
قداسة إمرأة “الفصل الاول”
انا ونفرتارى
بقلم: محمد أبوزيد محمد
العين باب الروح المقدس، مجرد أن تنظر لها، تفتح لك آفاق عالمها المكنون، منذ أن رأيتها و بدت لى كابواب مدينة شاهقة، ساحرة، جنة لا حدود لها، تتوه فيها عن طيب خاطر، مرسومة كعيون ملكة مصرية قديمة، تشبه الجميلة نفرتارى، تؤجت نفسها على مملكتى الخاصة، هى كنجم يظهر فى مطلع عام جديد، عام بدأ فى مملكتى انا، تقويم خاص أعلنته منذ أن تقلدت امورى بين يديها، فهل كانت حاضرة عندما سلٔمت ايزيس نفرتارى مفتاح الحياه، ام هى نفسها نفرتارى المحبوبه.
” تنتظر فى هدوء، حركاتها قليلة، بين ثقتها بنفسها والغرور خط رفيع، واضح فى ابتسامتها البريئة، بمجرد ان بدء الحوار كان لها حضور جرئ، لاتجادل، بل تناقش وتنصت، أدرت عنها وجهى، كي لا تلاحظ ترقبى إليها، مُنصِتاً للمنصة:
” لم تكن نفرتارى ملكة عادية ،هى الزوجة المفضلة لدى الملك رمسيس الثاني، ولم يكن شغف الملك لجمالها فحسب، بل هناك بعض الدوافع السياسية لزواجه من ابنة طيبة، كالحافظ على اوتاد حكمه فى الجنوب، وتلك العوامل، جعلتها المفضلة بين ازواجه الثمانية، فأقام لها معبد شمال معبد “أبو سمبل”.
“اختتمت المحاضرة قام الحضور وبدء الجميع يتلاشى من امامى، وددت لو إلتفتت إلىٔ قبل ان تغادر، احاول أن أتقدم للحديث معها، اليوم اخر جلسة فى المؤتمر، اختفت عن الأنظار…!
-لو سمحت حضرتك متخصص فى علم المصريات ؟
“اتت بنفسها، هل ارسلتها لى إيزيس، ام …
– استاذ .. !
– لاء، لكن مهتم بيه، عاوزة تسألى عن حاجة ؟
– لا ابدًا كان المفترض فيه مؤتمر عن معبودات مصر القديمة، فبسأل امتى،وياترى هنا ولا فين؟
– فى مؤتمر عن ماعت، الاسبوع الجاي، انا من ضمن المنظمين .
– طب ممكن رقم تليفونك، عشان انسق مع حضرتك
– اوى اتفضلى ..
“توارت عنى، تُرى ستأتى؟مازلت واقف على ابواب مدينتها، تُرى ستسمح لى بالدخول؟
– صحيح نسيت اسالها عن اسمها! يا أستاذة، أستاذة…؟
* * * * *
-يابنى ميعاد المؤتمر بكرة مفيش وقت
-متقلقش قربت اخلص اهو.
“لم يتبقى لى سوى أن اخبرها بالميعاد، حتى الآن لازلت رهين على ابواب مدينتها، أسوارها عاتية، محصنة بغموض يستعير فضولى، يدفعنى لاقترب منها اكثر، ربما ساعدنى الحظ فى اخر لحظة أن اقترب شيئا ما، لكننى حائر جدا فى امرها، لا اعلم هل حب، ام انجذاب لارواحاً أئتلفت، فى تلك الحالتين، احب ان اكون معاها، ارفع هاتفى واتصل ..
– الو … أستاذة!!!!
– مساء الخير، مين معايا ؟
– انا علاء، بكلمك بخصوص مؤتمر معبودات مصر، ملحقتش اسالك عن اسمك ، مشيتى على طول
– سورى كنت مستعجله، هو امتى ؟
– بكرة سابعة مساء، نفس القاعة.
– خلاص تمام، متشكرة جداً، تصبح على خير
– وانتى من اهله.. يوووه برده معرفتش اسمها…
” بدأت فاعليات المؤتمر حضر الجميع، الصحافة، القنوات الفضائية، مقعدها لازال فارغ، جلست استمع وعيناى تراقبه، استئنف المحاضر حديثه :
استحوذت الملكة نفرتارى أهمية كبيرة لدى علماء الآثار وقد عزمت الدولة مؤخرا ترميم مقبرتها واستعانت بالخبيرة الإيطالية لترميم ” حوائط مقبرة الملكة”، حتى شركات التجميل ايضا اتخذت من اسمها أيقونة، فهى رمز الجمال فى مصر القديمه، والآن نبدأ موضوعنا معبودات مصر.
” تلاشيت عن المناقشة ناظراً الى مدخل القاعة ، سبقها إلىٔ عطرها، حضرت الملكة، متقلدة “اكسسواراتها، الفرعونية” اقترب اليها ببطء..
– اتاخرتى النهارده
– الطريق زحمة موت، ومش عارفة اركن العربية خالص .
– حمد الله على السلامه
– الله يسلمك، ايه ابتدى من بدرى؟
– لا ابداً كان بيختم موضوع الاسبوع اللى فات
وبدء الحديث عن ماعت..
يتبع مع الفصل الثاني ..”انا وماعت”
#محمد_أبوزيد1❣️