
بقلم الباحثة : أمل حسين
قامت الحضارة المصرية القديمة على العلم والتعليم،عندما نزل المصرى القديم من على الهضاب إلى وادى النيل ،أقام على ضفاف النيل أول حضارة بشمال افريقيا،ولم يقف على ذلك بل طور من نفسه،حتى أقام أركان الدولة بعد أن كانت كل مجموعة من الافراد تعيش لها رئيس خاص بها حتى جاء الملك مينا ووحد الوجه القبلى مع الوجه البحرى تحت قيادته،كل هذا والتطور العلمى لم يتوقف بمصر القديمة،بل كان يزداد يوما بعد يوم،وأكبر شاهد على هذا التطور العلمى ما نراه اليوم من كافة المخلفات المعمارية والفنية وغيرهما مما تركه أجدادنا القدماء… وعلى مر العصور كانت مصر منبع للحركة العلمية بأى عصر من العصور ،حتى بالعصر القبطى ،لما دخلت المسيحية مصر لم يسلم المصريين من الاضطهاد الرومانى بسبب اعتناقهم الديانة المسيحية،،حتى قدمت مصر نصف مليون من أبناءها شهداء من أجل الديانة المسيحية وعرف هذا العصر بعصر الشهداء،ترك المصريين حضارة تشهد على هذا العهد القبطى،تراث معمارى وفنى شاهد على مدى التقدم العلمى الذى أحرزه المصريين حتى وهم يعيشوا بجو الاضطهاد… دخل الإسلام مصر وهى تعيش تحت نيران الاحتلال الرومانى،،وكان المصريين يعانوا من فرض الضرائب الباهظة على المصريين،فخلص المصريين من معانتهم الأليمة،ففتح المصريين قلوبهم وصدورهم للإسلام،وأقام الإسلام أكبر حضارة متكاملة عرفها التاريخ،اشتملت على الأخلاق والقيم والمبادى،،وكان أول كلمة بدأ بها هذا الدين هى (إقرأ)،،أول شئ حث عليه إسلامنا الحنيف العلم،،وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم(العلماء ورثة الأنبياء والعلماء لم يورثُ دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم)صدق رسول الله عليه وسلم…….. الإسلام دين العلم،جعل الإسلام بلدانه قبلة لكل من يريد أن يستزيد من منبع العلم والحضارة،العلم الذى حول أوروبا من العصور المظلمة إلى النهضة والرقى.. الاسلام الذى علم اوروبا كيف تتطهر من النجاسة،بعدما كان يحصد الطاعون نصفهم كل فترة بسبب قلة نظافتهم. تحولت مصر بالأوانة الأخيرة إلى فوضى فى العلم،لما كان الإسلام يسطع بنوره،كان للعلم والعلماء منزلة عليا فى الدولة الإسلامية،الأن يعانى العلماء والعلم من تجاهل،ولم يعد هناك طبقة للمفكرين والمثقفين داخل البلاد،أصبح المعلمين ودكاترة الجامعات الحكومية يعانوا من قلة الأهتمام والرواتب الزاهيدة فى ظل إرتفاع الأسعار بكل شئ،وقل الإبداع والتفوق العلمى والتكنولوجى أصبح للطلاب الاكثر حفظا وليس الأكثر إبداعا وفكرنا وثقافة، ومع تضائل مرتبة العلم والعلماء والادباء والمفكرين والفلاسفة،انعكس أثر ذلك على المجتمع أثر سلبى،فانعدمت التربية والأخلاق داخل المجتمع،وأختفت القيم والمبادى التى تربينا عليها من إحترام الصغير للكبير،وأصبح التكريم لمن لا يستحق التكريم،وكان من الاولى ان يرد الفضل لاصحابه ويتم تكريم من اثروا تاثير ايجابى داخل المجتمع ،وليس لمن ينشروا الإنحلال الأخلاقى داخل المجتمع ،لقد شاهدنا بالفترة الأخيرة جرائم نتيجة التقليد الأعمى للتخلف والجهل الذى يدعى فنا،ويفطر قلبى دما عندما تستخدم كلمة فن على ما نراه اليوم،الكلمة التى تركت بنفوسنا أجمل الذكريات من الفن الهادف والجميل الذى كان يبنى ولا يهدم،ومع الفوضى التى تطل علينا،أصبحنا بالايام الأخيرة ،نحيا بالفوضى الإعلامية ولكن باتجاه الدين ،وأصبحنا نحيا بفوضى بالفتاوى الدينية لدكاترة جامعة الازهر،لمصلحة من هذه الفوضى لا نعلم،لمصلحة من يتم زج إسم مؤسئسة دينية كبرى مثل الأزهر الشريف بهذه الشكل،من يظن أن أزهرنا سيهتز لمثل هذه الحرب فهو واهن،سيظل الأزهر بجامعه وجامعته راسخا بجذور أرضه،وسيظل ينشر العلم،ويحارب الاسفاف والجهل الذى يريد البعض أن يكون جزء من تاريخ هذا البلد،لقد حمى الأزهر مصر والمشرق العربى والعالم الإسلامى قرون طويلة ،وسيظل باقيا لحمايتهم والدفاع عنهم،فاذا كان هناك من يريد إدخال مصرنا عصور الجهل والظلام كما كان يعيش فيها الغرب فهو واهن،لاننا بلاد العلم وقبلة العلماء عبر العصور ،وما سلبه منا البعض سنسترده غدا،واان غدا لناظره لقريب.