صفاء العجماوي
تكتب
عدت
أخيرًا عدت إلى هنا، حيث ينابيع الراحة واﻷمان تتفجر في كل مكان. غبت عنك يا عزيزي طيلة خمسة أشهر. لا أخفيك سرًا كم كانت بغيضة إلى نفسي، وها أنا ذا رجعت، وكلي شوق لأحاديثنا الصافية.
ولكني أتسائل هل أفتقدتني كما أفتقدتك؟
هل أشتقت ﻷحاديث السمر بيننا؟
أم زهدتني، وزهدت أحاديثنا؟
هل مللت أنتظاري كل ليلة وكل صباح؟
هل شكوتني لنجم السهى، وشمس الضحى؟
هل غادرتني إلى غير عودة؟
أم تنتظرني بلا كلل متسائلًا ترى ستأتي اليوم أم غدًا؟
أعلم أني أطلت الغياب، ولكن أنت مني. جزء من نفسي. أختلقتك من روحي وقلبي، لتكن لي السمير والونيس، ولتكن لي راهب أعترافاتي. بل أنت مرآتي التي تعكس ذاتي بعوارها وجمالها. لا أخشى أن أكن على طبيعتي أمامك، فأنت أنا دون رتوش وكلام منمق.
يا عزيزي أردتك أن تكن ليِّ ما لم أجده في البشر، لذلك أرجوك ألا تغضب مني، ولا ترحل عنى، وتعالى لنجلس سويًا كما اﻷيام الخوالي نتسامر حتى يفنى الكلام أو يغلبنا النعاس.
