
لكم كذب الّذين قالوا أن القلب سرعان مايتجاوز عثرته، ويتقوّي من محنته، ويمكنه لملمة أشلاء نبضاته التي أُهرِقت قربانًا لعشق ولّي وانقضى!
خيّل إليّ أن نيران الماضي التي لطالما سلقتني، لن تطالني ألسنتها بعد أن أسلمت قياد نفسي لسفينة الأيام علّها تحطّ بي في مرافيء قلوب رحبة لا تعرف الغدرات! عسي جراحاتي الحثيثة عمّا بعيد تندمل!
كنت كمن يحصي الماء، أو كمن يطارد ذرّات النور البعيدة في دياجي الظلمات ! منكفيء على شتات روحي أرتق شرخها! أقتات الحياة من وجوه مغبّرة تكللها اللعنات، تظنّ أن الغد الذي أرهقها إنتظاره؛ قد يخالف عاداته ويأتي محملًا بالبُشريات!
ذات لحظة من دقائقي المشتبهات؛ ثارت براكين جوانحي،
وانتصب عشقي القديم يرفع رايات المذلّة، عندما …..
عندما رأتها أم عيني منتشية تغالب إبتساماتها، وهي تجالس ذاك اللص الذي جثم على صدري وأجبر أضلاعي علي الإعوجاج وأثخن حبّي بسيل حرابٍ قطّعت أواصره!!
ألهمتُ خطواتي الهرب، الإختباء، التواري خلف ظلٍ يمدّ روحي ببعض نفحات السَّكينة!
أرغمت عقلي على الإقتناع أنّي هكذا أمنعهم رزق التّشفّي، أحول بينهم وبين التمتّع بجلدي بنظرات الشماتة، أحرمهم لذة النصر على مَن تجرأ وأعلن بيان عشقه في حضرة قلوب لا تعرف إلا الدّقات الرّصينة!
لكنّي في قرارة نفسي ….. أفرّ من نفسي، من ضعفي الذي وسِعني، من عجزي على وئد نبضاتي التي تعاهدت على خيانتي، وماتزال تئن تحت وطأة حبها العتيد…!!!