
فاتنةُ القطار.
…………………..
تضع ساقاً فوق ساق
تضم يديها و سوارها
الأشواق .
و الظنون تعتلي
وشاحها بالأشواك
تطرقُ الأرضَ بِكُلِ عُنفٍ
مَر قطارٌ و خلفهُ أخرَ
و لم تركب
لم تلحظ أني أراقبها
و لم أتعب.
معطفها الأحمر
قفازاتها البيضاء
و كحلها الأسود
لوحةُ انتظارٍ
بجبينها المبهر..
تقرأ الجريدة
و بعينها أنا أغرق.
أراها و لا تراني..
منشغلةٌ بِمَن !!
مَرَ المارةُ و لم تلحظ .
أشعلت سجائرها
ثامنةً …فقاتلةً
نفثت دخانها
كأنها شهقاتي
معها نظراتي تحجرت
لهفتي تأججت
وددت أن تخطأ
النظر تجاهي
و فجأةً تراني..
فتشعرُ أن هناكَ
رَجُلاً بالوجودِ
يريد أن ينتزعها
من حصار الانتظار
و يخطفها على
حصانٍ الانبهار
أن يرسمها شمساً
و كفها بستاناً
و قدها أشجار …
لو كانت تراني .
كنت خطفتها
من فنجان قهوتها
العابث بمبسمها..
ما أسمها..
ما سنها ..
لا اعلم
لا أعلم إلا أنها مولودةٌ
الآن بحضن دهشتي
أنها أبنة لهفتي الشرعية
رأيتُها قصيدتي الذهبية.
يا ليتها رأت عيني
كيف تضمها
كانت تركت قطارها
و سافرت بمعطفي.
كانت تركت حقائبها
و سكنت بدفتري
كانت تهجر الارض
و تستقر بنبضتي..
لكنها تركت حقائبها و اختفت
لكنها تركت عبيرها و غادرت
لكنها تركت مقعدها و سافرت
و ما بقي إلا دفتري و دمعتي
و فنجان قهوتها على الطاولة
ينتظر عودتها معي …
أحمد الأكشر