
☕فنجــان قهـــوة مــع ديـــدة☕
القهوة لها أجواء جميلة لمــن يصنعها
،ولها نكهــة مميـــزة لمن يشربها.
ما أجمل فنجان القهــوة الصباحية مع الأصدقاء، والمسائية وســـط العائلة..
مع شروق شمس يوم جديد؛
لجأت ليّلى للجدة بعدما أُغلقــت كل الأبواب أمــام تحقيق الحلــم الوحيــد، وباتت ليلي ليلتها مع ديــدة.
جلست( ليّلي ) الفتاة الجميلة حفيدة ديدة؛ وسَمِعت منها كل الحكاية.
ليّلي:كما تعلمين لقد تقدم لي شاب ثري ومن عائلة مرموقة من عاميــن وبعد السؤال عنه علم والدي أنه كان مــدمن؛ وتــم رفض طلبه.
وأخبرني أبي أنه مدمن من سبعة أعوام وخلالها تم علاجه مرتين. وفي كل مرة يعــود للإدمان.
بــدأت حكايتنا عندمــا قابلته في مركز لـ علاج المدمنين؛كنت ضمــن فريق الإعداد و التأهيل لمن هم تم عــلاجهم مــن الإدمــان؛ لكى يندمج مــرة أخرى في المجتمع.. الأهل .. الأقارب ..و يتعلم كيفية مواجهة الضغوط بدون الهــروب واللجوء للحلول السهلة وهي التغيب عن الواقــع، وتغيِب العقل.
بــدأ يرتاح .. وفي كل لقاء تزداد مساحة الفضفضة…
وبعــد مرور عــام أخبرني أنه قطع وعد علي نفسه لــن يعــود إلى الادمــان.. وأنه عاد إلى العمل مــع والده..وأنه يرغب في الارتباط بي..
في البداية..فرحت جداً لأنني كنت بدأت أميل إليه؛ لكن اختفت فرحتي، وشعرت أنه مستحيل؛وأمامنا معركةرفض اسرتي و اخترنا الانتظار حتى ينجح في العمل..
وبدأ في أخذ دورات تدريبية في مجاله.. العملي، وأيضاً في مجال مساعدة مـن يحتاجوا العــلاج؛ و التأهيــل.. بـالفعل نجــح؛ وأصبــح شخص جديد؛ وطلب مني تكملة المشوار معه؛ وافقت
وتقــدم وتــم رفضه.
قال: لي انه لــن يتخلى عني وسأحاول مــع اسرتك مــرة أخرى.وخلال عامين تقدم لي كثيرين وكنت ارفض؛ حاولت أمي الضغط وأبي ولكنهم فشلوا ورفضِ زادهُم إصرار علي رفض هذا الشاب؛وأنا مازلت متمسكة به؛و أخبرتهم لن اوافق على غيره. أخفـوا عليكم حقيقة هـذا الشخص، ورفضي المستمر لمن تقدموا.
أنــا هنــا لكي تقفي معي وتتبني وجهة نظري للموافقة.
الجميــع ضــدي… وأنا لا أريد غيره ولا أستطيع الزواج دون موافقة الجميــع
ديــــــدة
تسمع ليّلى والفكر عاد إلى الماضي؛وكأن التاريخ يعيــد أحداثه مع اختلاف الزمان
والمكان، الأشخاص؛ لكن _هو نفسه لم يتغير_.
سأروي لكــي أحداث تشبــه أحداث قصتك.
كانت جميلة بل هي كانت أميرة فتاة من أسرة عريقة تعلمــت، وعملت في وظيفة مرموقة ؛ تعرفــت عليه في العمل كان وسيم ومن عائلة ثريــة جداً.. تقدم لها وتم رفضه وأصرت،وتحـت الضغط وافق الأهل لكن بشرط لا تخطو قدميها بيت العائلة بعــد الخروج منه عروس لهذا الشاب. وبالفعل تزوجت أميرة ورحلــت بلا عــودة مع الشاب، عــاشت في شقة كبيرة تمليك وأنجبت ولد وبنت عاشت بدون أهــل وحيــدة حتى الزوج كان بعيد كل حياته سهرات ورحلات ومتعة لا يعلــم عن بيته سوى النوم.
لا يرى أولاده إلا لحظــات خاطفة يوما
ً…وراء شهراً…
بــدأ يختفي بــ الأسابيع..وعنــد العودة .. لا يسمــع.. لا يــري .. لا يتكلم .. عصبي.. شــارد … لم تحتمــل ما يفعــل.. مطالبة منــه أن يكــن زوج.. وأب.. ولا يغيــب.. لم يستحسن كلامها .. تصاعدت حدة النقاش..إنهــال عليها ضرباً حتى سقطت مُغشى عليها تنزف من كل مكان.. وسط صرخات أولادها..صعد الجيـران وجدوا ها..أخذها جار مسرعاً للطوارئ. محاولين إنقاذها..والزوج مغيــب..مكثت في المستشفى اسبوعاً..لا يزورها ســوى الجيران ..وهم أيضاً يهتمون بــ أولادها.
عادت بعدمــا سمحوا لها بمغادرة المشف ــى ..عــادت جريحة مكســورة.. مهزومة لا أهــل.. لا أصدقــاء.. وحيــدة ..
أصبحــت وأسرتها سيــرة الحــي.كل هذا وهــي صابرة..إلى أن وصلت لنهاية الرحلة؛عادوا الأولاد غاضبين، ومعهم خطابات استدعاء لــ ولي الأمــر..تساءلت الأم.. ما الخطــب ..صرخت الابنة إنه هو السبب.. دمــر كل شئ.. لم أعد أحتمل نظرات المدرسات.. و الطالبات..ولا سماع سخافات العاملين،العاملات.حتى تعاطف الجيـران فقدنـاه بسبب أبي..الجميــع تجــرأ علينا؛وفي ثورة عارمة؛دخل عليهم محاولا ضرب ابنته التى من الخوف خرجت مسرعة هاربــة منــه.. ظلت الأم تبحث عنها..هو يعيش كما رسم لنفسه غير مُبالٍ.وهي تذكرت اسباب اعتراض اسرتها انه شاب لم يتعود على تحمل المسئولية، إنسان أناني لا قيمة لشئ بحياته.ولم تجد الابنة الهاربة.
ليّلى لكِ الاختيار فلا تبحثين عن لذة أو متعة وقتية تزول مع أول اصطدام ..
لقد حدث خلل ..جائز تم إصلاحه لكنه يظل هناك خلال ربما يحدث طارئ يعيد الخلل ..
حسم الموضوع بيدك.. المشاعر جميلة والحـب اجمل والانسانية ارقى
لكن غير كافية أمـام تلك المجـــازفة.
العائلة هى الحصـــن ضد الهجمات، أيضا ســر البقاء..