ابن مدد
بقلم:مصطفى رشوان
“تنظر علي خطوط الفنجان وكأنها تري مدن بعيدة تري بيوتا وأخبار وأسرار لايعرف عنها شيئا سوي صاحب هذا الفنجان تتنهد وتلقي بكتفيها الضعيفين للأمام وتنظر في اللاشئ .
– بصي يابنتي هاتروحي عتبة جديدة وجوزك ربنا هايكرمه بسفرية هايجيبلك طقم الدهب اللي عايزاه، ليكي اخت هاتخلف وتجيب واد هاتسميه محروس.
“أتابع الحديث بتأمل، أشعر أن الوقت يتوقف عندما تنظر الى الفنجان الذي لايحوي سوي بعض الخطوط من بقايا قهوة شربها صاحبها على عجل في إنتظار سماع مايخفي عنه، اراقب حركات يدها الضعيفة و الشامة الخضراء بين عينيها، جلبابها الاسود القديم وعطر المسك الفواح .
-ماتشوفيلي حاجة تاني ياشيخة فوزية تكون مستخبية هنا ولاهنا .
-أشوف إيه يابنتي هو أنا بجيب من بيتنا ده قدرك وبيترسم، ولو ليكي مقسوم كل الرسم مش نافع .
-طب ياستنا ابو الولاد هايتجوز تاني ولا لأ في واحدة بتلوف عليه وانا خايفة عليه منها .
– يابنتي لو مابطلتيش سؤال عن المكتوب إللي مالوش عندي رد هكلمه وأقوله يتجوز عليكي، قومي يلا روحي شوفي ولادك مستنيينك وماتنسيش تدي حفيدي النفحة بتاعته عشان الواد ده دعوته مقبولة .
“اهرول الى جدتي بعد الإنتهاء وأُلقي بكلي بين كتفيها تمسح بيدها فوق رأسي ليفتح العالم أفاقه أمامي.
-واد ياهادي انت إبن مدد أوعي تزَعل ربنا منك لما تكبر، قدر الناس مكتوب يابني، ومش بايدنا نغيره لكن ماتمشيش حد من قدامك غير وهو فرحان طمن قلوب الناس يابني، قلبك يطمن .
-أنا واقفة من برة علي قد روحي، روح الست العجوزة اللي قدامك، لكن إنت هاتدخل جوة التفاصيل هاتشوف الناس زي مانت شايفني بالظبط، إستر يابني أعراض الناس، حب وأوعي تكره.
–
“ربنا هايكشفلك عشان تملي الدنيا حب، خليك زي الكشاف اللي تحت بيتنا بينور للناس، خليك دايما منور بالحب واوعي تنطفي.
