أدب و ثقافة

لعنة شوقي

زهرة بن عريوة

اللعنة مجددا ..!

مرة أخرى يطيح بي الشوق بين مخالبه، تمضغني الذكريات بين أنيابها بلا رحمة بلا شفقة تعد ليـّۓ عزائي تشيع منيتي ه̷̷َـَْـُذآ الشوق ينهر قوتي وينهش صبري قلبي الذي يتآكل كحبات الصدأ، عقلي المشوش، تجتاحه سهام الارق وعيناك ..عيناك اللتان لٱ تفارقان مخيلتي، ضحكتك التي تدغدغ مسامعي الان أين هما! ..اين؟ مجددا لعنة الشوق هاته موجه تضربني نحوك تدفعني للجنون، لٱ ادري كيف اصدها في كل ليلة، ام ارضخ لـٍهآ،اتجول بهاتفي غيرت الخلفية، اتنزه بين الصور، ثم الى قائمة الموسيقى، الى صندوق الرسائل الفارغ الى قائمة المكالمات التي مر عليها زمن، أكره هاته الصورة، الصورة التي ابقى فيها ساكنة وكل الكلام المكنون في صدري مخبئ وكأنه كلام أبكم، أكره فكرة انني أدعي الانشغال واللامبالاة، في حين انني مليئة بك، وانتظرك بلهفة، ثم يتملكني الضعف يسيطر علي يلتف علـّۓ. جسمي ثعبان ماكر يهرم جسدي يجعله يشيخ يعتصره بقوة ،ويأتيني صوت خافت كلميه! بعد صراع مع نفسي وقراراتي وكبريائي أتخذ رقمك الذي حرمت ادق عليه بالخاص بعد منتصف الجحيم، يرن وقلبي يدق معه فجأة علـّۓ. غير العادة رفعت السماعة يدق قلبي بشدة بلهفة أم لإبنها البعيد ه̷̷َـَْـُذآ صوتك العذب الذي سكن شراييني يبدو أنك تعمل ليلا كعادتك، صوتك هاته المرة متعب مليء بالشكوى والهم، اني اقرؤك يا صغيري انت متعب، متعب م̷ـــِْن فترات عملك الاضافية م̷ـــِْن دوريتك الليلية، يخاطبني ويقول ألو؟ هو يعلم انني انا يعيد الكرة لعلني ارده لعله لكني اصمت والدموع محبوسة بعيناي ويدي علـّۓ. فمي خشية ان يبوح الشوق دون تفطن مِڼـّي كنت استمع لترديده ألو ..ألو ..الو ..فجأة يأخذ نفسا بائسا أسارع واقطع الخط وأشهق بكاء ،فقط اردت لْـۆ اخبرك كم جعت وأنا شبعانة، كم بردت وانا دافئة، كم توحدت وانا بين ه̷̷َـَْـُذآ الحشد كم وكم كم بدونك و لازال الكم يسقط فوق كاهلي ولازلت اصارع لٱزلت أقاوم …

اظهر المزيد

نافذ سمان

كاتب وروائي سوري الأصل يقيم في النرويج له خمس أعمال منفردة ( مجموعة قصصية ،ثلاث روايات وديوان نثري ) إضافة لثلاث كتب جماعية. له عديد المساهمات في المنظمات الانسانية والتربوية. كاتب مقالات رأي وصحفي في العديد من الصحف والصفحات العربية والنرويجية. صحفي لدى جريدة فيورنجن النرويجية.درس الصحة النفسية للطفل لدى جامعة هارفرد 2017. مجاز ليسانس في الحقوق 1999 وعمل كرئيس لقسم الجباية في سوريا لحوالي 11 عاماً.
شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى