
سَـــــنْدَر
بقلم/مصطفي رشوان
سَـــــنْدَر:
حورية اتبعي طريق الجنائن سأنتظرك هناك خلف شجرة الزيتون.
حورية: لكن أخاف أن يرانا أحد ياسندر
سَـــــنْدَر: لا تخاف يا حبيبة؛ الحب لايعرف الخوف.
تسير حورية بين ممشي الأشجار كفراشة تسير بين طيات الوقت رائحة الورد ولقاء الحبيب .
وهناك يقف سَـــــنْدَر
عبد مولاه ( زنباع بن سلامة) وفي عينيه قوة الحب يري حورية جارية مولاه ويري معها أحلامه بالتحرر من قيود العبودية والزواج والأطفال والمستقبل مد يده إليها فتلفتت حولها خوفاً، وخجلاً ؛ فبادلته علي استحياء، كم هو جميل حياء الفراشات اقترب منها وضمها لصدره كأنه يضم العالم أجمع، وقال أحبك ياحورية مثلما أحب الظلام الليل وأمتزج الضوء بالنهار ،أحبك بعيداً عن مدن العبيد، والأحرار؛ أتمناك من الله في الدنيا، و الجنة.
حورية:لكن ياسندر أخشي أن يعرف أحد أمرنا ولو وصل هذا لمولانا ستكون نهايتنا التعذيب أو الموت أنت تعلم أنهم لايقبلون بزواج العبيد، والجواري هم متاعاً مشاعاً.
سَـــــنْدَر: كل ما أعرفه، وأشعر به داخلي أنني لست عبداً أشعر عندما أراك أني حراً، وأني طائراً يُحلق.
نحن أيضا لنا أرواح مثلهم، ولنا حق الحب سأخبر سيدي؛ نعم… نعم سأخبره أنني أحب حورية وأريدها زوجة لي وما المانع في ذلك.
حورية: لا… لا تفعل هذا سوف تتعرض للعقاب الشديد؛ وكيف لي العيش لو حدث لك شيئًا ما. يقترب منها أكثر ويقبلها من رأسها ويهدئ من روعها ولكن حدث مالم يحمد عقباه.
السيد زنباغ: ماذا تفعل أيها العبد الحقير
هل تتجرأ لفعل الفحش، والبغاء في قصرى؟
خذو هذا العبد لأعلمه درساً لن ينساه طيلة حياته.
سَـــــنْدَر: يحاول أن يشرح له لكن تكبيل الحرس له كان دونه أبعدوه وأخذوه في باحة القصر وعيناه تنظران ناحية حورية التي اختفت وسط الجواري وقلبه ممزق لايخاف إلا عليها .
ظل يجلد فيه هو والحراس حتي أصبح منهك القوى ينزف الدماء جسده ثم أمرهم “زنبع” أن يدبجوه_ يخمرا أنفه وأذنيه_ حتي يصبح عبرة للعبيد في القصر
اسودت الدنيا في عيناه فقد النطق وأصبح دمه في كل مكان حملوه وألقوه في غرفته ظلوا رفاقه يضمدوا جراحه. مرت الأيام وفي اليوم العاشر قام سندر من فراشه قرر أن يغير كل شئ ذهب للخليفة ليقص له ماحدث؛ وكيف لعبد أن يشتكي مولاه؛ وهو له الحق في كل شئ لكن كان لسندر فرصة غيرت قانون العبودية … وبالفعل سمح له الخليفة بالحديث ليقص له ماحدث.
سَـــــنْدَر:أعلم أنك والي الله في الأرض،و كلمتك حق، وحكمك عدل هل جزاء حب العبد لجارية أن تقطع أطرافه ويعذب ويهان ألم يوصيكم الله علي الأرواح؛
أنت حاكم الإسلام، وسوف أقبل بحكمك لماذا لايحدنا قوانين هل لأن الأسياد محاطون بالمال والسلطة ولكن لنا الله
أثارت كلماته وبلاغته روح الحاكم وأمر بارسال مكتوب الي مولاه زنباع وإلي معشر المسلمين في الأرض.
من حاكم الإسلام إلي زنباع ومن مثله في ربوع الأرض سمعت قصة عبدالله سندر وحبه للجارية كدتم أن تقتلوه تعذيباً وهو كباقي البشر له قلب ينبض ويحب
أما بعد فقد قررت منح العبيد مكرمة لم تكن قبل سندر ذلك* أن من يؤذي جسد عبد فالعبد حر وليس لمالكه الحرية في تعذيبه أو قتله
*للعبد حق الحب،والزواج أينما حل أو أراد ولا تحملوهم مالا يطيقون، وأطعموهم مما تأكلون وأكسوهم مما تلبسوا.
فإن رضيتم فأمسكوهم؛ وإن كرهتم فبيعوا ولاتعذبوا خلق الله.
*من مثَّل به أو حرق فهو حر فهو مولي الله ومولي حاكم الاسلام في الأرض.
حرر سَـــــنْدَر
بحبه وتضحيته قانون العبيد الحب كان سبيله فلا قوة بدون حب ولاحب بدون قوة وأصبح سندر راعيهم ومحررهم وأصبحوا عبيد لله وحده في ساحات الحب والحرب .
تمت…..