سقطت أخر أوراق التوت
عن جسد الظنون
تعرت أمامنا الحقائق ..
انفجرت الكلمات من كهف السكوت
رائحة الموت القريب تغتال أنفاس الربيع ..
أوجاعٌ تفوح من ثنايا الطريق…
طعم الموت حبيبتي حقاً مخيف
أشلاء بالدروب ممزقة..
على الأرصفة متفرقة…
ما عاد شيء حبيبتي بالإمكان
سنضيع دهراً أخراً ..
بلا زمانٍ .. بلا أرضٍ … بلا مكانٍ
سنطوف في الكون الفسيح
علّ الطريقَ يدلنا ..
أين سيكون ذلك العنوان
مرافئنا بَعُدَت كثيراً عن موطأ الأحزان
القلق ما زال يركض داخلنا
دقات الساعة كالأسودِ تغتالنا
أشباح الماضي تلاصق اليوم السجين
صيحاتنا تتعالى بالوجود
أين السبيل .. أين السبيل
بكل وادٍ دم عشقٍ يسيل
على كل جبلٍ .. فوق الرُبا
مستقبلٌ حائر .. أسير
سياج يحيط بآمالنا نحو الصعود
ما كان ذنب حبنا أن يولد بهذا الوجود
هذيان .. دمار ..ستائر الجنون
كل الحراكِ أصبح حبيبتي جمود
طموحنا أصبح أن نبقى على قيد السكون
فالحب لا يعيش في أرض الخذلان
لنصمت .. لنسكن .. لنغفو
لنتوه في خندق الشجون
لنضيع ..
علّ الضياع يوماً يهدينا
علّ الموتَ على قارعة النسيان
يحيينا ..
علّ الغفلةَ في يومِ الذكرى تنجينا
فالصامتون في درب الحياة خالدون ..
مبعثرون حقاً ..
لكنهم بمعزلٍ عن الحماقات ..
صامدون..
فلتسقط أوراق التوت
فلتقترب منا رائحة الموت
لنسجن الألم في أفواه الكلام
ننام حبيبتي ..
علّ النوم يهدينا وطناً من الأحلام
أحمد عادل الأكشر
