قصة قصيرة

قصة”محاكمة عَابِد بِنْ بهْلوُل”

بقلم/ مصطفى رشوان

محاكمة عَابِد بِنْ بهْلوُل
بقلم/مصطفي رشوان
*في مدينة حُرّم فيها الحب وجعلوا قوانين صارمة وعقوبات شديدة اي شخص ثبت عليه الفعل يحكم عليه بالرجم مُدّعين أن الحب حُرمَة ومضعف للارواح وعبث بالغرائز ومبعث للشهوات أحرقت كتب الشعر طاردوا العشاق وكاتبين الرسائل في البلاد وقاموا بقتلهم عينوا رجال سموا انفسهم بصاصين بين الناس لينقلوا الاخبار الي الملك واصبح الفعل محرما في البلاد وفي يوم ما تجمع الناس في ساحة المدينة تعلوهم نظرات الدهشة والاستمعان لما يسمعوه من رجل يقف اعلي الدرج وسط الساحة يخطب فيهم قائلا:
-أيها الناس ان الله فرض علي نفسه الحب أحبوا دون مقابل من دون شروط او حدود ان الحب أعزكم الله هو تلك القوة الربانية في الارض ليجعلها خصبة معطاءة هو نفخة الله في روح ادم عليه السلام الحب ياأخوتي هو عطر الوجود الكوني نندمج به مع المخلوقات حولنا دونه نمرض ونذبل ونموت هباءا في تلك الحياة الملك تجرد من كل المشاعر الانسانية وعندما يتجرد الانسان عن الاسمى من المشاعر أصبح كل شئ مجرد اكتمال كامل انظروا الي السماء كيف تتجلي علي الرض ببهائها وتجود عليها بالشمس والقمر بالرياح والمطر
*يتجمع الناس من كل صوب وحدب يستمعون ملياً تُثارشجونهم وترتقي أرواحهم لما نسوه من احساس فيسأله واحدا منهم
-علي فرض أننا قمنا بثورة ضد الملك لرفع عقوبات الحب وكان الموت هو نهايتنا من سيراعي أبنائنا ويربيهم؟
-ومن قال أن تجريم الحب ليس موت ومحاربة هذا الفعل جهادا في عقيدتنا البشرية كل الأديان نادت بالحب كل الرسالات السماوية مفادها الحب ونحن نحرمه علي أنفسنا ياأخوتي الحلال بيِّن والحرام بيِّن سيروا بنهج الحب وشريعته عمروا بلادكم بها وأتركوا الجفاء والتعنت.
*ويسأله اخر بينهم
-من أنت يارجل وكيف أتيت المدينة نظن أنك غريب عن هنا لم نرك من قبل؟
-أنا عابد بن البهلول.
*بهلول . . بهلول يرددون الاسم بينهم كأن اصابهم رعد من السماء
-نعم نعم لا تستغربوا كثيرا أنا بن البهلول الذي كان يعيش بينكم منكم من أحسن اليه وأكرمه ومنكم من نفره وأهانه ومنكم من ظن أنه درويش مجذوب في ساحات الذكر البهلول الذي بسببه عرفتم ماهو الحب أحب بنت الملك وظل يصدح شعرا تحت غرفتها متيما هائما عذبوه وطردوه خارج المدينة وما أن عرفت بنت الملك حتي هربت من القصر حتي وجدته وعاشا بعيدين حتي أنجباني وعندما عرف الملك مكانهما أمر رجاله بقتلهم وتعليق جثمانهم علي باب المدينة كنت في كنف الله ورعايته حتي جاء اليوم الذي يظهر فيه الله الحق علي عباده.
*هرج ومرج بين الصفوف وأصاتهم بدأت تعلو بالحديث جري عليه اثنان من رجال الملك وقاموا بتكبيله وسمعوا مناديا يقول لقد جاء الملك . . جاء الملك
اتي بفرسه وخيله والناس في حضرته راكعين وعابد يداه مكبلتان يقف بشموخ وقوة نظر له الملك وعيناه تدقان شرر وقال:
-في الماضي فقدت ابنتي بسبب البهلول الذي سحرها بتعاويذه واليوم تريد ثورة في ملكي
-الملك لله وحده وعن الله لافرق بين عربي وأعجمي ولا بين ملك أو بن بهلول الكل أما الله سواء اما انت قتلت وحرقت وشردت وحاربت سنة الله في أرضهأنت ملكك فاني لامحالة أما الله فملكه باقي.
*يهتز الفرس من تحت أقدام الملك كأنه يعيي الحديث أيضا ينظر الناس اليه بكل فخر وأعجاب
ويستطرد الملك قائلا:
-اليوم ستكون نهايتك وعبرة للناس أجمعين تعلق في هذا الصليب وترجم ثم يحرق جسدك وهذا حكمي عليك .
*وهو معلق علي الصليب يحضرون الحجارة ويأمر الجندي برجمه لكن ماحدث كان لايصدق قاموا بالقاء الورود عليه تحول الساحة الي ورود من كل لون ويهتفون بااسمه والملك والجنود في حالة ذعر مما يحدث حملوا الناس الحجارة وظلوا يطاردوا الملك وجنوده في شوارع المدينة حتي قضوا عليهم بثورة عارمة
قال عابد وهو معلق علي صليبه وحوله الورود :
– نعم الحب هو بداية الأشياء ونهايتها.
– تمت…
اظهر المزيد

منال سناء

" كاتبة مصرية " صاحبة أشهر فنجان قهوة في الوسط الأدبي " فنجان قهوة مع ديدة " الحفيدة/ منال سناء
شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى