أدب و ثقافةالمقالات الأدبية

عندما تحب قارئة

دينا محمد

سأخبرك لما تحب امرأة تقرأ سوف تستلهم من “شهرزاد ” مكرها فتجعلك تحيا “ألف ليلة وليلة ” أو أكثر في سعادة لا تزول ، ستسافران معا إلى باريس ولندن فتقابلان “متشردًا في باريس و لندن” يهيم في شوارعها ، وتعرجان إلي فينيسيا ربما في الطريق تقابلا “تاجر البندقية” لتتحدثا معه عن “هاملت” .
ستهيم في حبك كما في “روميو و جوليت ” ستنام كل ليلة ، بعد أن تسمع قصائد “أوفيد” أو “هوميروس” ، ستصنع من أفعالك ملحمة مثل “الإلياذة ” و “الأوديسة ” ربما لتحظي بحبك تحتل طروادة ، أو حتي تقف في منتصف “الدوامة”
إذا حزِنت قد تحزن “لحظات لا غير ” ، و ستحيا معها “اكتشاف الشهوة” ، ستجدها تحفظ “قواعد العشق الأربعون ” عن ظهر قلب ، اذا المتها لن تعتذر لها بأكثر من كلمة “فلتغفري” ، ستخبرك عندما ترتدي حُلتك الأنيقة أن “الأسود يليق بك ” و تنصحك بأن أناقة الرجال تكتمل ب “العطر” .
المرأة القارئة لديها العديد من الحكايا ، رأسها ممتليء بالأفكار لن تحدثك عن الطبخ ، أو طلاء الأظافر ، ستحدثك عن ثورة حيوانات جورج أوريل ، عن “فقراء” ديستوفسكي ، عن مجون يوسا ، ستقطع معك صحراء منيف ، ستقص عليك ملهاة نصر الله و تخبرك أن الفلسطنيين لم يبيعوا بلادهم كما أخبروك ، ستنتظرك كل ليلة في “شرفة الهذيان ” التي تطل علي الشارع.
الفتاة القارئة بيتها “مملكة الفراشة” ، لديها عقل غريب فلا تتعجب من إخبارها لك أن هناك “حليب أسود” ، لا تنعتها بالجنون إن أخبرتك عن “سجين المرايا” لا تخف انه غير مؤذٍ علي الإطلاق ، ستخبرك عن “السيدة دالاوي” و “مدل مارش ” وتخبرك كم تمقت “مدام بوفاري” ، إذا سألتها عن بكائها ستحدثك عن “البؤساء” ، هي تعرف معني “الجوع” ، وهي لا تخشي “العمي” ، ستتعجب من إخبارها إياك عن ثورات مختلفة مثل “ثورة الأرض ” و “ثورة الموتي” ، ستحكي لك “انقطاعات الموت” فتدرك أن الموت ليس وجعًا كما يبدو ، ستري عليها أثار “ذهول و رعدة ” ، لا تقل مجنونة إن وجدت لديها كثير من “زئبق” ربما ارادت أن تصنع لك مرآة ، ربما تأتيك قائلة “أولاد حارتنا” يتقاتلون ، سوف تحيا معها “مائة عام من العزلة” دون ملل ، معها ستدرك ان الحب ممكن في كل وقت حتي “الحب في زمن الكوليرا” ممكناً ، ستدرك أنها ” أجمل نساء المدينة” .
الفتاة القارئة قد تجد مذكراتها تحت عنوان “مذكرات فتاة رصينة” ، ستخبرك أن بيت الجارة في أول الشارع “بيت سيء السمعة” ، و إنك اذا أردت الا تحاذيه يجب أن تنعطف يسارا فتدخل “زقاق المدق” فتجد نفسك “بين القصرين” ، ستحيا معها الأيام و تستمعان سويا إلي “دعاء الكروان ” .
الفتاة القارئة تحب الرجل الذكي الذي لديه من الوعي ما يؤهله ، ليكن “صياد القصص” ، الرجل الذي يقدر أن يحب فيكون مثل “الفتي المتيم و المعلم ” ، أو الذي قد يشتاق لها “شوق الدرويش” ، إن الأنثي التي تقرأ تمقت الرجل الغيور مثل “عطيل” ، والضعيف مثل “فاوست” ، قد تحب فرتر و “آلام فرتر” لكنها أبدا لا تتمني رجلا مثله .
إبتعاد الكتب عنها يسبب لها “فوضي الحواس” كما أنها حينما تكذب لن تتعدي أكاذيبها “أكاذيب سمكة” ، ستنظران عند المساء إلي “السحاب الأحمر” وتسكب الكثير من “العبرات” حزنا علي “المساكين” ، إن المرأة القارئة حياة كما أنها متقلبة لكن ما أضمنه لك أنها ستحبك أكثر مما ينبغي!

اظهر المزيد

نهاد كراره

نهاد كراره محاسبة وكاتبة مصرية صدر لها كتب مشتركة مثل بوح الصحبة و قطرات مطر وكتب فردية نيسان الوجع مدن الفراشات الدمشوري وآخر حدود الحلم نشرة العديد من المقالات علي المواقع الالكترونية المختلفة كموقع قل مقالات اجتماعية وبعض القصائد العمودية والعامية علي المواقع الأخرى صدر لها عدد من القصص في جرائد مختلفة منها صوت الشعب و جريدة القصة وغيرها عضو مجلس إدارة لموقع الصحبة نيوز مدير تنفيذي لدار الصحبة الثقافية للنشررالإلكتروني
شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى