
في كثير من الأحيان تحجب أعيننا عن الاحساس بالجمال القاطن في باطن الأشياء .وتنحصر نظراتنا فقط في الجزء الفارغ من إناء الحياة .ويرتكز تفكيرنا على تلك الطاقات السلبية التي دوما” تشعرنا بأن انتزاع أى أمل كغاية بعيدة المنال ..على الرغم من ان الخطأ الأكبر أن ننشد كل شيء على وجه الكمال .
لأن فكرة الكمال نفسها مستحيلة …نحن بحاجة إلى الخروج من تلك النظرة المقتضبة إلى رؤية أكثر وضوح وأكبر إتساع عندما ندرك ونبصر الجمال القابع في قلب الأضداد ..لاشيء ثابت على الإطلاق لا قبح مطلق؛ كما لا جمال مطلق ..هكذا هي بلادنا ..الجميلة الشاقية ..العظيمة المجهدة ..الواسعة رغم ضيق الحال ..
أجمل ما في بلادنا أنها يكمن في تجاعيدها كل جمال الكون ..فلنبحث عن كل جمال فيها سنجده حتى لو اختبأ خلف تلال القُبح .وكما نبحث عن السلبيات نبحث عن الإيجابيات .
ولقد حبا الله مصرنا بشعب جميل رغم كل عيوبة شعب يكمن فيه الطاقة الخلاقة من خلف جدار السكون وسط دهشة وذهول الداني قبل القاسي .نحن لا نقل عن اى شعب بل على العكس إذا توفرت لنا القليل من الفرص سوف نقدم أفضل إبداع .
مصر مازال يقطن فيها الجمال ..مازال فيها حاجة حلوة ..مازالت ولادة .أطفالنا أكثر ذكاء شبابنا أكثر طاقة وطموح إبحثوا عن ما بداخلهم من إبداع واستخرجوه ستجدوا جمال .
لقد أبهرني ما قدمه أطفالنا من ذوي الإحتياجات الخاصة من بطولات وإبداعات رغم الصعاب؛ وجدوا في أزماتهم جمال …إذا فقدت الأمل في هذا الشعب يوما” وإتهمته بالامبلاة قم بزيارة أى دور للأيتام ستجد مايبهرك من تبرع بالوقت والجهد والمال .مازال في قلب الا مبلاة أجمل اهتمام واعظم جمال،والاجمل تلك الطاقة الهائلة التي تشع بها المرأة المصرية رغم جبال المسؤليات وتلال العبء من دفع سفينة الحياة مع رُبانها إلا إنها أثبتت أنه مازال لديها المزيد والمزيد ويشهد على ذلك إنتشار المشروعات الصغيرة اليدوية والمعارض التي ساهمت فيها كل من الدولة والجمعيات الأهلية والأفراد في توفيرها وتيسيرها لعرض ما تنتجة الأيادي المصرية .معارض تثبت ما بنا من طاقات خلاقة وتجعلنا نستشعر بالفخر والسعادة من كل ما تفرزه من إبداعات تشهد وتسجل مصر بخير ومازالت ولادة نتمني فقط إلقاء الضوء عليها وجدير بالذكر معرض مقام بالجهود الذاتية بعنوان مصر جميلة ..وهى فعلا جميلة و بكل الخير ..خير يجعلنا نفتخر أن بها إبداع يستطيع أن يضاهي العالمية جنبا” إلى جنب” فقط نحتاج أن نهتم ونؤمن ونوفر ونشجع وننظر بنظرة مختلفة تبعث على الأمل ..
الأمل الذي تراه في إحدي حفلات دار الأوبرا فتستقر القلوب الوجلة أنه مازلت هناك أصوات أجمل من غوغائية الضوضاء المنتشرة ..فقط محتاجة أن ننظر إليها وندعمها حقا .
تراثنا جميل ونحن جديرين أن نحافظ على جماله؛ لكن الأجمل حقاً هو أن هذا الشعب القادر أن يبدع ويحافظ على تراثة قادر بنفس ما يحمله من موهبة أن يخلق إبداع ينقش به سطور حاضر ليصير تراثاً ثريا” في المستقبل البعيد .كلي يقين ان الجمال موجود أصيل حتى وإن غشىَّ عليه بعض الغمام فهناك أمل وإن كان قابع في رحم الظنون لكنه على إصرار دائم أن يظهر وينجلي كبزوغ الشمس مؤكداً مصر جميلة بكل ما فيها ..مصر جميلة وستظل جميلة
بقلم/ منال محمد