أحمد الأكشر
فيلسوف حب
كانت كتاباته عن اساطير العشق و ثورات الحنين في قلوب العاشقين.. كان يؤرخ.. و يرسم على رمال البحر صورهم فتمحي الامواج ملامحهم قبل أن تكتمل .. كان حلمه كبير. كان يرى العالم بقلبه و يسمع حديثهم بقلبه.. كان يدخر عقله ليوم ما.. بل.. بالاحرى كان لا يهتم به.. .. كل الالوان من حوله زاهية.. حتى الرمادي كان يراه لامعا.. يلمع لمعان خفي… الاسود في منطقه ضد الابيض و ليس بأسود .. و كلماته رغم ندرتها إلا أنها تتقاطر عشقا .. كان فيلسوف عشق… تسكن داخله مدينة فاضلة. .. تتناثر على جدرانها صفحات من تاريخ الفلاسفة… فيغلق نافذته. و يدخل في صومعة كيانه.. و عمق ذاته… و يغيب عن الوعي ليتنفس الحياة في دوامات اللاوعي … كانت تقفز بين طيات كلماته..جنية عشق. كان يراها في كل حرف يكتبه… أهدابها .. أهداب غزالة شاردة من غابة عشق عتيقة .. رقصاتها على أوراقه تدب في شرايين قلبه عشق بطعم الجنون.. ينتفض قلبه من مكانه كلما استشعر نقراتها على صندوق يخفي فيه نفسه.. تختلس هي نظرة أو عدة نظرات على باطنه… هي تعلم كيف تحرك شجون يواريها عن الناس باتسامة مثقف واثق و فيلسوف عاشق.. هي تعلم متى تحرك فيه همجية المصارع و غضب العاشق. .. لكن الفيلسوف يفقد حكمته و عصير تجاربه إذا ما تحركت حوله في الغرفة دون قيود.. تعبث بالصور و قصاصات الاوراق و الدفاتر القديمة… تهزأ من شيب قد اعتلى لحيته… تنطق بحروف واثقة… ماذا فعل تأريخك و أنت خارج دائرة التاريخ.. ماذا صنعت حكمتك في جنون الدنيا و هذيانها… كف عن الفلسفة.. يسمع رنين كلماتها و صداه و كأنه في صحراء شاسعة الحدود.. يستفيق لحظة فيجد الرمادي كما تركه.. و العاشقون ما زالوا بأوشحتهم الوردية.. و أوراقه ما زالت متناثرة في اركان الغرفة..
.. يستفيق ليجد نظاراته السوداء فوق دفتره العتيق… و يقرأ في صدر مقدمة الكتاب عبارة متهالكة مكتوب فيها…
حبيبي عد لي و لا ( تعتنق الفلسفة)
عد لي..
فأني وطن المغامرة
أحمد الاكشر
