مقالات الرأى

فنجان《 يوم بارد… جداً 》

بقلم الحفيدة/ منال سناء

☕فنجان قهوة مـــــــع ديدة☕

 

اليوم بارد جداً والطقس غريب اختفت شمس اليوم ولم تسطع والسماء أغرقت الأرض بالماء.. أمطار غزيرة تجلب معها الخير لأهل الأرض…
لكن أمطار اليوم كانت غريبة شعرت أنها تغسل الأرض من ذنوب أولادها الساكنين فوقها؛ و شعرت أنه يوم بارد؛ وخالي من دفء الأهل؛ ارتديت معطفي، و هرولت إلى”ديدة”كأنني طفلة خائفة مما سَمِعت من رعد، و رأت من برق ومطر؛ وصلت عندها؛ إرتميت،وإختبأت في شَالها؛ وأنا أرتجف خوفاً وبرداً. وجدت داخل أحضانها دفء غطى على الدفء الصادر من المدفأة. طبطبت علىَّ ورفعت ذقني وهمست بصوت هادئ ما بكي يا صغيرتي.هيا نجلس أمام المدفأة، ونُعد قهوتنا و أسمع منك. بدأت ألملم شتاتي و اُرتب أفكاري.. نزلت دموعي كالسيل وتذكرت ليلة أمس عندما كنت نائمة والهدوء يخيم علي جدران منزلي وسمعت صراخ يدوي في أرجاء غرفة يوسف ابني قفزت مسرعة إليه ووجدته نائم ولكنه يتحدث بصوت واضح و يتوسل لي و لأبيه لا..لا أريد أن أموت من فضلكم تتركوني أعيش.
طبطبت عليه و أيقظته من نومه ولما أفاق إرتمى في أحضاني..
الأم: ما بك يا صغيري..؟
هدأ وبدأ يروي لي ما كان يزعجه وأرق نومه.
يوسف: ماما صديقي حازم مات..مات في المستشفى..
الأم: كيف حدث ذلك.. كان مريض..؟
يوسف: لا كنا نلعب مع بعض سبب موته باباه..  مامته قتلته..
تعجبت الأم وقالت: لا أفهم حديثك..
يوسف: بابا “حازم” يريده يعيش معه و مامته تريده يعيش معها.كنا نلعب سوياً وصل” بابا و ماما” حازم إلى المدرسة وكل واحد يشد حازم من ناحية وهو يصرخ.. ويصرخ.. وجرى منهم وخرج هربان منهم من المدرسة وهو بيجري داسه باص المدرسة ومات. أنا خايف أموت …
الأم احتضنت.. وقالت اطمئن.. لكن دون فائدة، ظل يبكي بذعر.
تأثرت ديدة وقالت: الحادث صعب على حفيدي الصغير وإنه يعيش تفاصيله أمر مرعب.. مزعج..
أين عقل هؤلاء لم يحافظوا على النعمة فحرمهم الله منها..؟
جدتي “حازم” كان طفل فى عمر الزهور مشرقاً ويحب الابتسامة، ونظرته مؤثرة تبحث عن الأمل، يعشق اللعب بالكرة، لكنه فى النهاية ظل واحداً من ملايين الأطفال، الذين يدفعون ثمن الطلاق. يوسف ابني رافض الذهاب إلى المدرسة ورفض النوم في غرفته وشارد ويرفض الطعام وبين كل كلمة والأخرى هو انتى ودادي هتموتوني امتى؟ هو انتي ودادي امتي هاتطلقوا؟ إني حائرة يا ديدة… ياحفيدتي قرار الطلاق صعب على جميع الأطراف؛ و صعوبته علي الأولاد أكثر صعباً على الطفل أن يرى أحد والديه يغادر المنزل ويراه مرة خلال الاسبوع بعدما كان يراه يومياً أو لا يراه اطلاقاً. فلابد من تهيئة الطفل قبل اتخاذ القرار بالانفصال.
*أن يدرك الطفل الطلاق يحدث بسبب أشياء تتعلق بالأم و الأب و أنه ليس لديه أي ذنب في ذلك.
* على الأب و الأم يزرعوا بداخله فكرة أن الطرف الآخر يحبه ويهتم لأمره ويسأل عليه كثيراً.
*تحاول الأم التقرب من ابنها؛و تبسط الأمور عليه لتجنب مشاكل نفسية تأثر علية.
*الطلاق حدث بالفعل وفكر كلاهما في راحته ونسوا أهم شئ بينهم فيجب عليهم عدم استخدام هذا الابن للضغط علي بعض.
“أما بالنسبة لأبنك يا حفيدتي”
*الأمر يتطلّب الحكمة، والصّبر، والتفاهم والتعاون منك وأبوه.
لأن رؤية ابنك لحادث دهس صديقه شىء مُخيف ومؤلم ويحتاج علاج بحكمة، واحترام شعوره بالخوف، وتجنّب السّخرية منه.
*اذهبي لطبيب نفسي مختص و اجلسي وأبوه مع الطبيب من غيره و اعرفي منه انسب الأساليب للتعامل مع المشكلة بطريقة علمية وسليمة لتَصلي به لبر الأمان.
* يجب عليكم تقبُّل خوف يوسف
وأخذ ذلك على محمل الجدّ والتعاون معه ليواجه خوفه تدريجيّاً.
*اعملي على طمأنته ورفع معنويّاته و تتحدثِ معه باستمرار بهدوء وكوني دائما بجواره.
* فهميه إنكم أسرته المحبة له .. تفرغي له؛ عبري عن حبك دائماً؛ وقولوا أنكم لا يمكن تضيعوه.
*إشغلي وقت يوسف بأنشطة يحبها حتى ينشغل فكره؛ واشتري له كراسة رسم وألوان و اتركيه يرسم ولا تُصدمي لو رسم الحادث.بالرسم سيخرج تدريجياً مخاوفه و يتخلص منها .
*مناقشة حقيقة الموت معه بصورة مبسطة يستوعبها عقله وأن من يموت يذهب إلى الجنة ليتنعم فيها.
*غيري جو واجعليه يقترح مكان للفسحة وقضاء يوم ترفيهي معكم.
*اطلبي منه كتابة كلمة لصاحبه و اتفقي مع مُدرسة فصله أن تطلب منه قراءة الكلمة أمام اصحابه في الفصل.
صمتت.. ديدة .. وقالت ..
إن الطلاق يجعل حياة الأبناء باردة ومُخيفة..ويؤثر التفكك علي حياة الابناء النفسية والصحية… *عجبت لحال هذا الجيل تاخذوا قرار الزواج بسرعة و تتهوروا بقرار الطلاق*..
*زواج زمـــان كان أحــــلى*
الزواج هو الرابطة المقدسة وشركة بين الزوجين كنا زمان نُعد أولادنا
(شباب وفتيات) لمفهوم الزواج وفتح بيت وتحمل مسؤلية ورعاية الطرف الآخر ونزرع فيهم أن دور العائلة لا ينتهي بمجرد خروج الزوجين من بيت العيلة بل يظل المشورة والأخذ برأيهم مستمر ولو في خلاف بين الزوجين نجد” أم الزوجة” تحاول إزالة الخلاف وتهدئة ابنتها و توعيتها مُطالبة منها التحمل قليلا وتفهم ظروف الزوج والوضع الجديد… وعليها أن تخلق جو هادئ لتعيش حياة هادئة مريحة تخلو من المنغّصات وإيجاد شىء مشترك…
ونجد أيضا”أم الزوج”تطالب الابن بتحمل المسؤلية وسعة الصدر وفي بداية أي حياة جديدة يكون هناك تصادم وخلاف هذا أمر طبيعي.و تنصح ابنها لا تنظر إلى الزواج على أنه عبء إضافي‮ ‬يقع على كاهلك؛ ولا تعتبر الزواج تقييد للحرية.
هكذا كان للجميع دور يقوم به من البداية تربية علي مفاهيم زوجية ليدوم الزواج للأبد.
**زواج هذا الزمن**
فقط شروط كثيرة و اختلط الصح والخطأ ولم يعد أحد يتقن دوره وقليل من العائلات يتمسكون بتربية أولادهم وتأهيلهم لتحمل مسؤولية الحياة الزوجية و الخاسر هو الأولاد….
الفنجان من إعداد
الحفيدة❤ منال محمد سناء❤

اظهر المزيد

منال سناء

" كاتبة مصرية " صاحبة أشهر فنجان قهوة في الوسط الأدبي " فنجان قهوة مع ديدة " الحفيدة/ منال سناء
زر الذهاب إلى الأعلى