
كاتبة تجلس على حجر العفريت!!
أصدر أنيس منصور کتابه “يسقط الحائط الرابع”، وكان أول ناقد يكتب عن غادة السمان، وقال عنها أنها مثل كرة من القطن المشتعل تنطلق في كل مکان،إنها تبحث عن ماء يخمدهافإذا وجدت الماء رفضته وصرخت ما الذي تريده؟! إنها تريد أن تظل مشتعلة وأن تحلم بالماء.وحينما كتب أنيس عن أعمالها :”دليل الغرباء”،و”عيناك قدري”،و”البحر في بيروت” وصفها بأنها أديبة غير منتمية..وتريد أن تنتمي، وحينما نقل بعض عبارات من كتبها مثل “قال لي انصهري فانصهرت قال انسكبي فانسكبت” “طالما بكيت لأنني سقطت وحدي ولم يرفعني أحد..حتى أبي لم يرفعني لأنه هرب مع امرأة ضائعة مثلي!” “صوت حبيبي آت من الجبال إلى التلال على فراشي طلبت حبيبي فما وجدته” قال عبارته التي اشتهرت: “جاء أدب الأظافر الطويلة من لبنان!! أي جاء “الأدب النسائى”
عن:غادة السمان وكتابها:رسائل غسان كنفانى لغادة السمان
المهم اعترفت غادة بعلاقة حب بينها وبين غسان كنفاني،هذا الاعتراف قلب الدنيا أنها قالت فيه:”لا أستطيع الادعاء..دون أن أكذب أن غسان كان أحب “رجالي” إلى قلبي كامرأة كي لا أخون حقيقتي الداخلية مع آخرين سيأتي الاعتراف بهم بعد الموت” .. إذن فأنت الفتاة الجالسة على حجر العفريت في ألف ليلة وليلة، والتي قابلت شهرياروأخاه ومارست الهوى معهما،وأظهرت لهما خيطاً من الخواتم لرجال آخرين فأعطاها كل منهم خاتمه.المهم هذا الاعتراف هز الوسط الأدبي کله رجالاً ونساءً.. ماذا لو فعلها باقي الكتاب أو لو استهوت اللعبة الأدب النسائي؟! ولهذا قالت لها سناء البيسي: “أعترف بأنك ملكة الرواية بعد رواية “ليلة المليار” وكان هذا يكفي لماذا الآن وله زوجة وأولاد؟! وقالت لها عبلة الرويني: “غادة تشعل سيجارتها” إنها تذكرها بصداقتها،وقرابتها لنزار قباني،وبأنها فعلت فعلة إحدى بطلات قصائده أو أنها هي صاحبة هذه القصيدة،والقصيدة عنوانها “حارقة روما” وتقول: کفي عن الكلام يا ثرثارة…کفي عن المشي على أعصابي المنهارة..ماذا أسمي كل ما فعلته..سادية. نفعية..قرصنة. حقارة؟!..ولكن غادة السمان لاتهتم وتأتى بمالم يأت به الاوائل،اختارت أن تصدر عن دار الطليعة في بيروت “رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان” راصدة ريع الكتاب لمؤسسة غسان كنفاني،وهو ما رفضته زوجته وأولاده ؟ فمنذ أكثر من عشرين عاماً أحب الروائي الفلسطيني غسان كنفاني غادة السمان وتبادلا الرسائل العاطفية،وبدأ يومها عاشقاً ضعيف القلب،لا يلتفت كثيراً لما يردده أهالي بيروت عن أنه ساقط في الخيبة،وأنه سيتعب من لعق حذائها البعيد، ومن أنها لا تكترث به، وأنه ملحاح كالعلق، فكل ما رددوه ظل تحت ما يشعره حقاً.هكذا أعلن حبه ببساطة ووضوح، مؤكداً أن مشاعره لا يمكن فهمها في شارع الحمراء..ومنذ عشرين عاماً نسف الإسرائيليون غسان كنفاني، فاكتملت أسطورته، هو المبدع الفذ الذي يبدأ منه تاريخ تبلور النثر الفلسطيني، الذي نقل الخبر _ بتعبير محمود درويش – إلى مرتبة الشرف حين أعطاه قيمة الدم.. نشرت غادة السمان رسائل غسان العاطفية إليها،دون نشر رسائلها هي إليه،ليظل الكتاب ناقصاً ومخالفاً لوجه الحقيقة..تقول غادة إن رسائلها ليست في حوزتها،ربما لكي تبقى حقيقةالرسائل في حوزتها..يبقى تاريخ العلاقة في وجدانها، لكنها التزمت الصمت والموقف الحيادي، فلم تعلق على رسالة واحدة.. لم تضف هامشاً، لم تفصح عن صورتها أو ملامحها يوم كانت، لتتيح أمام القارئ اكتمال المشهد..”ثمة رجل يدعى غسان كنفاني” هكذا انتقت بحيادية تامة عباراتها وهي تشاهد الحريق.وعلى حين تصورت غادة أن كتابها جريء جداً يتحدى مؤسسات الرياء الاجتماعي “وتطيب خاطره” ويرفض الخضوع لزمن الغبار الذي يتكدس في الحناجر،ولايمتلك جرأة المجابهة لأن فعله الحقيقي هو “فعل” غسان،وموقفه الحقيقي هو موقف “غسان” وجرأته الحقيقية هي “جرأة” غسان، بينما تتواری غادة دون فعل دون موقف دون جرأة.أما من هو غسان كنفاني بطل هذه الرسائل؟ لنبحث عن الفارس العاشق: “ولد غسان كنفاني في مدينة عكا بفلسطين عام 1936 ومن عائلة متوسطة، انتقل مع أبويه إلى يافا، حيث تلقى دراسته الابتدائية في مدرسة تابعة لإرسالية فرنسية، وقبل أن يكمل عامه الثاني عشر قامت العصابات الصهيونية بمهاجمة المدن الفلسطينية؛ فاضطر إلى النزوح مع عائلته المكونة من أبويه وجده وسبعة أشقاء إلى جنوب لبنان وأقاموا هناك فترة قصيرة من الزمن..ثم انتقلت العائلة إلى دمشق في بداية الخمسينات التحق غسان بحركة “القوميين العرب” التي كانت قد طرحت شعار مناهضة الاستعمار، وفي عام 1953 كتب قصته الأولى، وكان اسمها “أنقذتني الصدفة” وأرسلها إلى برنامج أسبوعي كانت تبثه إذاعة دمشق تحت اسم “ركن الطلبة”، وبالفعل أذيعت القصة مساء 24/11/1953. ثم نشر قصته الثانية في جريدة “الرأي” عام 1953 واسمها “شمس جديدة” التي تدور أحداثها حول طفل صغير من غزة. في العام نفسه سافر غسان إلى الكويت ليعمل مدرساً، وهناك ومن خلال مشاهدته للصحراء ولأبناء شعبه وللعلاقات السائدة يختزن في ذهنه مئات الصور والفجائع الإنسانية، وليستفيد منها بعد عدة سنوات في الرواية الشهيرة “رجال تحت الشمس” التي كتبها عام 1963.انتقل إلى بيروت عام 1960، حيث عمل محرراً أدبياً لجريدة “الحرية” الأسبوعية، ثم أصبح عام 1963 رئيساً لتحرير جريدة “المحرر” كما عمل في “الأنوار” تحت اسم مستعار “فارس فارس” ومجلة “الحوادث” حتى عام 1969 وقد نشر بالأخيرة رواية “من قتل ليلى الحايك” و”عائد إلى حيفا” ثم أسس مجلة “الهدف” الأسبوعية وبقي رئيسا لتحريرها حتى استشهاده.في صباح الثامن من حزيران عام ۱۹۷۲ استشهد غسان على أيدي عملاء “إسرائيل” عندما انفجرت قنبلة بلاستيكية ومعها خمسة كيلو غرامات من الديناميت في سيارته أودت بحياته الغالية.. تقول زوجته ورفيقة نضاله السيدة “أني”:”بعد دقيقتين من مغادرة غسان ولميس _ابنة أخته_ سمعنا انفجاراً رهيباً.. تحطمت كل نوافذ البيت.. نزلت السلم راكضة لكي أجد البقايا المحترقة لسيارته.. وجدنا لميس على بعد بضعة أمتار، ولم نجد غسان.. ناديت عليه، ثم اكتشفت ساقه اليسرى.. وقفت بلا حراك.. في حين أخذ فايز _ ابنه _ يدق رأسه بالحائط .. وليلى _ ابنتنا _ تصرخ: بابا .. بابا .. لقد قتلوك”.بقي أن نذكر أن المحققين وجدوا إلى جانب السيارة المنسوفة ورقة تقول: “مع تحيات سفارة إسرائيل کوبنهاغن”. هذه الورقة لها معناها المحدد وهي تكشف عن جانب مهم من جوانب نضاله السياسي فماذا تعني هذه الرسالة الغامضة؟ ومن المعروف أن “غسان كنفاني” كان متزوجاً من فتاة دانمركية اسمها “أني” هذه الفتاة كان لها دور كبير في حياة غسان وفي نضاله السياسي ونشاطه الثوري. وقد اعتمد عليها غسان في توثيق صلاته بكثير من الأوساط الأوربية، بل واعتمد على مساعدتها له في الحصول على كثير من الوثائق المتصلة بواقع العرب في الأرض المحتلة. هؤلاء الذين أصبحوا أكثر من مليون ونصف مليون مواطن، بعد أن وقعت الضفة الغربية لنهر الأردن تحت سيطرة الإسرائيليين. لذلك فإن هذه الورقة التي عثر عليها المحققون بمكان الانفجار تعني إشارة واضحة للدور الذي لعبه غسان من خلال هذه الزوجة المثقفة الوفية لزوجها، ولشعب فلسطين العربي، وتجدر الإشارة إلى أنغسان التقى مع “آني” لأول مرة وهي تقوم بزيارة لبعض الدول العربية لإعداد دراسة عن “اللاجئين الفلسطينيين”، وقد تعرفت على غسان باعتباره كاتباً فلسطينياً يمكن أن يساعدها في إعداد البحث وتقصي الحقائق، وانتهت هذه المعرفة إلى الزواج.وبعد أكثر من عشرين سنة تفتح غادة السمان خزانة أوراقها الخاصة وتفض الغبار عن رسائل غسان إليها وتدفع بها للنشر.نعم يعرف كثيرون أن غسان كان يحبها، وأنه وقع في هواها في سنة 66 _ على الأرجح _ حين كانا يعيشان في بيروت “هل يذكر أحد بيروت منتصف الستينات قبل أن تدهمها غاشية الحرب التي لم تبق على أحد أو شيء؟” ثم رحلت هي إلى لندن وبقي هو يكتب لها الرسائل من حيث يکون..من تلك الرسائل اختارت غادة اثنتي عشرة رسالة فيما بين:66و68 ونشرتها، مع صور خطية لها، ومقدمتين، في المقدمة الثانية _ دعك من الأولى التي ليست سوى اقتباسات من الرسائل ذاتها تورد السيدة مبرراتها لنشرها هي ليست _ فقط _ الوفاء لعاطفتها، الغابرة والمتجددة نحوه بل وفاء لمبدع من بلادها اكتمل بالموت. ولا تنسى أن تضيف _ حرصاً منها على علاقات أخرى في الماضي والحاضر _ لا أستطيع الادعاء _ دون أن أكذب _ أن غسان كان أحب الرجال إلى قلبي كامرأة، کي لا أخون حقيقتي الداخلية مع آخرين سيأتي دور الاعتراف بهم” وهي تنشر الرسائل دون حذف أو تعديل طلقة في معركتها، التي لن تهدأ يوماً ضد مؤسسات الرياء الاجتماعي، ثم لکي تضيف بعداً إنسانياً جميلاً لصورة المناضل من الداخل قبل أن تدخل في سجن الأسطورة، وأخيراً تمارس السيدة غادة، لحظه صدق، فتضبط نفسها وهي “تكاد تتستر على عامل نرجسي لا يستهان به: الفخر بحب رجل كهذا. أهدى روحه لوطنه وانشد لي يوماً ما معناه: مولاي وروحي في يده.. إن ضيعها سلمت يده”.لكن قارئ تلك الرسائل “المنتقاة” تذكر غادة أنها ليست كل الرسائل، فثمة أخرى قد احترقت في بيتها في 76″ قد لا يستطيع أن يزيح عن نفسه أن هذا الدافع النرجسي هو أهم الدوافع كلها، فصورة العلاقة بينهما _كما تعكسها الرسائل _ هي صورة تعلق جارف من طرف واحد، نراه ونسمع لهاثه ونقرأ كلماته الشاكية الضارعة الغاضبة الآملة، ونحس عذابه الجارف والطاغي لملك الطرف الأخر. بعبارة ثانية: أن صورة غادة _ كما تبدو في تلك الرسائل _ هي صورة فتاة طاغية الأنوثة، مرحة لعوب “في إحدى الرسائل يقول لها: أنت صبية وفاتنة وموهوبة”. وأكثر الأوصاف التي يصفها بها تردداً هي “يا شقية” “تعبث بالرجل الذي أيقنت به من رسالته الأولى _ أنه يحبها، والذي تعرف عنه أنه _ كما يصف نفسه في رسالته الأخيرة هنا _ “كرة متشابكة من الأعصاب والجروح” وهي في هذا العبث ليست عادلة تستخدم سلاحاً موجعاً. كان غسان زوجاً وأباً، وكانت هي حرة طليقة. في إحدى رسائله يحلل غسان علاقتهما مشيراً لهذه النقطة بالتحديد: “لقد استسلمنا للعلاقة بصورتها الفاجعة والحلوة، ومصيرها المعتم والمضيء”.وتبادلنا خطأ الجبن: أما أنا فقد كنت جباناً في سبيل غيري، لم أكن أريد أن أطوح بالفضاء بطفلين وامرأة لم يسيئوا إلي قط، مثلما طرح بي العالم القاسي قبل عشرين سنة، أما أنت فقد كان كل ما يهمك نفسك فقط”. وفي أكثر تلك الرسائل حميمة وسخونة وامتلاء بنزف القلب، تلك التي وجهها غسان لأخته الكبرى فايزة، وهي يعني غادة في كلمة من كلماتها يحاول غسان تحليل دوافعه الذاتية العميقة _ قدر ما استطاع الغوص والنفاذ _ التي تدفعه إلى التعليق بمن تهينه وتذله وتعبث به..وفيها يروي واقعة صغيرة من وقائع هذا الإذلال: وقالت له في الصباح أنها ستأوي إلى فراشها في العاشرة من المساء، ولذلك “اذهب لبيتك باكراً اليوم” لكنها حتى منتصف الليل لم تكن هناك، ولا في الواحدة، ولا في الثالثة..”ثم هتفت لها فأبلغتني أنها كانت تشرب نبيذاً وأنها سهرت مع صديق.. وهذا ما كانت تريد أن تقوله هل تتصورين؟ كانت تجهد لتنال أذني کي تصب فيها اللعنة، ترى.. ما الذي يذكر هذه الإنسانة إلا الذل؟”ولم يكن غسان ظالماً لها بل كان _ شأن العشاق الكبار _ يتلمس لها الأعذار والمبررات فهي وحيدة “لا تستطيع أن تردم الهوة بينها وبين العالم إلا بالرحال”.. وهي تفضل التفاهة والمشاعر التي تمر على السطح. وأنا أعرف أن الحياة قد خدشتها بما فيه الكفاية لترفض مبدأ من “الأخداش” ولكن.. لماذا يتعين علي أن ادفع الثمن؟ أمس صعقتني مثلاً حين قلت لها أنني أرغب في رؤيتها فصاحت: أتحسبني بنت شارع؟ كانت ترد على غيري، وكنت أعرف ذلك، ولكن.. ما هو ذنبي أنا؟”.. ذنبك الوحيد، أيها العزيز غسان، أنك سقطت في هوى أنثی جميلة طاغية مشتهاة تجيد اللعب ويلذ لها أن تعبث بمن يحبها، كنت في حبك لها مستجيباً لأعمق ما في ذاتك وأنبل ما فيها: حين وجدتها في مأزق حقيقي قدمت لها جواز سفر وسعيت لها في عمل فكافأتك مكافأة رائعة: وكتبت لك رسالة بيضاء. اسمك في أولها: واسمها في آخرها، وتركت لك أن تملأ المساحة الفارغة كما تهوی! ومن سياق الرسائل أيضاً تفهم أن ثمة صراعاً كان ناشباً بين الأنثى والكاتبة فيها “كان يصفها بأنها امرأة حتى كعب حذائها”. ويخاطبها: “أيتها المرأة قبل ألف مرة من أن تكوني أديبة أو كاتبة”.وكان غسان يحاول أن يدفع صاحبته نحو الانحياز للكاتبة فيها،نحو النصف الأعلى لا الأسفل يكتب لها مرة ضارعاً إليها أن تكتب له:”اكتبي أيتها الحلوة الذكية” تمسکي بهذا الشيء الذي يستطيع إلى الأبد أن يكون درعك أكثر مما يستطيع أي رداء مبتكر “وقصير” أن يفعل “…” اطرحي، مرة وإلى الأبد،حيرتك الأنثوية المغيظة بين رأسك وركبتيك فتكسبي رأسك ورؤوس الآخرين وعظمة أنوثتك