
محمد السيد
يكتب
يوميات_ابو_العيون
الحلقة ٩
محسن لم يترك حادث السيارة يمر مرور الكرام ، فالخسارة كبيرة وفادحة ، دخل محسن إلى مكتب المدير وسرد له ما حدث ، أمر المدير عبده الساعي باستدعاء ابو العيون على وجه السرعة ، ركض عبده الساعي إلى مكتب ابو العيون مناديا بأعلى صوته : يا ابو العيون المدير عايزك على وجه السرعة سواء حيا أو ميتا .
رد ابو العيون بقلق : المدير عايزني انا .
قال عبده فرحا : هو انت اللي عملته شويه ! ده الأتوبيس ساب الشارع الرئيسي وحود على الشارع الجانبي جري بكل سرعته وراح طاخ خبط عربيه استاذ محسن فرمها .
رد ابو العيون بسذاجة : طب وانا مالي ! هو انا سواق الاتوبيس !
قال عبده بفخر : بلاش تواضع ده انت سرك باتع .
فرد ابو العيون بغيظ : لم نفسك بدل مفقعك واحده ايتملك العيال .
فقال عبده بخوف : ابوس ايدك متحسدني انا عايش بالمعونات .
وقف ابو العيون أمام المدير بجسد مرتعش وقلب ينبض بسرعه من شده الخوف بجواره محسن وقد تغير شكله كثيرا بعد حادث السيارة ، نظر المدير إلى ابو العيون بتشكك ثم قال : انت كل يوم بتتأخر ليه عن مواعيد الشغل .
فرد ابو العيون : عطيه مبتصحنيش بدري .
فسأله المدير : مين عطيه دي ؟
فرد ابو العيون بحزن : مراتي يا ريس نصيبه من نصايب الزمن .
ثم نظر ابو العيون إلى السماء قائلا: منك لله يا عطيه .
صرخ المدير في وجهه قائلا : مراتك في البيت مش في الشغل ، التسيب ده لو حصل تاني هبعت فيك مذكره للشئون القانونية .
قاطعه محسن قائلا بحسره : طب وعربيتي اللي ادمرت يا ريس .
نظر المدير إلى ابو العيون نظرات يكسوها الشك والريبة ثم قال لمحسن : روح انت يا محسن شوف شغلك دلوقتي .
فعلق محسن قائلا : طب وعربيتي اللي راحت دي يا ريس !
فصرخ المدير في وجهه قائلا : روح على شغلك دلوقتي .
لانت ملامح المدير بعد خروج محسن من مكتبه ابتسم في وجه ابو العيون ثم قال بهدوء : اقعد يا ابو العيون .
جلس ابو العيون في صمت ، المدير يتفحصه بنظرات ثاقبه وكأنه يراه لأول مره ثم قال بود : بقولك ايه يا ابو العيون انا عايز منك خدمه .
قفز ابو العيون من مكانه قائلا : تحت امرك يا ريس .
فأشار له المدير لكي يجلس ثم تلفت حوله واقترب من اذنه وقال بصوت خافت : في تفتيش من الوزارة جاي دلوقتي وبصراحه يا ابو العيون يا اخويا مش عايزهم يجوا.
فقال أبو العيون مستفسرا: طب انا علاقتي ايه بالحوار ده يا ريس .
ابتسم له المدير ثم قال بود مصطنع : انت الخير والبركة برده .
فرد ابو العيون بحيرة : مش فاهم يا ريس .
فقال المدير بود : اديهم واحده في الصميم .
فتسال ابو العيون : اذاي ؟
فرد المدير شارحا : أي نصيبه تعطل التفتيش ، مش عايزهم يعتبوا بوابة مركز الشباب .
فرد ابو العيون بسذاجة : خلاص نشيل يافطة مركز الشباب فيتهوا ويرجعوا للوزارة من تاني وكأنك يا ابو زيد مغزيت .
نظر له المدير بشزر ولكنه تملك أعصابه على آخر لحظه حتى لا يخسر كل شيء ثم قال بهدوء : اديهم عين يا ابو العيون بس عين تجيب من الاخر .
فرد ابو العيون بسعادة : تحت امرك يا فندم .
فنظر ابو العيون إلى المدير ثم قال بطبقه تكسوها الحقد : المفتشين دول مرتباتهم كبيره ده غير البدلات والحوافز اللي بيخدوها ، دول على قلبهم قد كده ومع ذلك بيجوا يرازوا فينا هو في افترى اكتر من كده .
وقبل أن ينهي جملته انقض عليهم الساعي مهرولا ثم قال : الحق يا سياده المدير نصيبه .
فقفز المدير من مكانه مستفسرا : في إيه يا زفت .
فرد عبده الساعي قائلا : مبنى وزارة الشباب والرياضة وقع على دماغ الوزير والمفتشين والموظفين كلهم يا سياده المدير .
ابتسم المدير ثم قال مستفسرا : المفتشين حصلهم ايه ؟
فرد عبده الساعي : كلهم ماتوا يا سياده المدير .
نظر المدير إلى ابو العيون ثم قال له مادحا : انت معجزه يا ابو العيون بس محدش مقدر موهبتك .