
سأخبرك لما تحب امرأة تقرأ سوف تستلهم من “شهرزاد ” مكرها فتجعلك تحيا “ألف ليلة وليلة ” أو أكثر في سعادة لا تزول ، ستسافران معا إلى باريس ولندن فتقابلان “متشردًا في باريس و لندن” يهيم في شوارعها ، وتعرجان إلي فينيسيا ربما في الطريق تقابلا “تاجر البندقية” لتتحدثا معه عن “هاملت” .
ستهيم في حبك كما في “روميو و جوليت ” ستنام كل ليلة ، بعد أن تسمع قصائد “أوفيد” أو “هوميروس” ، ستصنع من أفعالك ملحمة مثل “الإلياذة ” و “الأوديسة ” ربما لتحظي بحبك تحتل طروادة ، أو حتي تقف في منتصف “الدوامة”
إذا حزِنت قد تحزن “لحظات لا غير ” ، و ستحيا معها “اكتشاف الشهوة” ، ستجدها تحفظ “قواعد العشق الأربعون ” عن ظهر قلب ، اذا المتها لن تعتذر لها بأكثر من كلمة “فلتغفري” ، ستخبرك عندما ترتدي حُلتك الأنيقة أن “الأسود يليق بك ” و تنصحك بأن أناقة الرجال تكتمل ب “العطر” .
المرأة القارئة لديها العديد من الحكايا ، رأسها ممتليء بالأفكار لن تحدثك عن الطبخ ، أو طلاء الأظافر ، ستحدثك عن ثورة حيوانات جورج أوريل ، عن “فقراء” ديستوفسكي ، عن مجون يوسا ، ستقطع معك صحراء منيف ، ستقص عليك ملهاة نصر الله و تخبرك أن الفلسطنيين لم يبيعوا بلادهم كما أخبروك ، ستنتظرك كل ليلة في “شرفة الهذيان ” التي تطل علي الشارع.
الفتاة القارئة بيتها “مملكة الفراشة” ، لديها عقل غريب فلا تتعجب من إخبارها لك أن هناك “حليب أسود” ، لا تنعتها بالجنون إن أخبرتك عن “سجين المرايا” لا تخف انه غير مؤذٍ علي الإطلاق ، ستخبرك عن “السيدة دالاوي” و “مدل مارش ” وتخبرك كم تمقت “مدام بوفاري” ، إذا سألتها عن بكائها ستحدثك عن “البؤساء” ، هي تعرف معني “الجوع” ، وهي لا تخشي “العمي” ، ستتعجب من إخبارها إياك عن ثورات مختلفة مثل “ثورة الأرض ” و “ثورة الموتي” ، ستحكي لك “انقطاعات الموت” فتدرك أن الموت ليس وجعًا كما يبدو ، ستري عليها أثار “ذهول و رعدة ” ، لا تقل مجنونة إن وجدت لديها كثير من “زئبق” ربما ارادت أن تصنع لك مرآة ، ربما تأتيك قائلة “أولاد حارتنا” يتقاتلون ، سوف تحيا معها “مائة عام من العزلة” دون ملل ، معها ستدرك ان الحب ممكن في كل وقت حتي “الحب في زمن الكوليرا” ممكناً ، ستدرك أنها ” أجمل نساء المدينة” .
الفتاة القارئة قد تجد مذكراتها تحت عنوان “مذكرات فتاة رصينة” ، ستخبرك أن بيت الجارة في أول الشارع “بيت سيء السمعة” ، و إنك اذا أردت الا تحاذيه يجب أن تنعطف يسارا فتدخل “زقاق المدق” فتجد نفسك “بين القصرين” ، ستحيا معها الأيام و تستمعان سويا إلي “دعاء الكروان ” .
الفتاة القارئة تحب الرجل الذكي الذي لديه من الوعي ما يؤهله ، ليكن “صياد القصص” ، الرجل الذي يقدر أن يحب فيكون مثل “الفتي المتيم و المعلم ” ، أو الذي قد يشتاق لها “شوق الدرويش” ، إن الأنثي التي تقرأ تمقت الرجل الغيور مثل “عطيل” ، والضعيف مثل “فاوست” ، قد تحب فرتر و “آلام فرتر” لكنها أبدا لا تتمني رجلا مثله .
إبتعاد الكتب عنها يسبب لها “فوضي الحواس” كما أنها حينما تكذب لن تتعدي أكاذيبها “أكاذيب سمكة” ، ستنظران عند المساء إلي “السحاب الأحمر” وتسكب الكثير من “العبرات” حزنا علي “المساكين” ، إن المرأة القارئة حياة كما أنها متقلبة لكن ما أضمنه لك أنها ستحبك أكثر مما ينبغي!