
أحمد الأكشر
فرصة أخيرة
……………….
بين صحراء مشاعري
و واحة كفكِ صراع أبدي..
اعترف الآن أمامك أني ظلمتك
جدا ً ظلمتك..
كما كانت كلماتي باردة .
.متجمدةٌ
متكررةٌ .. باهتةٌ
و كثيراً ما كانت قاتلةٌ
اعذاري باتت كعباءة جدي القديمة
المعلقة خلف الباب على مسمارٍ صدئ
يداي حبيسة جيبي طول الوقت
تتحسس الهاتف و القداحة و السجائر اللعينة
أعترف أن احتياجك
لسماع كلمة أحبك
لم يكن ليغير دستورك معي
أو حتمية الحب بيننا
أنتِ خلقت هكذا فيض من الحب .
كيان عشق
مدينة حنان باكية
لم تكن تلك الكلمة لتحرك فيكِ ساكناً
استشعارك للحب من نبرة الصوت أقوى
من اللمسة أو حتى الهمسة
و من النظرة العميقة المتيقظة
كل ذلك لم تطلبيه
و لم أفعله
ظناً مني أنكِ كالشمس
تشرقين كل يوم و لم يشكرها أحد
كالأم الحنون تعطي بلا مقابل
و لا يقام لها حفل تكريم
لا يحق لها الشكوى أو التأوه
كنت طفلك المدلل المشاغب
يجوب الطرقات ليل نهار
يأتيكِ على معطفه أفخر
أنواع العطور النسائية
كنتِ تتجاهلين
آثار أحمر الشفاه على قميصي
كنتِ تختلقين الاعذار لي مرة
و لا تكترثين مراتٍ عدة..
كنتِ تسترين آثامي و أخطائي
أعلم أن هذا اليوم هو بداية النهاية
و لن أتجرأ و أتكلم
أعلم أن فيض يديك بدأ ينضب
توقف النبض
صرت رجلاً عادياً
فقدت الابهار في عينيك
ضاعت من عينك صورتي
أعلم أني لا استحق الحياة
في مدينتك بعد الآن
أعلم أنه يجب علي الرحيل من عالمك
أنه من الانصاف أن اترك لك
و لو ليومٍ واحدٍ فرصة اتخاذ القرار
أن أحررك من الخيمة
و لا تتلصصي من ثقوبها لمشاهدة الاشجار
و ولادة النهار..
تريدين اليوم أن تولد
من بين يديكِ نجمةً جديدة
تضيئ ليلتك وحدك..
تسير معك في دربك وحدك..
اعلم أن دموعك الآن
هي دموع الافراح لأنك
و بعد صراع مرير ..
سأعطيكِ حريتكِ
لكن و للمرة الأخيرة
هل يمكن أن أعيش بلا وطنٍ
هل سأخرج من مدينتك
إلى خراب و دمار و حرب طاحنة.
يدكِ محبوبتي حضارة.
يدكِ حبيبتي ثقافة
يدكِ حبيبتي
مهدي و لحدي…
فقط
امنحي فمي
فرصةً أخيرة لأتحدث إلى يديك
أن أتأكد أنها هي الأخرى كفرت بي
لم تعد تؤمن بنبوءتي
و معجزاتي على خطوطها
كنت أول من قبلها
كنت أول من ضمها
كنت أول من كتب فيها شعراً
كنت أول من استوطن فيها
أعطيني أخر فرصة لأسكن
جبهتي فيها و أموت شهيداً
لعل ذلك يكفر آثام
الحقبة الماضية …
أحمد الأكشر