#محراب_عينيك
#صفاء_حسين_العجماوي
*1*
-“هيا، فليبدأ المرح”
بصوت ممتلئ بالحماسة أعقبته ضحكة صاخبة، هتف فارس ملثم ذو بشرة بيضاء تناقض لون عينيه الأسود. وهو يعتمر غطاء رأسه المعدني منطلقًا نحو فرسه الأسود.
ألتفت خلفه منادياً صديقه المقرب ليستحثه على الإسراع، غير أنه أستقبل نداءه ببسمة هادئة ملئت ملامحه الشاحبة اللون، وهو يكمل أرتداء ملابسه العسكرية برصانة. أثارت الأول، فعاد أدراجه، وهو يهتف بنفاذ صبر: ويحك. سنفقد فرصتنا في الصيد. لن يترك لنا الأوغاد ألا الفتات أن لم تسرع.
ضحك الثاني بمرح، ولم يعقب على كلام صديقه، ثم أمسك بطرف لثامه ليضعه على وجهه ببرود. لو كان شخصا أخر هو من فعل ذلك، ربما قتله الأول دون تردد، غير أنه أعتاد على تصرفات صديقه الذي يناقضه في كل شيء، وربما كان ذلك هو سر ترابطهما القوى.
دار الأول حول الثاني، قائلًا، وهو يغمز بعينه اليسري: ألم يشتاق سيفك لدماءهم النجاسة؟
ضحك الثاني ببساطة، ولم ينطق ببنت شفة. لم يتركه الأول، بل أمسك بكتفه الأيمن، ومد يده ليضعها على قلبه، وهو يهمس بمكر لا ينتمي إليه: ألا تحب أن تمسك بجميلاتهم بيديك، وتعبث بشعرهن الأسود، وهن يرتجفن خوفًا؟
أزاح يد رفيقه عن قلبه، وقال بصوت لا حياة فيه: كلا، فأنا لا أكترث للجميلات أو للقبيحات، ولكني متعطش لأن أروى أرضنا بدمائهم
ثم شهر سيفه، وهتف بقسوة: لقد تأخرنا يا صديقي
أنطلق الصديقان نحو فرسيهما الأسود والأشهب. في لحظة أمتطيا الجوادين وبدئا السباق نحو الجنوب، حيث الفرائس البشرية الآمنة
#يتبع
