
انتهي كل شئ..
طويت ذكرياتك …طويتها و لجمتها بلجام أشد من الحديد قسوة و أحر من اللهيب جمرا..
لك فقط أن تعلم أني أحكمت قبضتي على لجامي.. أحكمتها و لن تكسرني.. لن تكسرني خسارتك.. ذكرياتك.. همسك.. لمسك.. حضنك.. وعودك كلها سراب.. بل قبو مظلم ملئ بالأشواك قاتلة و خناجر قاطعة.. خناجر قطعت أشواقي و تركتها أشلاءً مبعثرة..
كم آلمتني خسارتك !! دموعي هي نفسها حارقة قلبي.. دموعي التي ذرفتها شوقاً عليك تلومني.. الآن تلومني لأنها تعلم كما علمت منذ البداية و قلبي طالما كذبها و أبعدها..
ضلوعي الآن هي سجن أشواقي.. أشواقي التي مزقتني هفواً نحوك رغماً عن إرادتي.. إرادتي التي فقدتها لحظة أن قررت روحي أن تتركني و تركض لاهثة تجاهك تاركة وراءها فراغاً عميقا..
فراغاً لا يملؤه إلا صوتك و هو يناديني.. فلا أملك إلا أن تذعن له حواسي و تستسلم له جوارحي..
و الذي نفسي بيده، لأقتلنّ روحي التي ملكتها.. و الذي نفسي بيده لأشقنّ صدري و أقتلعنّ ضلوعي.. و الذي نفسي بيده لأنتزعنّ حبك من قلبي.. فقيمتك عندي لا يجب أن تساوي الدنيا و الآخرة.. قسمتك عندي أساويها بالتراب.. حتى هذا لا يساوي ضحالتك و قسوة قلبك و أنانية نفسك.. نفسك التي سولت لك أن تتلاعب بمشاعر فياضة كان كل ذنبها انجذابها لنار عشقك كانجذاب الباعوضة لشعلة النار !
و الله الذي لا إله إلا هو.. لتكوننّ نهايتك هي بدايتي.. و لست بقاتلة امرئ إلا قلبي المسكين.. تلك هي نهايتك عندي !
إني قوية بالله و ثقتي أن بعد العسر يسرا و أن عسى أن أحببت شيئاً و هو شر لي.. اعلم أنك ابتلاء من الله.. فما العشق إلا ابتلاء ! ربي هو زادي و ملاذي.. و إذا مرضت فهو يشفين.. حقاً أنت مرض أسقمني الله به.. مرض خبيث مخبأ في العسل و قد فتنت به.. فقط اعلم أني سأجثته من جذوره ! أحمد الله أن أنقذني من سكراتك فهي أشد علي من سكرات الموت !!
ااااه من سكرات قلبي.. تلذعني لهيبها.. ذاك اللهيب حتما سيضمحل مع الأيام.. سكراتي هي ظلماتي.. ظلمات فوق بعضها ظلمات؛ و لكن لا تساوي ذرة من ظلمات قلبك و قسوة دقاته !
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيني و يجعل نهايتك هي بدايتي..
هي بدايتي !