
فنجـــان(نسيت أنكِ مسيحية)
☕فنجـــان قهوة مـــع ديــدة☕
ديدة حزينة اليوم؛ تشرب قهوتها سادة، وبمفردها؛ طال انتظار صديقتها، و جارة العمر “ماري”هذه الأخت الحنونة.
إنها حكاية كانت بدايتها عندما وصلت
“ديدة” عروس..فكانت ماري جارتها أول من رحبت بها في السكن الجديد..وقالت لها ان لها أخت هنا…
مرت السنين و الأعوام عاشوا كل الفرح والآلام قسمة فيما بينهم،لكن دائماً الرياح
تعصف بكل شئ .. وبعد تلك الأحداث المؤسفة من تفجيرات، وقتل أرواح أبرياء في أعيادهم…
قطعت ماري…علاقتها بـــ ديدة…
وفي يوم قررت ديـــدة كتابة خطاب ووضعه من تحت باب الشقة…
“نـــص الخطـــاب”
*أختي وصديقتي ورفيقة طريقي…
“بعد السلام والمحبة”
سطور خطابي تذكير..لما كان بيننا..مـــن
تاريخ طويل..
عشنا أيامنا الباب في الباب، نأكل،و نمرح ونخرج معـــاً.. ذقنا الصعوبات ومــرت بتماسكنا.
كبــروا أولادنا يوماً بيوم معاً… يلعبوا معـــاً مرضوا بنفس المرض؛ وعندما نادي الوطن علي ابنك وابني لبوا النداء وذهبوا سوياً.
أتتذكري أيام الجُمع… يوم الجمعة نتجمع ونمشي نفس الطريق وادخل أصلي بــ المسجد المجاور لكنيستك.تدخلي تصلي بكنيستك. ويُرفع الآذان مُختلط بصوت الأجراس. بيتي بيتك لم يفصلنا جدار؛ ولم يفرقنا مكان؛ كرامتك من كرامتي. وقوتك مستمدة من قوتي. شربنا مــن نفس النيل. زرعنا أرضنا. وتشرق شمسنا وتغــرب عليها.
كانت يدي بيدك نبني المساكــن ونُعمر المصانع؛ يدي تُحرك ترس الآلة ويدك فوق يدي. وقف أولادنا لتحية علماً واحد تمتزج أصواتهم وهم ينشدون نشيد بلادي بلادي.
وقفنا بــ مكان ضيــق..فكانت قدمــك تلامس قدمي.. ضد عــدو واحد.لقدعلم أولادنا الأحرف مُعلم واحد.
حقيبة ابنك تشبه حقيبة ابني أشتريتها له..
وأنتِ قمتي بحياكة الملابس المدرسية (المريلة) كانت نفس اللون والمقاس. وكل صباح نفتح أبوابنا ونستقبل اليوم مبتسمين ومبتهجين بــ الدعوات لله يسافر زوجك “عيسى ” وهو مطمئن أن زوجي” عبد الله” يرعاك ويُحافظ عليك. تركت أولادي معكم عندما سافرت
للحج أدعو إليكم عند الكعبــة وأعود وهديتي سبحة لكي وعباءة لزوجك…..
أتذكريــن عندما زار الرئيس (السادات) إسرائيل.
كان زوجك عيسي وزوجي والجيران يجلسون ويشربون الشاي.كنا نُعد الطعام وكان بيمن يلعب مع محمد و أصحابهم من الشارع..
جاء وسأل أبوه فيه أيه؟؟؟ رد عليه ابوه وهو متوتر (السادات يصنع السلام). ورد عبدالله حاربنا وانتصرنا واليوم السادات يجلب السلام من أجلكم يا أولاد.
أختي وصديقتي ورفيقتي…
سنين مرت ومازلنا سوياً وسنين قادمة وسنظل سوياً…ونسيت أنكِ مسيحية. تلك كانت حياتنا وطفولة أولادنا لم أشعر أنك مختلفة وغريبة عني. لقد صومتي يوماً لتشاركني صومي.
سافرنا في كل مكان..كل حبة رمل ملكنا وقطرة الماء تروينا وأرضنا ونسيم هواء الوطن فيه الشفاء.
ذاك اليوم… مازال محفور بــذاكرتي يوم حصول ابنك وابني علي ميدالية المركز الأول بــ لعبتهم المفضلة..
نشرت الصحف صورهم بدون أسماء؛نُشر الخبر هكذا…
“تم حصول لاعبان مصريان علي المركز الأول” تهنئــة مــن القلــب وكــل الفخــر والاعتزاز والتكريم للاعبان المصريان.
أنا منك وأنت مني وأنا وأنت مصريان
أختي المصرية…كل عام وأنت بخير.
إمضاء:
(أختك و شريكة أيامك…ديدة)
بقلم الحفيدة/ منال سناء