مانويلا هناك

مانويلا .. هناك
…..
ماذا هناك
بِربِكَ ماذا دهاك
هناك أنا معلقٌ كرائحة التبغ
في غليونٍ على مقعدٍ حزين
قطرةُ ندى تحملها ريشة سنونو
مسافرٌ منذ سنين
هناك مع الدراويش و المجاذيب
مع حقائب المسافرين
هناك عندما لا يكون هناك
فراغات اليد القابضة على كمشة ياسمين
بين الشهقة الأولى و نظرة الحنين
هناك قبل هناك و بعده بقليل
عندما أكون مع امراة ٍ غيرَ عادية .
تتشعب في كياني تسبح في الوتين.
كيف أقول أحبكِ و يمر الأمر هكذا
فلا تثمر السماء سنابل
و النجوم قناديل
و لا أحملك في صدري لحناً للعنادل
كيف يصير الكلام هكذا .
دون تغيير أو تبديل .
أقرب من هسهسة أسوار يديك
مع شعرك في اشتباك
هناك و ماذا بعد هناك
صافرة القطار من بعيد
و المحطات يطحنها تباعاً
حتى الهلاك
عندما يغطي تشرين السماء أكون
عندما يحتل نيسان الشجر
في جزيرةٍ تحكمها الأسماك.
أكون هناك.
عندما أكون معكِ كيف لا أشعر بارتباك
عندما يجتاحني نسيم الليمون و عبق المطر
و أنتِ بعيدةً جداً عن الرواق
عندما تحتل قُبلتُكِ كل مذاق
افقد الجاذبية و تمتد اطرافي تشتاق
تسبح روحي في الدنيا تبحث عنكِ في عناق
تضم الأشجار و الأغصان و تتحسس الأوراق.
هناك كانت لمستك
و هناك ضحكتك و هنا أبحرت بكِ للأعماق.
لا تنظري لعيني فأنا في حالة اشتياق
هناك حيث لا أكون أنا
أكون دوامةُ حبٍ ..أكون جيش عشاق.
هناك و ما أجمله من هناك
عالمي الخاص .أخرجكِ من صفحات الكتاب
أدونكِ و أقرأكِ
اليوم اُسَميكِ مانويلا. و غداً قصراً بلا أبواب
قصراً ذهبياً نسكنه و يكون مزاراً للأحباب
مانويلا كانت و ستبقى شهداٌ و نعيماً و رضاب
رحلات الشوق بلا أسباب
شمسٌ تسكنها ومضةُ ليل
ليل يحتل سكون الأمس
بالأمسِ سألتِ ماذا دهاك
اليوم أقول سيدتي
مانويلا سكنت كل هناك
مانويلا غياب حضورٍ و ذهاب لا يأمل بإياب

بقلمي
أحمد الأكشر