
مقدمة كتابي مدن الفراشات ???
قال نزار قباني:
«إن لم يزدك البُعد حُبًّا فأنت لم تحب قط».
وتناسى أنه قانون الرجال..إن المرأة حين يدق ناقوس الفراق تزداد تفكيرًا ..
وعندما تفكر ترى بوضوح أن الحب عبث..
وأن الحقيقة الوحيدة في الحب هي أن الرجل كاذب
فما جدوى أن نحب رجلًا أنانيًّا كطبع متأصل فيه
ما جدوى أن نقتني طفلا يقتات على احتراق الأعصاب؟
و حين قالوا لشرقي:
ابتعد، ستعود إليك حتمًا بعد أن يجول الشوق في العروق ألمًا
لم يظنوا أبدًا..
أن الشرقيات يكرهن الفراق…يحتسين فيه القهوة بلا سكّر..
ويفكِّرن بعمق أكثر
ينَمْن ساعات طويلة فيصفو الذهن ويتحرك العقل..
وحين يتحرك العقل فصدقًا
ليس في صالحكم أيها الرجال الذين أحببناكم..
بقلوب خالية من العقل.
في الفراق
يتوصلن لنتائج مفادها أن…
هذا المفارق لا يستحق..
لا يستحق ما ذرفنا من دموع ولا ما قضيناه من ليال قاسيات
في التفكير الحالم أو الجاد أو اليائس…
أيها الشرقي
إن أردت أن تبتعد فابتعد للأبد
فإن عودتك لا تعنى إلا المزيد من الفراق القادم للأبد لا محالة
فلتبقى أو لترحل للأبد
فأنصاف الحلول لا تليق بنا…
أما الرجل حين يبتعد بإرادته عن أنثاه
يزداد حُبًّا
فهو لا يستطيع أن يشعر بمقدار أهميتها
إلا حين يتذوق مرارة الفقد والحرمان إلا حين يتذوق الألم..
فيلتفت حوله ليبحث عنها فلا يجد إلا الفراغ والوحدة
فيتنبه عقله وقلبه الفارغَيْن على أنها قد رحلت…بلا عودة
يبكيها ..يحاول استعادة ما لا يستعاد
يحيا المتبقي من عمره يشعر بالحسرة عليها بدون جدوى…
فزع أنها تركته بالفعل
غير مصدق أن التي كانت هنا بالأمس انفلتت من بين أصابعه القاسية
تاركة إياه للوحدة..ولأخريات عابثات يتلاعبون به، وأبدا لن يجدها بداخلهن
عزيزي الرجل قبل أن تتذوق مرارة الفقد…
لا تجعلها تتذوق مرارة الإهمال
تقتلها مره …فتقتلك مرارًا
وأبدًا..
من أجل ذلك كانت فراشة سماوية تنتقل من زهرة لأخرى
ومن أقصوصة لأخرى، فأتت بهن جميعًا إلينا …
#المقدمة
#مدن_الفراشات
#نهادكراره