
فارس الفنجان
……………………
كانت تؤمِنُ بالأبراج
و تسمع كلمات الاصدافِ
لعل الصدفةَ تَلمِسُ يدها
تَرسم فارسها المغوار
بالفنجان يواجه ليثاً
كان الليثُ كبيراً جداً
حتى أن الفارس خاف
صرخت ..صاحت..
يا ويلاهُ
هذا الفارس مثلي يخاف
فاقت من غفلتها الآن..
ألقت من يديها الفنجان
خرجت سائلةً عرَّاف
مدت يدها
قالت إقرأ
قال سأُخبُرُ بالأخبار
يا سيدتي إني أعلم
أن البحرَ عميقٌ جداً
سَحبت يدها
قالت أكمِل
قال الآن و كيف سأقرأ
قالت أو لستَ العرّاف
سحبت يدها تحت الأخرى
بسط يديه فوق الورقة
قال سأرسم خط الحظ
و خط العمر
و ورود تشتاق الحب
قالت افعل
يا سيدتي انتِ
فتاة بالعشرين
قالت كَذبٌ
بل زد بالعشرين ثلاثين
ضحك و ضحك
و قال لماذا
قالت أنا بنت الــ تشرين
لم أنعم بحبيب قط ..
لم اتذوق طعم الحب
مذ كنت فتاة بجدائل
أو لم تلحظ هذا الشيب
أو لم تلحظ هذا الخوف
يا سيدتي أنتِ فتاةً بالعشرين
كُل الشيب و كل الخوف
من صنع خيال الفنجان
أنتِ سكنتِ داخل هذا
و نسيتي روحُ الانسان
كيفَ تكوني جمرةَ خوف
و يكون أمانك بالحظ
و يكون هيامك بالحب
أن الفارس في الفنجان
أن الليث الظاهر عندك
خَوفٌ من وَهجِ الألوان
كيف سأؤمن أن العمر
بنهاية سورِ الفنجان ..
إن الفارس يسكن قلبك
لن يُخرجَهُ من الهذيان
إلا كَسرُكِ للأحزان
لن أقرأُكِ بعد الآن
سأحطم ذاك الفنجان
أحمد عادل الأكشر