أدب و ثقافةروايات و قصص

شيماء 3

هناء مطر

#شيماء

3
وحينما غادروا ظللت أفكر في نظرات محمود تارة اوهم نفسي إنه يعشقني وتارة أخرى أنفي عشقه لي …وظل الشيطان يوسوس لي

في المساء حاولت أن أنام ولكن ظل تفكيري يؤرقني
ولم أستطع النوم في تلك الليلة

حاولت ان أخرس الضجيج بداخلي ولم أستطع
أغلقت الأنوار واستمعت لموسيقى هادئة لعل يغلبني النوم وأنام ولكن نظراته اخترقت قلبي بل روحي وكنت فريسة سهلة للطائر الغرام

في صباح اليوم التالي استيقظت كعادتي في السادسة صباحا وارتديت رداء الرجولة ولكن نسيت ان أزيل طلاء الأظافر وذهبت لعملي

حينما وصلت استقبلني الجميع بالترحيب
كنتي فين إمبارح قلقتينا عليكي ليكي وحشة يابنت الاية هكذا قال الجميع لي إلا محمود حينما رآني ظل صامت

ذهبت إليه وقلت :إزيك يامحمود عامل اية
_تمام الحمد لله ..قالها محمود ولم ينظر لي وشعرت بالخجل منه وظللت انظر لملامحه …هو شاب يصغرني بأربعة أعوام وقريب الشبه من الممثل محمد رمضان ملامحه سمراء وجسده نحيل ويرتدي بنطال جينز رمادي وقميص أسود وقبعة جينز زرقاء

ظل يحمل الحديد الخردة دون مساعدتي وكلما اقتربت منه أبتعد

وانتهى أول يوم دون أى كلام بيننا

وغادر الجميع في الساعة السابعة مساءا وحينما وصلت لمنزلي كنت منهكة جدا ولكن ظلت نظرات محمود في مخيلتي وظل قلبي يدق دقات دقات وكأن دقة من دقاته ذهبت إليه كنت متلهفة على الحب كنت أريد ان أحب مثل باقي الفتيات

في المساء أعددت قهوتي وأطفأت جميع الأنوار ثم استمعت إلى كوكب الشرق أم كلثوم وهي تشدو أ غدا ألقاك ياخوف فؤادي من غدي وسرحت بخيالي وأنا أرتدي ثوب زفافي الأبيض بجوار محمود وهو يرتدي بدلة سمراء ورباط عنق لونه أحمر

وغلبني النوم وحلمت نفس الحلم .. أرتدي ثوب أبيض وحولي أطفالي وفجأة يلتهمهم الذئب ويلوث ثوبي بالدماء أصحو منه متصببة بالعرق واعوذبالله من الشيطان الرجيم وأذهب للمطبخ واشرب كوب ماء واتوضأ وأصلي واقرأ بعض آيات القرآن الكريم وأقول أذكار الصباح

ذهبت لعملي اليوم متلهفة للقاء محمود ولمَ هو يتعامل معي هكذا؟! وماذا حدث؟!

وقبل خروجي من المنزل وضعت حول عنقي سلسلة من الذهب الصيني واخفيتها داخل قميصي

وذهبت لعملي والجميع قال لي :المكان من غيرك كان وحش يابت ياشيماء
وجاء وقت الفطور والجميع جلس ليأكل إلا محمود وحينما انتهينا أعددت الشاي وذهبت به إليه ورفضه

قلت له:في أية انت متغير معايا كده لية ماتقول حصل اية؟
_بصى يابنت الناس انا محبش أدخل في حياة حد ولا خصوصياته بس مش مرتاحلك من يوم غيابك وحاطة مونكير في إيدك ولابسة سلسلة انهاردة

=أية ده هي السلسة ظاهرة؟!
_أيوة ظاهرة أمال اية

وضعت يدي حول عنقي أتحسس السلسلة وبداخلي فرحة عارمة
أشعر بحب محمود تارة أصدقه وتارة أكذب نفسي… فوقي ياشيماء محمود أصغر منك وهيبصلك على أية ؟!

وأنتظرت مغادرة الجميع كي أتحدث مع محمود ولاحظ ذلك عم مدبولي
_أية ياشيماء مش مروحة ولا أية
=لا ياعم مدبولي هخلص كام حاجة كده وهنمشي أنا ومحمود هيوصلني في طريقه

وبالفعل غادر الجميع وظللت أنا ومحمود وحدنا

أية مش ناوي تقول في أية؟
=قولتلك مفيش حاجة
_لا في قول
=من الآخر كده أنا كنت شايفك بت رجولة ومجدع ومالكيش في شغل البنات المايصة بت يعتمد عليها انما ملاحظ مونكير وسلسلة في أية يا شيماء
_وهو أنا مش من حقي أعمل زي البنات؟
=وتعملي زيهم لية ومن أمتى بتفكري في كده
_غريبة يامحمود أنتم الرجالة بتحبوا البنت اللى بتهتم بنفسها وتدلع وتلبس حلو وتعمل ميكياج وتلبس ضيق صح؟!
=مين فهمك كده أنتي ست البنات كده
لم أشعر بقلبي كاد يتوقف من فرحتي

وأعترف محمود بحبه لي

لم أصدق ما سمعته منه ولكن تملكني الشك

لِمَ يعشقني؟!..لست جميلة والجميع يقتل أنوثتي لِمَ أحبني محمود؟!

واتصلت به هاتفيا وقلت له :من الآخر أنا مش مصدقاك إشمعنى أنا يامحمود
قال:وهو الحب فيه إشمعنى ياشيماء؟
_أيوة أنا لا جميلة ولا صغيرة حبتني لية
=أنا ياستي شايفك أجمل البنات وهتجوزك أية رأيك بقا
شعرت بالخجل وساد الصمت لحظات ثم قلت له :محدش هيوافق من أهلك أنا أكبر منك
_مالكيش دعوة هقنعهم أنا ..بس أنتي وافقي

وبالفعل تزوجنا وكان الشاهد على عقد زفافي عم مدبولي فهو بمثابة والدي بل هو كل أهلي
وليلة الزفاف أرتديت ثوب زفافي الأبيض جعلت و الجميع يشد أذني شعرت أنني أحلم وتمنيت ألا أصحو من حلمي هذا

وجاء محمود بسيارات كثيرة لزفافي ومزينة بالورود كي يأخذني إلي بيت الزوجية وياليته لم يأت لي

دخلت غرفة النوم كي استبدل ملابسي ودخل خلفي محمود
شعرت بالخجل منه وطلبت منه أن يخرج خارج الغرفة ولكنه ظل يداعب جسدي لا أعلم لِمَ انقبض قلبي ؟!شعرت بشيء سيحدث لي

أرتديت قميص أبيض حرير طويل مكشوف الصدر ووضعت فوق كتفي غطاء خفيف لا يستر شيء وحينما جاءني محمود جلست وكلما حاول الاقتراب مني ينقبض قلبي لا أعلم لِمَ؟!

ظل ينظر لي ويضحك ضحكة غريبة لم أفهمها كنت أحدث نفسي قائلة:يمكن شرب كتير ولا حد من أصحابه شربه حاجة
وحينما اقترب مني كانت الكارثة واكتشفت إنه من قوم لوط
محمود أنت شاذ؟!!
هههههههههههه هكذا ضحك محمود
أنت صدقت نفسك إنك بنت ولا أية؟!
=أنت مجنون أنا مش موافقة على اللى بتعمله ده
_بص أنا هناديك سيد عشان نتكلم رجل لرجل
=أنت مجنون أنا بنت واسمي شيماء
_إحنا هنضحك على بعض ولا أية أنت سيد
=أنت شارب ومجنون
_بصي أنتي هتعملي كل اللى هاقولك عليك وإلا هفضحك وأقول عليك كلام كتير وأنتي عارفة الوكالة والشارع وكله هيتكلم عليك ازاي ثم أنتي فرصة عشان محدش يشك إني شاذ اديني اتجوزت بنت زى مالكل فاكر إنما أنا عارف حقيقتك وهتعملي اللى هاقول عليه

وقيدني واغتصبني اغتصاب رجل لرجل وكنت أصرخ وبداخلي يموت

وحينما أنتهى توجه للمطبخ وشرب كوب ماء وعصير ثم نام

ظللت أبكي طوال الليل وأفكر في حياتي مع هذا الحيوان

لم أشعر سوى إنني أرتديت ثوب زفافي مرة أخرى ونظرت لنفسي في المرآة ولملمت شعري للخلف ومسحت أثار الكحل من على وجهي وابتسمت لنفسي في المرآة أنا فتاة واسمي شيماء

توجهت للمطبخ وأخرجت الساطور ومزقت جسده وقطعت عنقه وتلوث ثوب زفافي بالدماء

اظهر المزيد

نهاد كراره

نهاد كراره محاسبة وكاتبة مصرية صدر لها كتب مشتركة مثل بوح الصحبة و قطرات مطر وكتب فردية نيسان الوجع مدن الفراشات الدمشوري وآخر حدود الحلم نشرة العديد من المقالات علي المواقع الالكترونية المختلفة كموقع قل مقالات اجتماعية وبعض القصائد العمودية والعامية علي المواقع الأخرى صدر لها عدد من القصص في جرائد مختلفة منها صوت الشعب و جريدة القصة وغيرها عضو مجلس إدارة لموقع الصحبة نيوز مدير تنفيذي لدار الصحبة الثقافية للنشررالإلكتروني
شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى