قصة رائعة … جسد بلا روح

كانت تجلس وحيده كعادتها وامامها فنجان قهوتها التى تصنعها بيديها خصيصا ..حملت فنجانها بين يديها ورفعته لانفها لتستنشق رائحته ثم بدأت فى ارتشافه ومع نهايته .وضعته أمامها وارجعت رأسها للخلف واغمضت عينيها وتذكرت حياتها التى مرت عليها ..هى امل هكذا اسماها والداها كانت نعم العون لهم هى اكبر اخوتها ساعدت امها فى تربيتهم وفى سن الثامنه عشر تزوجت من جار لها لم تكن تحبه لكنها أيضا لم تكن تكرهه كان أكبر منها بعشر سنوات موظف بسيط ويمتلك شقه فى منزل أهله بجوار منزل والدها تم الزواج سريعا بعد حصولها على الثانويه العامه على وعد بالسماح لها باكمال تعليمها وبالفعل بعد ظهور النتيجة دخلت كليه التربيه ومر العام الأول على زواجها ولم تنجب امل وبدأت المشكلات بينها وبين أهل زوجها ولكنها أصرت على عدم الذهاب للطبيب وظلت على عنادها إلى أن أنهت كليتها وتخرجت .
اربعه اعوام كامله لم تنجب امل ولم تذهب للطبيب ولكن بعد التخرج أصرت والده زوجها على أخذها للطبيب ليكتشفوا عيب خلقى بالرحم يستحيل معه الانجاب لتكون النتيجة أما الموافقه على زواج زوجها من أخرى وأما الطلاق.وبالفعل تم الطلاق وعادت لبيت ابيها حزينه منكسره فها هى تخسر زوجها بدون ذنب منها ولكنها لم تستسلم بل ذهبت لتشق طريقها فى دنيا الأعمال فأصبحت مدرسه فى احد المدارس الإعدادية .كانت جميله ورقيقه ولكنها تحمل عار وذنب عدم الانجاب فكلما اتاها خاطب وعلم بأنها لن تنجب فر بعيدا وابتعد وأصبح الخطاب القادمين هم الأرامل والمطلقين الذين يبحثون عن من تربى أبناءهم ومرت السنوات وتزوج جميع اخوتها .
لتمر سنوات أخرى بعدها ليتوفى أباها ومن بعده امها لتصبح وحيده تماما ليس لها زوج أو ابن وحتى اخواتها لا يأتون لزيارتها وبعد مرور سنوات أخرى وتخطيها الاربعين اتاها طليقها بعد وفاه زوجته ليخبرها برغبته فى العوده اليها فابناءه قد تزوجوا وأصبح وحيدا ويريد من يؤنس وحدته ولكنها ترفض وتؤثر الوحده على أن تعود لمن تركها يوما لذنب ليس ذنبها وتمر السنوات لتحال امل إلى المعاش فقد وصلت للستون من عمرها .الان اصبح اليوم أكثر طولا واكثر كأبه ثلاث سنوات بعد تركها عملها وهى لا تعلم الليل من النهار تستيقظ وتنام ولا تنظر حتى الى الساعه لا تعلم الايام من بعضها تضبط تنبيه الهاتف على يوم استلام معاشها لتخرج تحضر النقود وتشترى مخزونها الشهرى من الطلبات وتعود لمحبسها . دمعه فرت من عينيها وهى تستعيد حياه لا تستحق أن يحياها أحد وفى هذه اللحظه سمعت نداء الحق لصلاه الفجر لتستغفر ربها وتقوم بتتوضأ وتصلى كما لم تصلى من قبل وتستغفر ربها وتحمده وتدعوه وهى ساجده سجده طويله .طويله جدا لم تقوم منها لان روحها الطاهرة انتهزت فرصه نقاءها لتصعد بجوار ربها وهى لاتعلم هل سياتيها زائر ليوارى جسدها التراب ام ستظل ساجده لأجل غير مسمى جسدا بلا روح