
و كان يحكي لصديقهُ عنها ، عن نبرة صوتها الجذابة و عذب كلماتها التي تتناثر من ثغرها الصغير ذو الشفتان الممتلئتان ، و عن نظراتها الساحرة المنبعثة من مقلتان يؤثران القلب و الفؤاد بالحنية و الدلال و الجاذبية معاً ، و الأهداب التي كلما تحركت جرحت جزءا ً من قلبه و طَيَبتهُ في آن واحد،و ماء عيونها الحائر بين الجفون ببريق كلمعة الماس تحت ضوء القمر ، و شعرها الذهبي المُمَوَج و كأنها الشمس كلما تَجَلت ، بيضاء كالمرمر تؤثر الناظرين بخصرها النحيف و عودها الغّض الرَيّان ،، لها حديثٌ لا يُمَل منه لديها الكثير لتقوله و الكثير من التركيز لتسمع ما يقال ، تعرف متي تتحدث و متي تصمت و تمتص و تحتوي ، فللحديث معها مُتعة يرغبها العقل قبل القلب
كان يحكي له عن عقلها الراجح و أنوثتها الطاغية فكانت تعرف كيف تدلل الرجل و تشعره برجولته الكاملة و كيف تحتوي أزماته و عثراته فتكون له الأم و الصديقة و الحبيبة معاً
فأحبها صديقه دون أن يدري ..
نهي عتمان