مقالات الرأى

فنجـــان《 العمــــيد 》

بقلم/ منال محمد سناء

فنجـــان《 العمــــيد 》
☕ فنجـــان قهوة مــــــع ديدة☕
قهـــوة بنكهة الأجــــداد.. رائحــة الزمـــن الأصيـــل..
تواجـد الجميــع في الحـديقة عند الجـدة
كانـت سعيــدة وهي ترى مــرح ..وفـرح
الأحفــاد .. و مـــن قبلهم الأولاد .. ثلاثة أجيال جالسيـن في تناغـم عجيب.. تعلو الضحكات و الصيحات.. ووسط كل هذا الضجيج تجلس ديدة تحت أول شجرة بن زرعت .. تسرح تارة .. وتارة أخرى تنظر للجميـع بحـب… وفى خلسة تعود إلى الذكريـات.. عادت للوراء البعيد جداً وفجـاءة عادت معاً وعلامـات الدهشة ارتسمت على وجه ديدة ممزوجـة بحزن نادت على الجميـع بصـوت عالٍ ..انتبه الصغار ..الكبار .؛فى لحظة ساد السكون ديـدة: وجهـت سؤال لما كل هـذا الصراع و الخـلاف..؟
عـاد الضجيـج يزعـج أوراق الشجـر .. و الفل وأيضـاً الياسميـن.. صياح .. صياح..
رفعـت ديـدة يدها معلنة عن الاكتفـاء وأمـر بعـودة الهــدوء..حتى تصـل إلى سبب الفوضى المُخيمة على الأجـواء
طلبت ديـدة من” باسل” أن يحـل لغـز النقاش الحـاد..
باسل: بـدأ يسرد وقال
“نضـال” يريد أن يكون هو الكبيـر رفض”فاتح” هـذا الأمـر؛ وقال لماذا أنت ..؟
قال نضـال: أنا ابن كبير العائلة.. تلقائياً أصبح أنا الكبير عليكم..
(فاتح ) بدأ يهاجم ( نضال) وأنقسموا إلي فريقين وأصبحنا جزئين كل جزء مع واحد منهم.
هـــذا هو السبب في الخـــلاف
ديـــدة: طلبت من الجميـــع الجلوس والهدوء والنظر لتلك الشجـــرة الكبيرة إنها شجـــرة الجد” فاتح الأكبر” كانت بذرة ثم شجـــرة خرج منها فرعين كبيرين
(صالح…فالح)
فرع صالح نمى وخرج منه أربعة فروع
وكذلك فرع فالح…
وفي يوم كان بداية النهاية..جلس الجد فاتح الأكبر وسط أولاده وأحفاده سانداً رأسه على هذه الشجرة..طالباً منهم الإنصات وتنفيذ الوصيــة..إن الأجل قادم
إنه على المرئى.. فعليكم من الآن اختيار عميد العائلة… يْكُن لكم المأوى و الملاذ
كبير فكر و أفعال..بطيء الغضب والخطأ
سريع العطاء ..كريم القول..شَحيح الأذى
إن أساءوا أحسن.. وإن أخطأوا سامح..
وإن أنكروا تناسى.. وإن قطعوا واصل..
إن وجدته نَصْبُه …وأنتم تكونوا له السند
و
الناصحين إن مَال الهوى..
مات الجد … و احتاروا في الاختيار
فقرروا الأخ الأكبر صالح يكن العميد..
وطلبوا التصويت وافق الجميع… ومرت الايام…والسنين.. حتى جاء الأجل وجلس صالح تحت الشجرة..
وأعاد التاريخ نفس الأحداث لكن بـ شخوص جدد …لكـن هذه المـرة أختلف أبنـاء العمـوم..واعتراض … وتساؤلات … و مطالبات بيـن أبنـاء واحفـاد (صالح) و (فالـح)..
فــ(خرج) منهـم رجـل رشيــد بــ(اقتراح) إجـراء انتخابات بيـن مرشحـي الاسرتين
وافق الجميــع.. وبــدأت رحلة الاختيـار
وعــاش هــذا التقليــد أعــوام مــع التطوير …
فهمتــــوا يا احفــاد… اختيــار عميــد العائلة له شــروط .. وبعــد ذلك تقدم كل اســرة مرشحهم ويتــم الانتخاب فيمــا بينهم.. هكــذا العــدل..
ديــدة: والآن تجمعــوا لكــي نسمـــع من
المرشحـــين ما الجديد.. ما الخطة..ماذا يقدمـــوا لنا..؟ ثم نجــري الاختيار بيــن (نضـال…فـاتــح )
ويتم في سريـة تامــة
ومـن غيـر ضغط أو تزويــر…
بدأ الاختيار
وقبــل إعلان نتيجة الانتخابـات في شئ هام يجب الحـرص عليه أننا عائلة واحدة وكلنا يــد واحــدة نعمـــل لصالـح الجميع
الناجح يُقسم على التفاني من أجلنا، والخاسر يقف كتفاً بـــ(كتف) يؤازر الناجح
على الجميـــع أن يفهمـوا أن عميـد العائلة تكليـــف بـــ( مهمة ) صعبـــة..ليســـت نزهـــة أو رحلـــة.. وعلى حامـــل اللقب الحفاظ عليه طـــاهر لمــن بعـــده.
وهكــذا كـانت شجرة الجـــد التي زرعت من أجلنا! خير شاهد على تعليم جيل اليوم بتاريخ الأمس..
إن حبات البن التي زُرعت فى أرض خصبة.. وظلت تُسقى بماء الصدق نمت
وأصبحنا نجلس تحت فروعها و أوراقها
نشعر بعبق الطمأنينة والأمان
وأصبح من المستحيل اقتلاعها من مكانها.

 

 

 

 

بقلم الحفيدة/ منال سناء

اظهر المزيد

منال سناء

" كاتبة مصرية " صاحبة أشهر فنجان قهوة في الوسط الأدبي " فنجان قهوة مع ديدة " الحفيدة/ منال سناء
زر الذهاب إلى الأعلى