
عزيزتي
أراكِ الآن في كل مكانٍ حولي، تتخللين الأنفاس، وتحلين مكان الظل..
فجأة صارت الدنيا مليئة بالأشجار الخضراء،
وحينما أتذكر بعدكِ تذبل وتنزوي في ركنٍ قصي.
ياااه كيف أضع يدي على قلبي المتفجر بحبك دون أن يهتز كل كياني،
كيف أكتب دون أن تنزف كل كلماتي وجعًا؟!
سأعود كالعادة للسخرية من كل شيءٍ،
حاملًا أملًا يائسًا لأن تتشابك أصابعنا،
سألقي نكاتٍ سخيفة، وأطلق الأفكار عن ماهية العالم..
ما العالم يا حبيبتي سوى مكان موحش إن افتقدك.
ما العالم يا حبيبتي سوى مكان مليئًا بالحياة إن كنتِ معي.
أكتب الآن وعروقي النافرة يتغير لونها للزرقة،
عيوني تنطفيء دون إرادتي، كل شيءٍ يا حبيبتي دونك معطل…
فكيف أستعيد عقلي بعد أن تشكل أفكارًا وركض خلفكِ؟!
الآن عليّ أن أزاول نشاطي المعتاد،
أندس بين ضجيج العمل،
وحينما أعود أشكل الكلمات حياة.. أستعيذ من الصمت يا حبيبتي، فحينما أصمت.. تدفق أنهرًا قاسية من كل مكانٍ حولي، وأظل ضعيفًا خائفًا في الطرق. لذا لن أصمت بعد اليوم، وسأملأ العالم بضجيجٍ مشفر.. لن يفهمه غيركِ. فاستعدي.
أحمد سعيد