
نهاد كراره
أود الهروب من العالم
بكل ما يحويه من قبح ومشقة، والزنازين التي تسجنني، والمشانق المعلقة من أجلي،
وأيادي الحزن التي تمنحني اختناقا كلما حاولت التنفس من جديد،
من أي شيء يتخلل مساماتي ويقيدني،
ً يتشبث بي أو أتعلق به،
أريد أن أظل محلقا لا أرض تحتي ولا سماوات تظللني،
أود الهروب منها لكنني أقبض على ذاتي متلبسا
بالهروب إليها،
أطالب باللجوء إلى عينيها حين يشتد علي الكرب والخوف لتطمئنني،
أبني المتاريس أمامها، ثم أمنحها مفتاحا لها،
ً أغلق صومعتي وأطفىء أنواري وأمنحها وحدها مصباحا، وحين يجتاح روحي البرد تملك وحدها المدفأة،
أنا لا أريد الهروب
بل أنني أريد المكوث معها حتى تصحح لي معالم الأشياء، وتصلح لي روحي الخربة.
تبني الجمال من جديد داخلي، وتجمع القبح بين كفيها وتلقي به خلف أسوارنا،
أريد الهروب لها لكنني على ما يبدو
لا أعرف أين الطريق الصحيح.
#آخرحدودالحلم