مقالات الرأى

” نون… وحظر الدموع…”

فضفضة اسبوعية بقلم/ منال سناء

عزيزي القارئ…
بعد التحية والسلام
…أما بعد …
* بسم الله…… نبدأ الفضفضة *
البكاء هو أقرب صديق ل “نون” فكثيرًا ما تحتاج إليه لتتخطى لحظات الحزن والأسى. فأحياناً رؤية دموعهن المُنهمرة أمر مزعج جداً للرجال. فالبعض يتعامل مع الدموع باستخفاف، وتذمر، و ضجر وفرض حصار..
” نون ” تعيش معاناة مع رجل رداءه الجفاء؛ و يعتبر البكاء ضعف.
فاقد لنعمة الاحتواء؛ تسيطر عليه أفكار بَالية.
ينشأ رجال مجتمعنا على مبدأ أن” البكاء ميراث نون” كاملاً لا قسمة فيه ولا طمع
ولو رأى ابنه يبكى يقول له: عيب الصبي لا يبكي أنت رجل، و يغرس بداخله فكرة أن البكاء للبنات فقط ” نون”..بل أكثر من ذلك…يطلب منه قائلاً له….
يا بني راقب أمك تجدها فجأة تبكي”عند سماع أغنية حزينة أو رؤية مشهد مؤثر أو قراءة قصة رومانسية،وعندما تتذكر شىء قديم جداً ” تبكي إنها تبكي لأتفه الأسباب.._*رجل غير مهتم*_ .
فنجد هذا الطفل لو تعرض لموقف باكي؛ سريعاً ما يكبت الدموع.
” يوماً…رأيت طفلا….قطته ماتت، كبت الطفل الدموع رغم الحزن العميق الذي يشعر به حتى لا يخيب أمل أبوه لأن البكاء ضعف وتذكر كلام الأب..《 أنت رجل؛ والرجال أقوياء لا يبكون》 ذهبت إليه وقلت: حبيبي ابكي صاح وقال: لا أنا قوي.
*وجدتني أبكي على حال طفل صغير تعلم أن البكاء ذنب.. كبت المشاعر قوة
_أعترف_ فأنا “نون” واحدة من اللاتى يتأثرن بشكل كبير فتزرف الدموع من عينها بكثرة، ولا أستطيع التحكم بها.
والحقيقة التى لا شك فيها أن البكاء آية من آيات الله “عز وجل” مثل “الحياة، والموت” خلقها فى النفس الإنسانية،لقد خلق “الله سبحانه” البكاء. فهو القائل سبحانه: 《وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى “43 “وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا “44 “وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى” 45″》☆سورة النجم☆
“صدق الله العظيم”
جعله ظاهرة مشتركة لجميع البشر على اختلاف( ألوانهم وأشكالهم وألسنتهم ومذاهبهم وبيئاتهم )، فالبكاء لغة عالمية لا تختلف باختلاف الألسن أو الثقافات أو البيئات، فالجميع يبكون بنفس الطريقة ولنفس الأسباب غالباً.
*البكاء فى أصله استغاثة وإعلاناً لل التأثر.. الضعف… والخوف*.
《 أبكـوا تصـحـوا 》
《البكاء》له قيمة هامة فهو يخبر المحيطين بنا أننا نتواصل مع أرواحهم؛ وأحزانهم، وأفراحهم.
《البكاء》يشيع بين أُناس رقيقى القلوب، غزيرى المروءة، سريعى التأثر بمن حولهم.
☆ روي أن”رسول الله صلى الله عليه وسلم” رُفع إليه ابن بنته وهو فى الموت، ففاضت عينا رسول الله فقال سعد: ما هذا يا رسول الله؟ قال: ( هذه رحمة جعلها الله تعالى فى قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء).
فأنت عندما ترى طفلاً صغيراً مريضاً أو عاجزاً فإنك قد تبكى شفقة ورحمة عليه، بل إن بعض الناس يبكون تأثراً لرؤية حيوان يتألم، أو طائراً حبيس.
المشكلة أن هذا الاحساس المرهف قد يصعب تقبله من جانب البعض؛ وقد يعتبره البعض الآخر ضعفاً.
《البكاء》 نعمة…و 《الدموع》 شفاء.
لدى” نون ” رجاء علموا أطفالكم الذكور أن يبكوا عندما يشعرون بالحاجة للبكاء فما كانت الدموع يوماً عاراً؛ وما كان البكاء يوماً عيباً نخجل منه.
وكيف نخجل من نعمة مَنَّ الله بها علينا رحمة منه بنا وتخفيفاً منه 《عز وجل》 عن نفوسنا المتعبة، فيجب ألا نخجل من دموعنا أبداً
* فهى دليل على الانسانية *
إلى…هنا…انتهت فضفضة” نون”
دمتم أصْحاء … معافين ….اترككم على لقاء في فضفضة جديدة…

✒الراسلة/منال سناء

اظهر المزيد

منال سناء

" كاتبة مصرية " صاحبة أشهر فنجان قهوة في الوسط الأدبي " فنجان قهوة مع ديدة " الحفيدة/ منال سناء
زر الذهاب إلى الأعلى