هناء مطر
#شيماء
1
فتاة في عقدي الثالث …سمراء أرتدي دوما بنطال جينز أزرق وقميص رمادي وقبعة سوداء…لا أرتدي في أذني أقراط…لا أضع مساحيق التجميل وربما لا أعرف كيف أضعها على وجهي مثل باقي النساء …عيوني لوزية وإبتسامتي إبتسامة أطفال…صوتي نوعا ما غليظ وحاد ،هكذا خلقني الله …ملامحي قريبة إلى الملامح الذكورية ،للوهلة الأولى تشعر إنني لا أنتمي لعالم النساء…أحمل على أكتافي أطنان من الحديد …لست لاعبة في الأولمبياد وإنما فتاة تعمل في وكالة لبيع الحديد المستعمل (الخردة)….أعمل وسط مجموعة من الرجال …استيقظ في السادسة صباحا ولا أنظر في المرآة ..أرتدي ملابسي الرجالي وأخفي شعري تحت القبعة ثم أخرج للعمل كما عودتني أمي منذ كنت في العاشرة من عمري…حينما أصل أضحك مع الجميع وكأنهم أشقاء لي… أفطر معهم وكأنهم عائلتي بل هم حقا عائلتي الوحيدة الآن ….الجميع يتعامل معي على إنني رجلا ولا مجال للمشاعر ، لا مجال لأظهار الأنوثة وربما دفنت أنوثتي معهم تحت الأنقاض …أتذكر حينما باغتتني آلام الطمث بينهم كنت في الخامسة عشر من عمري وقال لي أحدهم :ماهذه الدماء؟!….أنتهي من عملي في تمام الساعة السابعة مساءا وأعود لمنزلي منهكة الجسد ….أخلع رداء الرجولة وأرتدي ثوب وردي حرير ناعم كنعومة أوراق الزهور في الصباح…أشاهد نجمي المفضل شاروخان كل مساء …أتحسس مفاتن جسدي كي أشعر إنني مازلت أنثى ،فجسدي الوحيد الذي مازال يربطني فقط بعالم النساء….أحتسي قهوتي أمام التلفاز…أنظر لصور معلقة على جدران غرفتي…صور نجمي المفضل وصور أطفال كم تمنيت أن أنجب مثلهم ولكنني سأظل للأبد عذراء….من سيتزوج من فتاة لا تنتمي لعالم النساء؟!…الرجال يعشقون الجميلات…يعشقون من تتلوى بجسدها أمامهم وصوتها ناعم وضحكتها تطرب الأذان….من تتفنن في وضع مساحيق التجميل على وجهها …. دوما أريد أن أصرخ بأعلى صوت في وجه العالم أجمع وأقول :أنا فتاة وأنثى وطفلة واسمي شيماء …مشاعري مشاعر إمرأة ولا أريد التخلي عن جسدي لن أتحول جنسيا…أنا حقا فتاة….لا أريد التخلى عن أنوثتي ولست رجلا يعيش في جسد فتاة….أنا حقا فتاة
أحيانا أشعر إنني فقدت عقلي حينما أمسك دميتي كل ليلة وأحاول أن أرضعها من صدري…أمومتي تقتلني ثم أستغفر ربي وأنام
وفي أحلامي أرتدي دوما ثوب أبيض وأطفالي تلعب من حولي ولكن فجأة يلتهمهم ذئب ويتلوث ثوبي بالدماء ثم أفتح عيني على صوت الآذان الله أكبر الله أكبر الله أكبر حي على الصلاة
أتوضأ وأصلي وأبكي في الصلاة …خلقتني يالله فتاة ولست رجلا مسجون في جسد فتاة.
بتبع
#شيماء
هناء مطر
