
عزيزتي
صباح الخير، مساء الخير، صباح الخير، مساء الخير…
نومًا هانئًا.
إنها صباحات ومساءات كثيرة تلك التي لن أكون موجودًا لأقولها لكِ،
أجمعها الآن دفعةً واحدة، علها تشفع لي عندك في غيابي.
في هذا الوقت بالتحديد، بعد أن هدأت نفسيتي وسكنت، أستطيع القول بكل قلبي: أنا أحبكِ.
ربما اللحظات السابقة لم تكن مثالية؛ فأنا لست مثاليًا، لكنني كالأيام الخوالي مازال يجتاحني الشغف،
فلا أدرك هل أبتعد أم علي الاقتراب أكثر.
في حقيقة الأمر صرت لا أفهمك،
صرت عاجزًا عن معرفة ما يفرحك،
أو يقلب مزاجك.
أفعل كل الأشياء الخاطئة، وأظل واقفًا على الناصية أُرشد الحائرين،
المبتدأين قصص الحب الجديدة.. وأنسى نفسي أو لا أستطيع إرشادي.
لا تريدين الحديث معي،
وأنا أيضًا صرت كذلك،
قلت لكِ من قبل أحب الحديث معكِ،
لكنني أحب أكثر أن تحبي الحديث معي.
أحب رؤيتك، لكنني أحب أن تحبي رؤيتي أكثر.
ربما نلتقي ذات يومٍ مصادفة في وسط البلد،
أصافحكِ بخجلٍ،
وللحظة أنسى كل ما مر في المرحلة الأخيرة،
أطلب لكِ ليمونًا أو نسكافية.. ربما تفضلين القهوة.
وللحظات نتحدث كعهدنا الأول،
وتعود لنا عفويتنا في الحديث، وفي وسط كل ذلك أخبركِ بأنني أفتقدك.
ربما نلتقي في إيطاليا أو قبرص كما كنا نخطط،
هربنا من مصر بكل ضجيجها وضوضائها، لكننا هنا نقف أمام البحر المتوسط ننظر إليها مشتاقين.
ربما لن نلتقي أبدًا، حينها سأرى طيفك في كل مكان، سيصطحبني في عملي بمطروح، وفي نهاية اليوم نجلس متلاصقين على دكة أمام البحر، أحرك ساقي مع حركة ساقك، وأمسك يدك.. فتنتزعيها من يدي قائلة: مازلت غاضبة.
مسحت كل رسائلنا المتبادلة لا كما طلبتي، ولكن في محاولة يائسة لأخبر نفسي أنكِ لم تكوني يومًا هنا،
أن انجذابنا لم يحدث، وأن تفاصيلنا الصغيرة السرية محض وهم.. لكنني لم أزداد إلا تعلقًا، ونفسي لم تزداد إلا حزنًا.
أنتِ الحقيقة اليقينية، وكل ما عداكِ مجرد درجات في سلم المشاعر لأعرف في النهاية حقيقة اكتمالها، وحقيقة الوجع الحقيقي في غيابك.
سلامٌ عليكِ إن كنتِ هنا
وسلامٌ عليكِ إن لم تعودي هنا
وسلامٌ عليكِ أينما تحلين
وفي أي الصور تتشكلين.
ربما في زمنٍ آخر نلتقي، أقرأ لكِ ما كتبت في هذا الزمن، وتضحكين على كل النكات التي لم يسعفنا الوقت لنقولها.
أحبكِ الآن، وأحبكِ في أي زمنٍ مضى أو قد يأتي.
أحمد سعيد #نيجور