العقيدة و الدين

عدنان إبراهيم .. المعصومُ الذي أخطأ

(رداً على مقال الدكتور محمد علي عوض المحاضر بجامعة الأقصى بغزة ؛ والمنشور على مدونات الجزيرة بتاريخ 14 يوليو 2017)

بقلم: حسام الدين عوض

تقول يادكتور: (والحاصلُ أنه بحّاثة عن المخالفات يبثّ فيها الحياة ويعطيها القدر المناسب أن تقف على ساقها) انتهى
قلت: أية مخالفات هي؟؟ أهي مخالفاتك أنت؟؟ أم مخالفات مذهبك؟؟ أم مخالفات جماهير الأمة؟؟
فإن كانت مخالفاتك أنت .. فهي لاتعني الأمة في شئ
وإن كانت مخالفات مذهبك .. فالناس فيما يعشقون مذاهبُ!
وإن كانت مخالفات جماهير الأمة ..
فما من إمام معتبر إلا وقد خالف الأمة في مسألة أو عدة مسائل .. ومع هذا بقيت إمامته ولم يطعن أحدٌ من الكبار في جلالته! أما الصّغار .. فليس يأتي إلا من الصِّغار
فإن كانت مخالفات عدنان كفيلةً بإسقاطه في أعين محبيه .. فبنظير ذلك يسقط غيره أيضاً !
فإن قيل: فهل نعدّ لك من لم يخالف الأمة ولو في مسألة واحدة .. ؟!
فيقال لهذا المعارض: أنا أتحدث عن المجتهدين المحققين .. ولست أتحدث عن المقلدين!!

ثم تقول: (أما وقوعه في الصحابة على أنهم ليسوا قدّيسين ولا معصومين، فلا يُفهم منها شيءٌ إلا أنه أراد أن يشككنا في بوابة وصول الدين إلينا) انتهى
قلت: هذا والله من فجور الخصومة!
فحين يقال إن عدنان يشكك في الصحابة الذين هم بوابة وصول الدين إلينا!!!
بينما الرجل يترضى -في حله وترحاله- على الخلفاء الأربعة الراشدين ، وعلى البدريين ، وعلى السابقين الأولين ، من الأنصار والمهاجرين .. ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
بل وكاد يبكي على المنبر حين ذكر قتل حمزة -رضي الله عنه- في أحد .. وكيف مثّل المشركون به حتى غضب النبي وحزن لهذا حزناً شديداً ..
فمن أين جئتم بأنه يقع في الصحابة -بوابة وصول الدين إلينا- ؟؟ فهل لأنه تكلم في خصوم عليّ -رضي الله عنه وعنهم- ؟
فأما معاويةٌ وأصحابُه ، فالكلام فيهم يطول ، ويكفي وصفُ عليٍ -رضي الله عنه- نفسه إياهم بالعدو! ويكفيهم هم ما أحدثوه في الإسلام من جعل أمر المسلمين ملكاً بعد أن كان شورى بينهم
وأما كلامه في الصحابي الجليل العابد الزاهد عبد الله بن عمر .. فقد قال عدنان موضحاً ومفسراً ومستدركاً بنفسه على نفسه: (ولكن حملتني عليه حمية الخصومة للأسف الشديد)
وقال بعدها بأصرح العبارات وأوضحها في جوابه على سؤال مذيع “روتانا” : (أنا ندمان .. يعني قلت .. هذه الخصومة جرتني إلى أن ألج في أشياء معينة كان ينبغي عليّ أن أتنزه منها) انتهى كلامه
فبارك الله في رجلٍ يتسم بفضيلة الرجوع إلى الحق .. والاعتذار عن الخطأ حين يتبين له الصواب ..
وأما خصومه من المدفوعين بلدد الخصومة .. فحين يشنعون عليه هذا التشنيع .. متجاوزين عن اعتذاره وإعلان تخطئته لنفسه بنفسه .. فيجعلون من خصوم عليّ -رضي الله عنه- الصحابة جميعاً !!
فإما أن هؤلاء (أي: خصوم عدنان) مضطربون في فهم معنى “الصحبة” .. أو أنهم متجاوزون للحق وقواعد الإنصاف في نقد عدنان!
فإن كان عدنان متهماً عندهم بالتدليس والتلبيس .. فلعلهم هم الأحق منه بهذا !

ثم تقول: (ناهيك عن إسفافه العلمي عندما رأى نفسه كوكبًا باهتًا فأراد أن يتقوّت على الشيخين العظيمين البخاريِّ ومسلمٍ كليهما) انتهى
قلت: كيف يتقوّت عدنان على الشيخين العظيمين .. وهو يحتج دوماً في خطبه ومقالاته بأحاديث الصحيحين وغيرهما ..؟؟ أم إنه الكيل بمكيالين! والنظر بإحدى عينين؟
يقول عدنان في خطبته “الدجال …. تدجيل أم تغفيل” وذلك في الدقيقة 20 والثانية 18:
واحد يقول .. ماذا تريد أن تقول ياعدنان .. أريد أن أقول .. مع احترامي لأئمتنا وعلمائنا ومشائخنا وكتبنا .. ليس كل مافيها صحيح! فيها الصحيح وفيها ما دون ذلك .. البخاري أكثره صحيح .. لكن فيه كم ليس بصحيح! انتهى كلامه
وأنا أتساءل مخاطباً عقول المنصفين -إن كان ثمة إنصاف-
أهذا قولُ رجلٍ يصح أن يقال فيه إنه يقتات .. بل يتقوّت على الشيخين؟؟
أهذا كلام واحدٍ يفتري على السنة كما يزعم بعض الأغرار حين جعلوا من كلامه قراطيس يبدونها ويخفون كثيراً ..!!

ثم تقول: (ويتضوّأُ من عظام العظماء حتى يبدوَ في مجرّة المتابعين أكثر) انتهى
قلت: ولعل ضميرك قد وخزك يادكتور .. وأراد قلمك أن يعاندك بعد فراغك من هذه الجملة الشنيعة! وهما يقولان لك: أشققت عن قلبه؟
فإذا بقلمك يستدرك بعدها على قلمك قائلاً:
(وليس هذا تشكيكًا في ذمّته ولا محاكمةً لنيّته) انتهى
قلت: فكيف يكون التشكيك في ذمته ومحاكمة نيته إن لم يكن هو ذا ؟
أم إنه كما قيل: حبك الشئ يعمي ويصم .. وبغضك الشئ يعمي ويصم!

ثم تقول: (حتى رأينا من أتباعه أشباه عقلاء و”أشواه” لا أسوياء يزيدون حتى على طريقته هو بردّ أي حديث كان في أي مكان كان إذا لم يوافق هواهم ولم يقنع عقولهم الناقصة) انتهى
قلت: قد كان يجدر بي أن أتجاوز هذه العبارة .. لأن الرجل لايؤاخذ بذنب تلامذته الذين ((يزيدون على طريقته))! اللهم إلا عند الحسّاد المتعصبين .. وذلك للزوم المنصفين قولَ الله تعالى: “وألا تزر وازرةٌ وزر أخرى”
إلا أنك يادكتور قد قلت بعدها مباشرةً:
(ومَثَلُهم في ذلك هذا الرجل.) انتهى
فيبدو أن التحامل على عدنان .. وربما الغيرة منه!! مما يفعل بالناس الأفاعيل !!

ثم تقول: (فليس شرًّا محضًا، ولا إبليسًا صرفًا) انتهى
قلت: اللطيف فعلاً .. أن هذه العبارة المتلظية المتشفية! جاءت في باب مدحك للرجل!! فكيف لو كنت تمهد لذمه إذاً؟ وإعلان بغضه؟ والنيل من عرضه؟
أم كان ذلك المدح الذي يخفي إسرافاً شديداً في الذم والظلم .. إلا لحاجة في نفس يعقوب قضاها ؟؟!

أختم يادكتور بقول الشاعر:
إنِّي نشأتُ وحُسَّادِي ذَوُو عَدَدٍ ***** ياذَا المَعَارِجِ لاتُنقِصْ لهُمْ عَدَداً
إن يَحسدُونِي على ما بِي لِمَا بِهِمُ ***** فمثلُ ما بي ممَّا يجلِبُ الحَسَدَا!

اظهر المزيد

حسام الدين عوض

مهندس مصري وكاتب وباحث في الشؤون الإسلامية ، حاصل على بكالريوس الهندسة ، ماجستير إدارة الأعمال ، دبلوم الدراسات العليا في الشريعة الإسلامية
شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى