المقالات الأدبية

فنجــان《 المقبــــرة 》

بقلم/ منال سناء

☕فنجـــان قهــــوة مـــع ديــدة☕
بن خليط من التسلط.. الأنانية.. و التردد
انقسم الفنجان إلى فريقين …
الأول يرى مرارة القهوة.. والثاني يرى حلاوتها..فريق يريد أن يشرب فنجان سادة، والآخر يريد تناوله سكر زيادة..
فــ التذوق أنواع.
وأنت عزيزي القارئ لك الحق في اختيار قهوتك لكـن تذكـر أن للآخــر نفس الحق.
عجباً.. بدأت ديدة حــوارنا بتلك الكلمة.. لأبناء حرموا ما أحل الله.. وقــرروا إما البقاء جوار الأم الحزينة.. أو القطيعة لها لو أرادت أن تفرح..
الحفيدة: خير … ما الخبر … أشم رائحة عــدم رضا في كلامــك..
ديدة: جاءت(بدور) ابنة صديقتي راجية مني اقناع والدتها التخلي عن قرارها …
بدور : أمي لو تزوجت ينهار كل شــئ وينتهي.. كل اخواتي اقسموا لن يدخلوا البيت مرة أخرى.. وقالوا: نعتبرها ماتت مثل أبانا..
ديدة: لماذا كل تلك الثورة… أنتم جميعاً لكم بيــوت.. وأولاد.. وحياة مستقلة..
واظن أن ما تريده ليس حرام أو عيب..
بدور: في هذا السن..؟ بعد طول السنيين من التضحية والطهارة والإيثار.
ديدة: أظن أنها في حاجة إلى ونس..نفس
بدور: نحن لها كل ما تريد… وتحتاج لــه.
ديدة: بعد نقاش طويل لم تغيير رأيها..بل شعرت في نبرة صوتها وحديثها رفض وتهديد ..
الحفيدة: لدي استفسار … هــي بالفعل لديها كل شئ.. فلما الزواج..
ديدة: إنها الوحدة… الاحساس بالخوف
أحياناً نحن كبار السن نحتاج إلى روح نكون لها الأولوية نأتي في أول القائمة نشعر أنها في حاجة دائمة لنا…
روح ليس لها أغراض سوى السعادة لنا راحتنا..
الحاجة ليست مادة.. الحاجة ابتسامة، كلمة، نظــرة… نشعر معها وبها بالوجود.

تذكرت قصة كنت عشت تفاصيلها مع جدك.. مأساة جار لنا كان أخرس يعيش وحيـداً في العمارة وكان صديق لــ جدك
و كان دائماً يُحـيطه بالحب ..وهو يرتاح مع جدك..
ومن الغريب جارنا الأخـرس لم يكن يرى في نفسـه أية إعـاقة.. وقرر الزواج من جارتنا الجميلة التي فقدت زوجها من عام..
فهي إمرأة في العقد الخامس من عمرها وهو في العقد السادس ..ولم يتزوج من قبل..وهي نالت من النصيب ما نالت..
كان يحكي لي جدك إنه مر بعقبات كثيرة في حياته، فتمكن من اجتيازها بنجاح ، واجهته أكبر عقبة في حياته ، عنـدما أراد الزواج بــفتـاة من الفتيات؛ فكان رد أسرتها سبب في آلامه وتعاسته وسوء حظَّـه واختفـتْ البسمة من وجهه، وكان الانـزواء والوحـدة منهجه الجديد.وظلت رغبته في الزواج من أي فتـاة حلماً بعيد المنــال.. يراوده من حين لأخر إلى أن جاءت الفرصة..
صارح جدك بنواياه وطلب منه الذهاب معه لأسرة جارتنا.. وكــانت المفاجأة رفض الأخ..و تتطاول عليه …بعدما ذهب أولادها إلى الخال راجين منه التدخل ومنع أمهم من الزواج خوفاً عليها من هذا الشبــح الصامــت.. خرج مجروح.. باحثاً عن دواء الاعاقة التي ظلت عقبة..وسبب الحرمان من كلمة طيبة يسمعها أو ابتسامة جميلة يراها أو لحظة سعيدة يعيش فيها …
عاش فترة وحيداً مهزوماً ..مكسوراً
وتوفى ولم يعيش لحظة ود.
ديــدة: يتولد لدينا خليـط من المشاعر
تكن السبب في وأد أحباب..
فأحياناً.. يكن كلام الناس وآرائهم أهم من سعادة قلوب أقرب الناس إلينا..
هؤلاء الأولاد خافوا من معايرة زوجاتهم لهم و أهلهم فــ تصدوا لرغبة الأم. فضلوا
شبح الوحدة لــ أمهم.. نسوا أن ليس لهم الحق في معارضة زواجها ..ولا يشترط رضاهم..
إن المــوافقة ليست منحــة منهم لها.

لماذا التسلط …السيطرة … فرض وصايا…؟

بقلم الحفيدة/ منال محمد سناء

اظهر المزيد

منال سناء

" كاتبة مصرية " صاحبة أشهر فنجان قهوة في الوسط الأدبي " فنجان قهوة مع ديدة " الحفيدة/ منال سناء
زر الذهاب إلى الأعلى