
فنجـــان《 الظـــرف》
☕فنجـــان قهـــوة مـــع ديـــدة☕
من منا لا يحب الهدايا؛إن الهدايا وسيلة للــ تعبير عن الحب؛ و المشاعر الإنسانية الصادقة التي نُكنها لأقرب الناس لقلوبنا؛ ولديهم مكانة عظيمة.
وأول درس لنا ونحن صغار عندما نريد شراء هدية..لابد أن تكون الهدية بسيطة وليست مبالغ في ثمنها؛قيمتها الحقيقية في الاختيار المناسب وطريقة التقديم.
فنجان قهوتنا اليوم يُناقش قضية ظهرت في بيوتنا المصرية في الآونة الأخيرة، وبكل أسف أصبحت واقع نعيشه وأيضًا أصبحنا نفقد متعة تلقي وإعطاء الهدايا.
جلست مع”ديدة”، ومعي أولادي لأحكي لها ما دار بيني وأولادي(وجدي،وجدان).
بدأت الحديث
بــ الأمس كان بيننا نقاش حامي الوطيس.
“وجدي؛ وجدان” تلقوا دعوة لحضور حفل عيد ميلاد صديقتهما وأخوها التوأم.
سألت “وجدان؛ وجدي”: هل اشتروا هدايا أصدقائهم؟
أجابت: وجدان طبعاً يا مامي؛ وذهبت وأحضرت الهدايا لكي أراها.
لكن”وجدي” اخبرني أنه لم يشتري بعد ولن يشتري..
قلت: أليس معك مال؟
وجدي: لا.. معي ولكن فكرة تبادل الهدايا وشراء الهدايا فكرة قديمة؛ وأصبحنا نكتفي بالحضور ودفع_ (Minimum Charge) _رسوم دخول المكان_
تعجبت ولم أفهم؛ فبدأ وجدي يشرح لي معنى الكلمة يعني حد أدنى للطلبات يعنى أقل حاجة تدفعيها مثلا (50 او 100 )جنيه حسب المكان حتى لو طلباتك أقل من السعر ده بس ده بيكون مُعلن عند باب المكان أو على المنيو.
يا أمي أعياد الميلاد اليوم تختلف عن أيامك.
نحن أصبحنا نحتفل مع أصدقائنا وبعيداً عن العائلة؛ وفي مكان مثل كافي أو أي مكان بعيداً عن البيوت؛ وجو الاسرة والخنقة والجو القديم والزحمة.
اندهشت لكلام وجدي واستعجبت لحال هذا الجيل المتمرد علي أيامنا والمُغير لكل جميل محاولين التخلص من كل مظهر من مظاهر إحتفالات زمان؛و الثائر علينا وعلى أيامنا.
جاءت”وجدان” ومعها الهدايا اندهشت أكثر وجلسنا نتحدث سويًا ونتناقش في هذا الأمر.أحب في البداية يا أولادي أن أوضح إليكم؛ إن للهدية مدلول رائع يظل راسخ في أذهان وقلوب من نُقدم إليهم الهدايا، وخصوصًا إذا كانت الهدية في الوقت المناسب، والمكان المناسب؛وتناسب الشخص؛ هي لمسة جميلة، وتعبير عن المحبة، والتقدير أو الامتنان والشكر الجزيل. وتُظهر دفء المشاعر، ورقة الإحساس.
من الجميل أن ننتهز المناسبات التي تمر علينا لتقديم الهدايا لمن نحب فهي رسالة رقيقة تحمل بين طياتها كثير من معاني المودة والألفة؛ وتساعد على تعميق الروابط الاجتماعية بين الأهل والاصدقاء وزملاء العمل والدراسة.
الهدية تُعبر بالنيابة عنا وتقول
“أشكرك.. أُقدرك..أحبك..أهتم بك..أنت في حياتي؛ وتفكيري..”
وأنتِ يا”وجدان” حين تختارين هدية لشخص مُعيّن مهما كانت الروابط التي تجمع بينكما (قرابة،صداقة،زواج، زمالة) عليكِ مراعاة “سنّ، هوايات، وتطلّعات” الشخص الذي ستقديمن له الهدية؛ أيضا التغليف الجيد للهدية باستخدام الأشرطة الملونة والعُلب الجميلة بأشكال مبتكرة يضيف قدرًا من المتعةوالتشويق عند فتحها.
” هديتك ” تعبر عنك لكنها مُهداة إلى شخص له ذوقه الخاص”.
وقمت وجئت بصندوق خاص كنت احتفظت بداخله بكل تلك البطاقات والأظرف وأوراق هدايا وتذاكر كثيرة كانت هدايا من عائلتي وأصدقائي وزملائي…
بدأت أقرأ لهم كلمات التهنئة في نجاحي وعيد ميلادي؛ وزواجي؛ وفيها عندما ولدت كانت احتفظت بهم أمي كنوع من الذكريات الجميلة؛ وكلها بخط اليد وعبارات جميلة من الأهل تعبيرًا منهم عن فرحتهم بوصولي للحياة.
ومر الوقت ولم نشعر بمروره من روعة وجمال تلك الكروت وصدق الكلمات المنقوشة بالحب والود..
ولفت نظر أولادي أن بعض الكروت هي مناظر ومعالم مصرية أصيلة مثل كارت صورة النيل؛ والاهرامات، ومساجد شهيرة؛ ومتاحف.
تلك الكروت من جدي الذي حريص علي إرسال كروت مصرية تحمل ملامح الوطن حتى أتعرف علي وطني واتذوق الجمال؛ واتزود بالمعرفة من خلال أماكن تاريخية.
وجدان: وانتي يا مامي كنتي بتحضري أعياد ميلاد وكنتي تشتري هدايا؟
طبعاً احضر أعياد ميلاد زميلاتي وأصدقائي واشتري هدايا مناسبة لهم بعد توجيهات ونقاش حول كيفية اختيار الهدية المناسبة مع أمي…
وجدي: ماهي نوعية الهدايا المُقدمة؟ كانت عبارة عن مجموعة قصصية لأشهر الكُتاب أو أسطوانات موسيقية لأشهر العازفين وألبومات غنائيةحديثة،وقديمة لمغنيين محبوبين لنا..
بعدما استمعت لنا ديدة.. سأحكي لكم
قصة جميلة؛ جلسنا متابعين ..قالت
مع نسمات الفجر الندية وبلابل تشدو معلنة عن وصول صباح جميل؛دق جرس باب العمة”شمس” هي مدرسة هادئة، وجميلة الروح فتحت الباب فلم تجد أحد بل وجدت هدية وعليها بطاقة فتحت الهدية؛ وقرأت سطور البطاقة ومع كل كلمة كانت الدموع تتساقط من الفرحة وكانت تحتار من (هو أو هي) صاحب العبارات الجميلة والهدية.
ذهبت للعمل وهي حائرة يا ترى من….؟
واستمر هذا الحال فترة وفي كل مناسبة يَدق الباب وتفتح ولا تجد شخص وتجد هدية
وبداخلها بطاقة مسطور فيها عبارات يلين لها القلب.
ويزداد يوماً وراء يوم رغبتها في معرفة صاحب تلك الهدايا.
تفتق لذهنها أنه شخص قريب منها وجداً بل راح فكرها أنه تلميذ أو تلميذة من تلامذة مدرستها.
فكرت أن تُعلن عن مسابقة لكل تلاميذ المدرسة؛ وفي الإذاعة المدرسية أثناء الطابور الصباحي. أعلنت عن المسابقة وهي عبارة عن قصة أو شعر أو رواية أو موضوع تعبير عن الهدية. والفائزين بالمراكز الأولى سيقام لهم احتفالية و تكريمهم؛ وأخر موعد لتقبل الأعمال بعد أسبوع من اليوم؛ ولمن يرغب في الإشتراك فليتفضل قبل إغلاق باب تلقي الأعمال.واشترك عدد كبير من التلاميذ وبعد تلقي كل الأعمال المشاركة في المسابقة بدأت استاذة شمس قراءة الأعمال ولفت نظرها قصة عن خجل شخص في التعبير عن مدى الحب والامتنان والتعبير عن الشكر ورد الجميل عن طريق فكرة إهداء الهدية لمن نحب ولنجعل منها وسيلة بالنيابة عنا في قول ما لا نستطيع قوله. وعرفت من هو صاحب الهدايا من الخط هو نفس خط المدون في البطاقات.
وأعلنت عن الأعمال الفائزة. ولم تخبر أحد ولا صاحب الهدايا أنها عرفت من هو.
لكن كانت تفرح بالهدايا
وفي يوم الحفل ألقت كلمة،قالت: شكرا لمن نحبهم و يحبوننا علي ما يفعلون من أجل إسعادنا بكلمة أو هدية يخبروننا من خلالها أننا مُهمين لهم..
إن للهدية سحر خاص وتترك في النفس علامة لا تزول.
تمت الحكاية
أحفادي…
أصبحتم لا تهتمون بالتعبير وتستسهلون..
“في زماننا كان الظرف داخله كلمات خالدة ليومنا هذا.”
“وفي زمانكم أصبح الظرف مادي لا قيمة له سوى ما وضع فيه ويُصرف ولا يبقى سوى الظرف فقط فارغ من القيمة”
♡ أحفادي ♡
《 تهادوا تحابوا 》
كم أتمنى إعادة التفكير في حياتنا
إعادة جو تبادل الهدايا؛ اختيار” هدية ”
مُعبرة.
حقيقة وعن تجربة كلما تعبت في اختيار الهدية من أجل إدخال البهجة ..الفرحة على من تحب.. حتماً سيصل شعورك من دون كلام.
بقلم/ منال محمد سناء