شد الحبـــل

شد الحبـــل

*في البداية أطرح تساؤل*

لماذا “الطرف الآخر” في أي علاقة يظل في حالة شد الحبل لكي يقع من يمسك بـــ الطرف الآخر من حبل العلاقة..؟

أو
ينقطع الحبل فـــ تنتهي العلاقة..؟

كنا صغاراً عندما عشقنا لعبة شـــد الحبل كان يملئ فكرنا الفوز بـــ تلك اللعبة.. فـــ كان إلزامنا علينا أن يقع قائد الفريق الأخ ـــر.. هكذا كنا نعتقد أن شـــد الحبل لعبة
كـــان
الجميع يمارس تلك اللعبة في الرحلات والمسابقات وهم في حالة مــرح شديد

أصبـــح
الجميع يمارس تلك اللعبة في العلاقات وهم في حالة من العنف والعــدوانية.. و الإصرار على الخسارة…

لعبة شد الحبل تتكون من فرقتين وكل فرقة يفصل بينهما خط مستقيم ويقف الفريقان في صفين متقابلين يتقدمهم الأكثر تمكنا من حيث القوة والخبرة، والبقية يقفون خلفه، يمسك كل منهم بخصر اللاعب الذي أمامه، ثم يبدأ القادة بتلامس أطراف الأيدي مرة تلو الأخرى حتى يتمكن أحدهم من مسك يـــد منافسه بقوة.
ويبدأ الفريقان بالشد والجذب، وتتصاعد وتيرة المنافسة تدريجياً إلى أن تصل لذروتها، والفريق الفائز من يرغم خصمه على تجاوز الخط.

* في أوائل إدراكنا للـــ حياة كنا نظن أنها لعبة.. ومع مرور الوقت وتعاقب السنين وتخطي مراحل كثيرة..اصطدمنا بــ واقع مرير…
هي ليست بـــ لعبة هي اسلـــوب ضغط يُمارس بيـــن البشـــر وفي كل مكان..
إن
التحمل المستمر للآخر بل عليك التوازن لكي تحافظ على تــوازن الفريق حتي لا تقع وبــ التبعية يحدث الوقوع ثم اللوم من الفريق.
تجعلنا في حاله شد مستمــر ..إن الحياة
السوية تتطلب قليل من أَرخِ الحبل.
إن الصـــدق.. والطيبة التي تجعلنا نخطئ في الحُكم علي البشـــر تجعلك دائم اليقظة ومستعد لـــ شد الحبل حتى لا يخسر فريقك..
* الفريـــق هنا ليس أشخاصاً عاديين فحسب بل هم … الكنـــز الثمين..هـــم
القلب .. الروح .. الأحاسيس .. المشاعر
فأنت القائد مطالب منك الحفاظ على فريق غالي .. فأصبحت في حالة أَرخِ الحبل..

الجميـــع ملائكة … الجميـــع وعاظ ..
الجميـــع مُتدين … الجميـــع مثقف..
هي رسالة يحاولون المحيطين توصيلها لك.

فأنت عليك أن تختار …إما شد الحبل… والنتائج ربما الفوز أو الربــح المؤقت

و إما أَرخِ الحبل ..والنتائج ربما خسارة..
خيبة الأمل … والخذلان …

في النهاية..
يجب التفريق بين شد الحبل عندما كنا صغاراً نَلهو متحمسين،مُصرين على الفوز

وشد الحبل في الحياة … في العلاقات.. نحن كبار واللهو يعني خســـارة فادحة

أعتقد أننا جميعاً ندرك أهمية الترابـــط.
و
أظن أننا جميعاً نسعى لاستمرار العلاقات

إحذروا

علاقتنا تتهاوى متجهة إلى الحضيض .

بقلم الكاتبة/ منال سناء