
صفاء حسين العجماوي
ليتنا تقابلنا
ليتنا تقابلنا أنا وأنت في بعد أخر، أو كوكب غير أرضنا، أو مكان لا يوجد فيه هؤلاء البشر، الذين يحيطون بنا كسوار اليد الضيق. لا يسمحون لأعيننا أن تتلاقى صدفة دون أن يرصدوها، ويحللوا ألتماعة أعيننا.
ليتنا تقابلنا في مرج فوق ربوة بعيدة حتى تتفتح ورود العشق بقلوبنا، لا يربيها ألا تلك الشمس التي شهدت لقائنا في تلك الجنة الأرضية الخالية من البشر.
ليتنا تقابلنا عند قوس النصر حتى لا ينتبه لنا أحد، فالكل منشغل بعودة الأحبة سالمين مكللين بالزهور، أم تراهم سيتركون كل شيء ليراقبونا.
ليتنا تقابلنا كعصفورين حلقا في السماء. لا يزاحمهما في فضاءها سوى السحب المتناثرة كالقطن المقطوف من لوزته، ليشهد على مولد حبنا قطرات المطر عندما تنقش أشعة الشمس أسمائنا على غياماتها المثقلة بالخير. ولكني أخشى أن يدموا قلبينا بحقدهم، كقناص يتلذذ بصيد كل ما لا تطوله يداه.
بل ياليتنا تقابلنا في مفردة ثقب أسود دوار لا نخشى شيئًا، فقد توقف الزمن، وانعدم البشر، ولا يحيط بنا سوى الطاقة الخالصة.