
ماذا حدث عندما كانت على الجسرِ وانهمرَ المطرُ فجأةً وأصبحتْ حينها مبتلة الروح والجسد ..
ذلك الجسر الذي شهِدَ حماقاتِ الماضي والعبث بمشاعرها البلهاء،
ما من أحدٍ يستطيع أن يوقف دموعها الآن أو أن ينتشلها من مياه الذكرى الراكدة ..
ظلت تهرول يمينًا ويسارًا وفي النهاية صرختْ صرخة مكتومة لم يسمعْها أحد ..
ثم تذكرتْ المطر وأن لا أحد هنا ليسمعها، فصرختْ بصوتٍ أعلى ثم أعلى حتى فرغتْ وعادت بنبضٍ خالٍ من الوجع فما كان إلا أنها ذهبت للحياة خاليةً من الأحزان لتمتلئ مرة أخرى بها ..
وكأنها خُلقَتْ ككأسٍ للحزن ولكل عام لها ألم مختلف،
أمازالت على الجسر تهذي به أم نزعت رداء الذكريات وخرجت عاريةً منها؟!..
فعندما انغمس قلبُها بك يا آدم قامرتْ بسعادتِها وخسرت كل شيئٍ،
هكذا هي سيدة الحزن أصبحت وهكذا أنت مازلتُ مُفعمًا بالحياة!