مقالات الرأى

شجرة عيد الميلاد

بقلم الكاتبة : منال سناء

” شجرة عيد الميلاد”

بقلم الكاتبة /منال سناء

قررت…هذا العام وبإصرار شديد شراء شجرة عيد الميلاد…

وصلت إلى هذا المكان الكبير؛ و تجولت ووقع نظري على الشجرة؛ فوقعت في غرامها…داخلي رغبة قوية … لامتلاك شجرة خضراء… اكتب فوق أوراقها
❤ أحلامي… أمنياتي… آمالي…❤
هل هذا… خطأ … هل هذا عيب… هل هذا لا يجوز …
إن اقتناء تلك الشجرة يزرع سعادة بداخلي… ربما سعادة ذكريات أيام الطفولة.. يجوز رغبة استرجاع احساس نقي ممزوج ب متعة.. سرحت في ..
لو رجعت و بيدي هذه الشجرة،وجلست أمامها فمعها أسترجع أُناس كانوا هنا يومًا ما إلتفوا بالحب حولها، وضعوا ملصقات الأماني و الأحلام فوق أوراقها.
إنه العودة إلى الحنين بل الاشتياق له.
وقفت أنظر لها وتذكرت أيام فات عليها زمن بعيدا… فتشت في أوراق ذاكرتي
وكانت المفاجأة… طالت مدة التفتيش
وحدثت نفسي… معقول أهذا فعلا كان أخر عام الاحتفال بقدوم عام جديد!!!؟
و تسرب داخلى شعور جميل وتجسد أمامي مشهد فرحة أولادي عندما يجدون تلك الشجرة التي شاهدوا صوري أمامها وسط عائلتي أعوام.. و أعوام.. لطالما حكيت،استمعوا حكايتي معها وعنها.. ووسط هذا المشهد المحسوس.
جاء صوت بكاء طفل قطع حبل افكاري؛وشرودِ وسط ذكرياتي.
يبكي غاضباً…ليس من العادة التركيز مع الآخرين من حولى في أي مكان عام.لكن كلمة من الأم اخترقت آذاني؛كلمةصادمة
قالتها: للطفل الذي يملك السبع أعوام
…حرام …حرام … حرام.
بالطبع لم أفهم أو بمعنى أدق لا يخصني
لكن بكاء الطفل كأنه اعتراض…. تنفيس
شعرت بخوف سيطر على عقلي فأوقف فعل الفهم…
التفت إليهم وجدت طفل صغير يرتدي ملابس شخصية ” بابا … نويل ..” .
أهكذا … نعيش حالة انفصال..حياة شائع فيها الحقيقة شىء؛والعمل بالحقائق شىء أخر.
اشتريت الشجرة؛ وخرجت وأنا في حالة
ليس لها تفسير منطقى….وقفت اضع الشجرة داخل السيارة وإذ بتلك السيدة وابنها منتظرين أمام سيارتى؛ بالطبع فهمت الأنتظار من أجلي… وبدون مقدمة داهمتني بالقول ما تفعليه حرام …واظن انك مسلمة…فانتى بذلك تغضبي الله؛كان كلامها طلقات نارية خارجة من فهم لا يعى أي شىء…
وفجأة..اندهشت ثم سكتت؛ وكأن لسان حالها ما كل هذا البرود…نظرت لها؛وقلت برغم أنه لا شأن لكِ بى؛ وأنت لست بالواصى على أفعالي.. وايضا لن تفهمي لو قلت مجلدات.. ولن يتغير فكرك..
ومع ذلك… سأقف وأتحدث معك؛ وربي يسامحنى على اهدار وقتِ معك..
الحمد الله…. الحمدالله …. الحمدالله
“أنا إنسانة مُسلمة، ومُسالمة …عاقلة، و حرة…أُمارس طقوس ديني؛ واعلم من ديني..الصحيح منه..فلست مُغيبة…
ونعم اشتريت” شجرة الميلاد ” وأحتفل مع عائلتي؛ وقبل أن أُكمل باقي حديثي
وفجأة قفز ابنها وقال: مامي هي زينا واشترت الشجرة أنا كمان عايز واحدة زي اصحابي …
نظرت لها وهو يتكلم يكاد تريد حرقه؛ فالتفت لها.. وشعرت أنها غاضبة؛ و بدأ التشتت واضح على ملامح الوجه فشعرت أنها الفرصة… داهمتها بالسؤال وتعمدت احراجها لماذا يرتدي طفلك تلك الملابس” استغفر…. الله ” وضحكت_ عفوا_ الضحك ليس سخرية ولا استهزاء
أليس هذا رداء” سانتا….كلوس “سامحها يارب..شعرت بلهجة السخرية…فقالت: إنها المدرسة تحتفل”بالعام الجديد” وطلبوا منا ملابس تلك الشخصية
وظلت تتكلم…وتتكلم…في ظاهر الأمر أني متابع جيد لها…ولكن حقيقة الأمر سائحة في الغد خائفة منه…
أهذه و الكثيرات منها أمهات ينشأ تحت أفكارهم أطفال… غدا شباب يجب أن تكون مقاليد البلاد بيده..
كيف هذا…!!!!! أطفال يعيشون حالات فِصام … انفصال … تذبذب فكري..نفسي
وختمت كلامي… وقفتي… بالآتي:
طالما هذه قناعات داخلية، و راسخة لماذا وضعتِ ابنك وسط هؤلاء” معشر الناس” المختلفين عنك… ويظل ابنك الصغير يعيش صراع غير مفهوم وأيضا غير مبرر…
انك تفرزِ لنا طفل معقد… مريض… تائهة
وركبت السيارة.. عائدة ومعي”الشجرة” وذكريات أعوامِ مع أمي؛ نصائح استقبال
? بــــــــداية عـــــــام جديــــــــد?
كانت تمنحني رؤية أبدأ بها…ابنتي عام جديد يعني بداية جديدة” الشكر…الحمد
بداية بالعطاء،التسامح والمحبة؛ بالصفاء
الوفاء، والإخاء…..”
تعلمت من”أمي العزيزة” عندما أحدد أمنيات العام الجديد، يجب أن أعرف لماذا أريد هذه الأمنيات، اختيار أهم أحلامي…ووضع خطة كيفية تحقيقها خلال العام، وضع برنامج زمني حتى لا أُرحل أمنياتي إلى العام القادم.
تذكرت رحلتي وأخواتي مع ” أمي.. و الشجرة.. و احتفالاً.. و أمنــياتنا للعـام الجديـد”.
وضعت الشجرة… جلست انتظر وصول أولادي… لنبدأ الاحتفال..بدأت في عمل كعكة…البهجة، والتفاؤل…
وصل أولادي..وجدوا المفاجأة…
و جلس الجميع.. وبدأت فقلت: أولادي
المتفائل يرى في العام الجديد صفحة بيضاء جديدة نكتب عليها أمنياتنا والمتشائم يرى فيه صفحة من العمر إنطوت…لكل منا طريقته ليبدأ العام الجديد… منا من يضع أحلاماً جديدة، و منا يضع تطويرًا لأحلامه التي حقق الكثير منها ولا يزال لديه أحلاماً لم تتحقق بعد ..و يضع كل منا ورقة منقوش داخلها “نصيحة للعام الجديد…. عادة سيئة تخلص منها..صفة جديدة اكتسابها… اسم شخص أثر سلباً أو إيجاباً… نختار شخصية العام ” نجم”
عام رحل ماذا أضاف….” وفي ليلة رأس السنة نجلس كلنا حول الشجرة ونفتح
الأوراق .. و نستمتع بجو عائلي دافئ يدعو للبهجة والفرح ومتعة تبادل الهدايا
أهذا… جائز … أهذا فيه خروج … أهذا تشبه … أهذا بدعة …
إن كانت الاجابة بنعم… لك كامل الحُرية ولي كامل الحرية..
* كل عام ونحن جميعًا بخير… نعيش في خير… متمنين الخير… متفقين… متجمعين على الخير *

اظهر المزيد
شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى