المقال الاسبوعي

فنجان 《 عيد ميلاد..الإدمان 》

بقلم/ منال سناء

☕فنجـــان قهوة مـــــــع ديدة☕
فنجان دعوة للعلاج…الكل نعم الكل في حاجة للعلاج.
أصبح حتماً على الجميع التحرك السريع، التكاتف، الصمود؛ التسلح؛وإيجاد البدائل

كانت”الجدة ديدة”في عيد ميلاد الحفيد

( يزن ) من الإبن الأكبر لها.
صاحب العشرة أعوام الذي طلب منهم هدايا بــ عينها.
جلست ” ديدة ” حائرة، شاردة بل حزينة على الغد؛ إن ما يحدث خطــر بل كارثة.
وترى أننا نحن من يسمح؛ بل يُغذي تلك المصيبة التي حلت على بيوتنا.
كل أحفادِ…. و أحفاد أولادي…
يمتلكون أحدث الأجهزة الالكترونية؛فهي معهم في كل مكان؛ بل أهم من المحفظة الشخصية.
ديــدة تحكي لنا تفاصيل الحفــل؛ حضر الجميــع أفراد العائلة، و أصدقاء الحفيد الحفل جميل،الجميع سعيد؛ أجواء بهجة الصغار يجرون بــ نشاط ومرح .انتهى الحفل، ورحل الحضور؛ وبدأ “يزن ” في تفقد علب الهدايــا، و الأكياس بــ نظرة خاطفة باحثاً عن شئ بعينه.
تقول ديدة: كنت أراقب تصرفاته؛لاحظت أنه لا يهتم بالهدايا من تلك النوعية التي اعتبرها خالية من التسلية؛ ظل يضع كل هذا على جنب بدون اهتمام أو فرحة؛ ويحدث نفسه لا أعلم
لماذا يصرون الكبار على تلك الهدايا..؟
ثم قال: هو ده وضحــك وكان في غاية الفــرح، وكأنه وجد كنز.
وظل ينادي على أمه حتى وصلت ودار حوار غاية في الغرابة.
الأم: ما هذه الضوضاء اهدئ يا يزن
يزن: شاهدي هذا إنها أحلى هدية جاءت
حقاً (أنكل حسين، طنط نوفا) يفوزون بلقب الاختيار المناسب.
الأم: ألا يوجــد بتلك الأكياس هدايــا مناسبة..؟
يزن: بلا .. الأكياس والعُلب ممتلئة؛ لكــن ليست النوعية التي أهتم بها.
الأم: مبروك عليك.. فلا تنسى أن توجه كلمات الشكر للــ جميع؛ حتى لو أنت غير راضي عن الهدايــا.
صغيرِ حتماً التنوع في الألعاب ضروري وهام أيضاً.

سألت الحفيدة:
ماذا كانت هدية العم حسين، الخالة نوفا؟
ديــدة: إنها لعبة( “X..box”).
الحفيدة: هل شاهدتِ باقي الهدايا..؟
ديــدة: كانت عبارة عن (ألعاب التسلية، و المسابقات، القصص المصورة؛ وأيضا دفاتر الرسم والتلوين،” Puzzles ” البازل؛لعبة سكرابل “Scrabble”وأيضاً بيكشينري “Pictionary ” ).
الحفيدة: هدايا تخص المذاكرة_ اعتبرها هكذا_أصبح أولادنا يمتنعون عن اللعب بتلك الألعاب التنموية الفكرية.
ديــدة: يمتنعون عن هذا… وتلك..وأيضاً عن القراءة يكتفون بــ سطور داخل كتب دراسية.
الهدايا لم تلقى القبول عنده؛ لانه ومن فى سنه مدمني استخدام الأجهزة الحديثة؛ إن من يغذي الإدمان هم الآباء أنفسهم؛ فأصبح أولادنا لا يرغبون أن تكون هداياهم ألعاب أطفال بل أجهزة إلكترونية مثل( الآيباد والبلايستيشن).

أعلم أن المنع يُعد من المستحيل،

ولا أقصد المنع لأن لها فوائد.

المطلوب التقنيين، والتكاتف من المجتمع بأكمله، و المحيطين.

ضرورة وجود بدائل عملية لشغل فراغهم؛ وتوجيه طاقتهم نحو المفيد من دون تقييد .
أخشى من غدٍ يندر فيه الأصحاء نفسياً
وجسمانياً.
يا الا خوفي من غدٍ يُصبح فيه الأحياء أشباح.
نحن لدينا كل ثانية احتفال بعيد ميلاد مدمن.. من صناعة أيدينا.

             بقلم/منال محمد سناء

اظهر المزيد

منال سناء

" كاتبة مصرية " صاحبة أشهر فنجان قهوة في الوسط الأدبي " فنجان قهوة مع ديدة " الحفيدة/ منال سناء
زر الذهاب إلى الأعلى