
مع الأسف أن المجتمع يحاكم المحكوم عليه وينسى دائمًا أن من يوصل المرأة إلى الطلاق في أغلب الأحيان.
الأخطاء التربوية والجلد الإجتماعي وضعف التركيبة الإنسانية وعدم فهم الحاجات وعدم رسم الحقيقة المبتغاة من أيّ علاقة إنسانية، وطبعا على رأسها الزواج.
الزواج ليس حاجة، وليس ضرورة وليس لازمًا، على من لا يجد في نفسه أو في الشريك الأسس الضرورية لبناء مؤسسة العائلة.
المشكلة أننا حين نقرر فتح مؤسسة أو شركة نقوم بدراسة الجدوى الإقتصادية لتفادي الخسائر التي قد تلحق بِنَا من جراء دخول مشروع غير مضمون، وهذا ليس بخطأ على العكس هذا واجب، لكن إن دققنا نجد أن الخسائر التي قد نتعرض لها في خسارة مشروع اقتصادي، في أقصى حالاته، تبقى أقل بكثير من المأساة المترتبة على عائلة إن لم نقم بدراسة حقيقية لمشروع بناء الأسرة.

ليتنا ننظر من حولنا اليوم، نجد ان أسباب الزواج تتمحور حول نقطتين لا دخل لهما بالحياة الأسرية وببناء العائلة؛ الأولى الهروب من الأسرة طلبًا لحياة جديدة بعيدة عن التعقيدات التي نعيش فيها في العائلة الأم، وهنا الطامة الكبرى، الهروب من واقع معاش لا يمكن أن يكون مدماك بناء أسرة بل هو سبب حقيقي وجوهري لهدم الأسرة قبل أن تبدأ، لذلك لا داعي للاستغراب إذا تم الطلاق بعد فترة وجيزة من الزواج، لأن ما بني على باطل فهو باطل.
أما النقطة الثانية، هي البحث عن فرصة إنتشال من واقع مادي صعب، والبحث عن من يقوم بإعالتي، وهنا أيضا مأساة أخرى، العائلة شراكة، فكيف أذهب إلى شريك لأشاركه وأنا لا أملك رأس المال المناسب، لا التعليم، لا الثقافة، لا الشخصية، لا الصبر ولا حتى الإدراك والمعرفة لأدنى متطلبات الحياة الزوجية والأمومة.
للأسف من يحاكم من؟!؟!
نحاكم ضحية الجهل بجهل والنتيجة كما نراها اليوم من حولنا.
نعم هو أبغض الحلال، لكن هذا إن كان هناك رؤية وإدراك ومسؤولية لماهيته،
أما أن تنشئ مبنى من دون أساس فلا تطلب منه أن يصمد ولا تستغرب لأنه هوى!!!
لذلك جميعنا معنيون، المجتمع سليلة مترابطة، أي خلل في مكان ما يعني سقوط الدومينو…
كلنا معنيون، الأم، الأب، المربي، الإعلام، المدارس، البرامج التربوية، المجتمع بأسره معني…
فليتوقفوا عن الجلد وليسمعوا الأنين، حتى نستدرك ما نحن فيه ونبدأ بالتصحيح…