها ألوان الماء .. وفي المدرسة جلست مع شلتي المكونة من أصدقاء ستة .
مع شلتي أشعر بالقوة لأنني بالنسبة لهم قليل الحجم وخجول ، أخاف من مواجهة زملائي بالصف الثاني الإعدادي وحتى الأصغر مني .
غمرت داخلي الفرحة عندما اهتمت شلتي بإنائي الجميل ، وأيضا مشاركتهم لي عندما جلسنا سويا نلون لوحات الرسم الورقية على الدكة الخشبية .. ولم نبال بألوان الميه عندما كانت تسيل على الدكة وتلطخها بشكل عشوائي ، حتى انتهينا من الرسم وعندها نظر كل واحد للأخر ثم إلى الدكة الملطخة ، ولمحت الغضب في وجه شريف ثم انتقل من وجه لوجه آخر من الشلة عندما هتف بحدة متأففا:
ـ ياااااااه شيء مقرف .. لقد أصبحت الدكة مقززة.
حاولت تدارك الأمر بسرعة فتناولت عدة قطع من القماش الذي استخدمه أثناء التلوين وبللته بالماء ، وشاركوني في تنظيف المكان وهم يصيحون بانفعال وغضب متزايد:
ـ لقد ورطتنا في تلويث الدكة .
صاح شريف فجأة معلنا عن موقفه وموقف الشلة مني :
ـ دعوه وحده ينظفها .
ثم نظر لي وهو يلوح بيده مهددا :
ـ إياك والتعامل معنا مرة أخرى .
والتفت جميعهم بوجوههم بعيدا عني ، وتركوني وحدي أعاني وجع هجرهم لي دون سبب مقنع .. لأجد نفسي وحيدا في الصف أشعر بوجع في قلبي …
ياااااااااااه كم أنا تعيس.