
ماذا قلنا لأبنائنا؟؟
مناسبة تلو المناسبة؛وحفل تكريم هنا وحفل احتفاء هناك.
وكلمة تُلقى من جانب رئيس الدولة؛ وأجازات تهطل علينا كالأمطار؛ وأولادنا سعداء بالأجازات ويحفظونها أكثــر من المناهج. ويتم تدوينها في كل الأجندات ونتائج العام الجديد. كل هذا جميــل؛ ولكن السخيف، والمُخيف لو سألت: أي ولد صغيــــر أو شاب قابلته في الطريق لماذا غدا أجازة؟؟ يرد بابتسامة لا أعلم… المهم أنه أجازة من المدرسة أو الجامعة أو العمل. _جميل…جدا…..جدا_.
كلامي… عن فئة غالية على قلوبنا هي فلذات أكبادنا؛ بل هم القلوب ذاتها. هم (أبنائنا وبناتنا). نحن في حاجة للتواصل فيما بيننا. لقد فقدنا التواصل مع أبنائنا؛التواصل الذي انقطع, وانعدم في بيوتنا؛ وأصبح نادر في مجتمعنا المصري بل في المجتمعات العربية.
**لماذا كلما اجتمعنا معهم نتهمهم أنهم ليسوا مثلنا؛ ونقول لهم زمان كنا كذا وكذا؟
ولو اجتمعنا معهم نسمعهم أنهم فاشلون؛ وسطحيون. ولا نتحدث معهم في قضية ما.و دائما علي ألسنتنا عبارة “الله يرحم زماننا” – تسبق كل حديث ـ أنتم تافهون.
وجيلكم تافه انظروا لنا، وماذا فعلنا؟؟!!!_تقفل الجلسة من قبل أن تبدأ_ والله صحيح, نجد أولادنا لا يحبون الكلام معا ولا التواصل.
**ولكـــــــــن هل سئلتم أنفسكم من هو السبب في ما وصل له حالنا مع أولادنا؟
بالطبع…(أنا وأنت وكل أب وأم ) وضعنا حاجز، و تركنا أولادنا لغيرنا؛ وانشغلنا عنهم بتوفير الحياة الراقية، واللهث وراء المادة لنوفر مصاريف المدارس،المصايف وإلي أخر القائمة المصرية.
زمان كان في الجد القدوة، الأب المُكافح والأم القانعة، الراضية، العم القائم بدوره بواجبه نحو اولاد الأخ، الخال الوالد.
كنا نمتلك شيئا غالي اسمه”الطبلية”. تلك الطبلية خرج من حولها اللمة والتراحم و التواد.أخرجت جيل الشهامة، والبطولات المبدعين، والعباقرة.
ليس معنـى كلامي عدم مواكبة الجديد. إطلاقا.
حولوا الطبلية إلى مائدة”ترابيزة السفرة” الأهم اللمة وليس المُسمى ولا الشكل، الأهم الجوهر. فقدنا اللمة ومعها الحوار والتحاور, وفقدنا التواصل. كان الجد يتواصل مــع الحفيد ويُعوضه انشغال الأب ويحكـــــى ويُربي ويعلم ويُصاحب.
فقدنا العم والخال الذي كان مثل الأب في التربية تخلوا عن أدوارهم فوصل حال أولادنا للتطاول عليهم.
فقدنا الأم التي كانت الوتد الأم المدرسة التي كانت تحكــي التاريخ؛ تهتم بإرضاع الدين مع الحليب, وتغذيته يوميا ثلاث مرات “حــــــــــب الوطــــــن”, أرضك عرضك,كل البنات شرفك. العمل عبادة.
هل نحن قدوة لأبنائنا ؟؟ هل يجب أن نصب أفكارنا في عقول أبنائنا ؟؟ هل لدينا الوقت الكافي لأبنائنا ؟؟ هل نعرف نقاط القوة فيهم فنوجهها ونعرف نقاط الضعف فيهم فنحاول تعزيزها ؟؟ هل جربنا النزول والدخول لعالمهم؟ لماذا نقارن أنفسنا بأبنائنا, ودائما نصارحهم بالأخطاء فقط ولا نري ايجابية منهم ؟؟ لماذا انصب اهتمامنا علي الظاهر ولم نبني الجوهر؟ بعــــــــد كل تلك الأسئلة سنجد العيب الأكبر عيب الأهل وليس الجيل أنت كنت ابن مختلف والسبب كان لك أب وأم مختلفين. فأنت أب أو أم خرجت عن منهج الأجداد؛ واستحدثت منهج خليط ليس له لون محدد وأسميته _التربية الحديثة_منهج تخلي عن الأصالة؛ واختفى منه الحزم والصلابة. منهج النهج الأساسي فيه تريح الدماغ_( كبر الجي وروق الدى) _معنى العبارة عند ابنك لو لم تفهمها سيشرحها هو لك. منهج فيه إبعاد الجد عن الحفيد بحجة انه يفسد و يدلل؛ وانه لا يُربي.
فنتيجة اختلافك النتيجة المنطقية لاختلاف ابنك عنك.
فلماذا الدهشة والاستغراب؟
كنا قديما نلتف حول الأب والعائلة تجتمع في كل مناسبة ويحتفل الجميـــــع وبحب وبدون عراك وخلاف ويحكي الجد وينصت الابن بوقار واحترام. ويسمع الحفيـــــد ولا يفهم ولكن عندما يكبر سيفهم.
لقد فرطنا وتهاونا فهانت علينا أنفسنا وتجاوزت أولادنا معنا ووقعنا في القاع
أولادنا الصغار أصبح مصدر معلوماتهم هذا الجهاز اللعين؛ وتلك الصفحات المسمومة.
اجلس واحكي لأولادك ما السبب وراء كل مناسبة وما حكايتها وافتح جهاز التلفاز علي تراثنا من الفن القديم ( أفلامنا الجميلة)
وأحكي لهم حكايات نضال الأجداد.
اجلسوا مع أبنائكم هم زهرة الحياة..هم أيضا فتنة الحيـاة.هم وقود الإنتاج وعماد الوطن ولا حرية ولا انتصار لوطن من دون شبابه.
بقلمي/ منال سناء