
?
*2*
تهادت عربة تجرها الخيول على الطريق المعبد على أنغام صوت سائقها الشجي. كانت سعادته بقرب انتهاء رحلته الموافقة، وعودته إلى منزله حيث تنتظره زوجته المحبة بوعاء مملوء بمحلول ملحي تشتاق له قدماه المتعبتان. يبدو أنهما تذكرتا تلك الراحة بينما تدلكهما يدي زوجته الحانية، فشاركت صوت صاحبها بالرقص.
ارتفعت أصوات سنابك جياد مسرعة تأتي من الخلف لتستبدل غناءه بقرع ضربات قلبه. التي ألتقطتها أذان أحصنته، فبدأت تركض كما لم تركض في حياتها في محاولة يائسة للنجاة بحياتها وحياة صاحبها، غير أن الجياد القادمة من الخلف التي أعتادت على نهب الأرض بقدميها في خفة بدأت تقلص المسافة بينهما في مدة قياسية. لم يكن هناك حاجة ليلتفت السائق إلى الخلف ليري مطارديه، فهو لن يقلد الغزال المذعورة من الأسد، فيكفيه أنه يعلم أعداؤه.
شعر ركاب العربة بالتغير المفاجئ من حولهم، فبدؤا بالتحرك للاستعداد للخطر القادم. كانت صرخة جنديين ملثمين يركبان جوادين مؤشرًا لحمل الخناجر والسيوف.
لحق الجودان بالعربة وأحاطا بها من الجهتين. حاول السائق الهرب منهما ألا أن ضربة سيف من الفارس الراكب على الجواد الأسود عجلت برحيله إلى عالم الأموات
#يتبع