مقالات الرأى

مجزرة الإسماعلية التى هزت وجدان العالم 1952

أمل حسين

مصر ارض لا تسجد لمحتل ولا تكرم من يهين اى ذرة من رمالها ،لذلك عندما عاث المحتل البريطانى بمصر فسادا ،وفرض الحماية البريطانية على مصر ،تصاعد اتون الغضب لدى نفوس ابنائها،وتكاتفت الجهود واتفقوا على هدف واحد وهو ان يعيش المحتل على صفيح ساخن مادام اراد ان يدنس الاراضى المصرية باقدامه،ورغم عقد معاهدة 1936التى اعترفت الى حد ما باستقلال مصر،الا انها تمثيل تحيز واضح لبريطانيا ضد مصر،والاستقلال الذى تضمنته المعاهدة استقلال اسمى وليس فعلى… وعندما طلب النحاس باشا رئيس الوزارء وقتها من الجانب البريطانى تعديل معاهدة 1936،ظلت المباحثات لمدة 5شهور بدون نتيجة،مما جعل النحاس باشا يجتمع مع الملك فاروق ويقرران الغاء معاهدة1936 اشتدت الاعمال الفدائية ضد الانجليز بكل مكان بمصر وخصوصا بمدن القنال مكان تجمع الانجليز وقتها ولكن هنا سنتحدث عن احدى مدن القنال وهى الاسماعلية . لما اشتد النزاع بين الجانب المصرى والجانب الانجليزى،ظهرت وقتها وطنية المصريين فقام العمال المصريين بوقف العمال لدى المعسكرات الانجليزية،وحينما أعلنت الحكومة عن فتح مكاتب لتسجيل أسماء عمال المعسكرات الراغبين في ترك عملهم مساهمة في الكفاح الوطني سجل [91572] عاملاً أسماءهم في الفترة من 16 أكتوبر 1951 وحتى 30 من نوفمبر 1951،كما قام التجار بوقف توريد الخضروات والفاكهة واللحوم لهم،وتم فرض حصار اقتصادى عليهم،كل هذا وشباب مصر من الفدائين يحرقوا المعسكرات الانجليزية ،وعاش الانجليز داخل اتون من الجحيم،وجن جنون قادتهم فقد أقدمت القوات البريطانية على مغامرة أخرى لا تقل رعونة أو استفزازًا عن محاولاتها السابقة لإهانة الحكومة وإذلالها حتى ترجع عن قرارها بإلغاء المعاهدة ، ففي صباح يوم الجمعة 25 يناير 1952 استدعى القائد البريطاني بمنطقة القناة ( البريجادير أكسهام ) ضابط الاتصال المصري ، وسلمه إنذارًا بأن تسلم قوات البوليس ( الشرطة” المصرية بالإسماعيلية ) ، أسلحتها للقوات البريطانية ، وتجلو عن دار المحافظة والثكنات ، وترحل عن منطقة القناة كلها ، والانسحاب إلى القاهرة بدعوى أنها مركز إختفاء الفدائيين المصريين المكافحين ضد قواته فى منطقة القنال . وهنا عندما تم الاتصال بين قائد بلوكات النظام بالاسماعلية ب(فؤاد باشا سراج الدين) وزير الداخلية على التليفون.. مين يا افندم؟ أنا اللواء أحمد رائف قائد بلوكات النظام في الإسماعيلية، حاضر يا فندم.. معالى الوزير صباح الخير.. صباح النور.. يا افندم قوات الاحتلال البريطانى وجهت لنا إنذارًا برحيل قوات البوليس عن مدينة الإسماعيلية واحنا يا افندم رافضين وقررنا المقاومة.. حتقدروا يا أحمد؟ يا افندم مش حنسيب الإسماعيلية حتى لو ضحينا بآخر نفس فينا.. ربنا معاكم استمروا في المقاومة.. فقد القائد البريطانى في القناة أعصابه فقامت قواته ودباباته وعرباته المصفحة بمحاصرة قسم بوليس “شرطة” الاسماعيلية لنفس الدعوى بعد أن أرسل إنذارا لمأمور قسم الشرطة يطلب فيه منه تسليم أسلحة جنوده وعساكره ، غير أن ضباط وجنود البوليس “الشرطة” رفضوا قبول هذا الانذار. ووجهت دباباتهم مدافعها وأطلق البريطانيون نيران قنابلهم بشكل مركز وبشع بدون توقف ولمدة زادت عن الساعة الكاملة ، ولم تكن قوات البوليس “الشرطة” مسلحة بشىء سوى البنادق العادية القديمة. وقبل غروب شمس ذلك اليوم حاصر مبنى قسم االبوليس الصغير مبنى المحافظة في الأسماعيلية ، سبعة آلاف جندي بريطاني مزودين بالأسلحة ، تدعمهم دباباتهم السنتوريون الثقيلة ، وعرباتهم المصفحة ومدافع الميدان ، بينما كان عدد الجنود المصريين المحاصرين لا يزيد على ثمانمائة في الثكنات وثمانين في المحافظة ، لا يحملون غير البنادق . وبرغم ذلك الجحيم ظل ابطال الشرطة صامدين في مواقعهم يقاومون ببنادقهم العتيقة من طراز ‏(لي انفيلد‏)‏ اقوي المدافع واحدث الاسلحة البريطانية حتي نفدت ذخيرتهم وسقط منهم في المعركة ‏50‏ شهيدا و ‏80‏ جريحا‏ ,‏ بينما سقط من الضباط البريطانيين‏13‏ قتيلا و‏12‏ جريحا واسر البريطانيون من بقي منهم علي قيد الحياة من الضباط والجنود وعلي رأسهم قائدهم اللواء احمد رائف ولم يفرج عنهم الا في فبراير‏ 1952 . كما أمر البريطانيون بتدمير بعض القرى حول الاسماعيلية كان يعتقد أنها مركز إختفاء الفدائيين المصريين المكافحين ضد قواته فقتل عدد آخر من المدنيين أو جرحوا أثناء عمليات تفتيش القوات البريطانية للقرى المسالمة ، وانتشرت أخبار الحادث في مصر كلها ، واستقبل المصريون تلك الأنباء بالغضب والسخط ، وخرجت المظاهرات العارمة في القاهرة ، واشترك جنود الشرطة مع طلاب الجامعة في مظاهراتهم في صباح السبت 26 من يناير 1952 . ولم يستطع الجنرال اكسهام ان يخفي اعجابه بشجاعة المصريين فقال للمقدم شريف العبد ضابط الاتصال :‏ لقد قاتل رجال الشرطه المصريون بشرف واستسلموا بشرف ولذا فان من واجبنا احترامهم جميعا ضباطا وجنودا . وقام جنود فصيلة بريطانية بامر من الجنرال اكسهام بأداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من دار المحافظة ومرورهم امامهم تكريما لهم وتقديرا لشجاعتهم .‏ وانطلقت المظاهرات تشق شوارع القاهرة التي امتلأت بالجماهير الغاضبة ، حتى غصت الشوارع بالجماهير الذين راحوا ينادون بحمل السلاح ومحاربة الإنجليز ، وكانت معركة الأسماعيلية ، الشرارة الاولى لثورة تشتعل وتغير مجرى التاريخ . وبعد ذلك اصبح يوم 25 يناير من كل عام هو عيد الشرطة احتفالا وتخليدا لذكرى تلك الواقعة000 ومن هناء تم تعين 25يناير عيدا قوميا لمدينة الاسماعلية،ثم عيد للشرطة المصرية تقديرا لما قدمه شهدائها من بسالة وبطولة وكرامة،ثم جاءت 2011 وفى نفس اليوم الميمون تم فيه اسقاط معاقل الفساد التى كان يعانى منها الوطن للوقت طويل.. سنذكر أسماء شهداء مجزرة الشرطة المصرية25يناير1952 وهم: السيد محمد الفحل، وعلى السيد على ، وعبد الحكيم أحمد جاد، وثابت مصطفى، وأحمد مراد أحمد، وعبد ربه عبد الجليل عامر ، ومحمد أحمد إبراهيم المنشاوى….

 

سنذكر أسماء شهداء مجزرة الشرطة المصرية25يناير1952
وهم: السيد محمد الفحل،
وعلى السيد على
، وعبد الحكيم أحمد جاد،
وثابت مصطفى،
وأحمد مراد أحمد،
وعبد ربه عبد الجليل عامر
، ومحمد أحمد إبراهيم المنشاوى،
وفتحى بدوى أحمد الحليوى
، وعبد الله عبد المنعم فرج،
ومصطفى عبد الوهاب محمود
ومحمد الطوخى رمضان،
وسيد على حسين،
وحسين عبد السلام قرنى،
والسيد مجاهد على الزيات
، وعبد النبى سالم جمعة
، ومحمد أحمد حمدى،
وعبد الحميد عبد الرازق،
وأبو المجد محمد مصطفى
، وعبد السلام سليم صالح،
ورضوان أحمد محمد حيدر،
وكامل مازن حسين
، وفؤاد عبد الرازق على
، وأحمد أبو زيد منياوى،
وعبد الحميد معوض حشيش،
وعبد الفتاح شاهين،
وعبد الله مرزوق عبد الله،
ومحمد إبراهيم أحمد،
ومحمد محمود بدوى
، وفرج السيد إسماعيل،
وعبد الحميد مسلمى أحمد،
وعبد السلام أحمد إبراهيم،
ومحمد الجندى إبراهيم
، وفتحى أمين جمعة،
ورياض عبود أسعد
، وعبد الغنى محمد خليفة
، واليمانى إسماعيلى إبراهيم،
وعبد الفتاح عبد الحميد
، وبسيونى على الشرقاوى،
ومحمد محمد البياعة،
وأمين عبد المنعم السيد
، ومحمد حسن محمود حسن،
ومحمد المليجى أحمد مصيلحى
، وبهى الدين على حجازى
، وعبد الفتاح عبد النبى العطار
، وعبد المنعم بيومى على البنا،
ومحمد عبد المعطى حسن عيد،
ومحمود محمد عبد الرحمن فودة،
وحسن عبد السلام عبد المنعم،
ومحمود حسن عفيفى عمارة
، ومحمد عبد الغنى السيد الفيشاوى
، ومحمد أحمد على زايد،
وعلى محمد منصور الطبال،
وأحمد محمد فريد،
وأبو الفتوح أحمد أبو الفتوح
، وعبد الحميد إبراهيم على منصور
، وسعد على السايس.
ولم تنتهى مسيرة رجال الشرطة فى الكفاح من اجل ارض مصر،بل مازال عطاء رجال الشرطة والتضحية بالنفس والارواح من اجل سلامة هذا الوطن وامانه الى الان 2019.
فتحية ” ضربوا اصدق المعانى والتضحية والوفاء بالعهد لحماية سلامة مصر وامانها .
اظهر المزيد

نافذ سمان

كاتب وروائي سوري الأصل يقيم في النرويج له خمس أعمال منفردة ( مجموعة قصصية ،ثلاث روايات وديوان نثري ) إضافة لثلاث كتب جماعية. له عديد المساهمات في المنظمات الانسانية والتربوية. كاتب مقالات رأي وصحفي في العديد من الصحف والصفحات العربية والنرويجية. صحفي لدى جريدة فيورنجن النرويجية.درس الصحة النفسية للطفل لدى جامعة هارفرد 2017. مجاز ليسانس في الحقوق 1999 وعمل كرئيس لقسم الجباية في سوريا لحوالي 11 عاماً.
زر الذهاب إلى الأعلى