أدب و ثقافةروايات و قصص

سؤال الجزء التاسع

أشرف توفيق

تقديم
( الكاتب لا أسرار له لأنه بالأصل يكتب أسراره )
الشاعر ممدوح عدوان

الحلقة التاسعة
أشرف مصطفى توفيق

17
تقول: أحياناً..
أحتاج أن أخسَرك..كى أكسب قلمى
غادر قلبي واسكن فى كُتبى
فلنضحى معاً
من أجل خرافةٍ أكتبها لك
دعنى أَشتهيك ولا أنولكٌ
أستحضرك..ولا تحضر
فهل يهزم قلمى،جبروت الحنين؟!

وجدت على الصفحة الاولى، أهداءاً محايداً:
[ إلى من زور قصة (شهرزاد) لصالح شهريار.آى شهريار؟! ]..
انها تنوه للخلاف التاريخى بيننا حول مإذا كانت شهرزاد عذراء أم ثيب؟! فقد وجدنا هذا المعنى في الصفحة الأولى من “ألف ليلة وليلة” أنه بسبب الخيانة الزوجية ..خيانة زوجة الملك “شهريار”، أو زوجة ” أخيه الملك شاه زمان” أٌلف ولا يدري أحد من أَلف..رواية أو قصة أو ملحمة (ألف ليلة و ليلة) فالملك شهريار اشتاق لأخيه الأصغر شاه زمان،واستعد للرحيل وفي آخر لحظة تذكر شيئاً،وكان لابد أن يتذكر هذا الشيء ؟!وعاد إلى القصر ليجد زوجته بين ذراعي خادم زنجي!! فقتل الاثنين..لم يتوقف ليسأل لماذا؟!وانما مضى فى سفره لبلد أخيه ليجد عند أخيه نفس ماعنده العار والخيانة..وأستمرينا مع الصفحات الأولى من “الألف ليلة وليلة”:سافر الأخ حزيناً إلى أخيه فوجد الثاني يستعد لرحله صيد ولكن شهريار لتعبه من السفر أعتذرعنها،وتصادف أن نظر”شهريار”من نافذة أخيه الأصغر بعد خروجه للصيد،وكانت صدمة، وجد زوجة أخيه ومعها عشرة من الخدم الزنوج يتبادلون عناقها جميعاً..أن مصيبته هو أهون! فزوجته كانت فى حضن عبدا واحد؟ ..ومن هذا الهوان والخيبة سافر الأخوان بلاد الله لخلق الله ليريا إن كان هذا ماتفعله النساء مع كل الرجال أو أن هذا هو حالهما فقط؟ ..
ففى بداية “الألف ليلة وليلة ” كان الحب والخيانة فى قنينة واحدة.بل قبل بداية الف ليلة، وقبل أن تفتح شهرزاد فمها،كانت خيانة الزوجات وعبر عن ذلك فى الليالى: “وإذا بباب القصر قد فتح وخرجت منه عشرون جارية وعشرون عبدًا وامرأة أخيه تمشي بينهم وهي غاية في الحسن والجمال حتى وصلوا إلى فسقية وخلعوا ثيابهم وجلسوا مع بعضهم وإذا بامرأة الملك قالت: يا مسعود فجاءها عبد أسود فعانقها وعانقته وواقعها وكذلك باقي العبيد فعلوا بالجواري ولم يزالوا في بوس وعناق ونحو ذلك حتى ولى النهار”…
أحببنا الليالى، وتأولنا النص، فسرناه جريا وراء رغبتنا.بين رغبة من يقترب ورغبة من يفلت. وأصابتنا لعنة الليلة الواحدة بعد الألف؟! هى ترفضها وأنا اقول بوجودها،هى تراها موضوعة على الأصل،وأنا اراها من الأصل.
تفتح الليالى وتقرأ :(( صار شهريار يتزوج كل يوم بكرا ويقتلها ولم يزل على ذلك حتى لم يبق ببلدته فتاة،وخرج وزيره يفتش فلم يجد بنتا،فأصبح مقهورا،خائفا، وبخاصة أنه له بنتان ذاتا حسن وجمال، الكبيرة “شهرزاد” والصغيرة “دنيازاد” وكان البنتان قد سمعا بالطبع حكاية الملك شهريار فقررت الكبرى أن تتزوجه فإما تعيش،أو تكون فداء لبنات المسلمين؟! وأوصت أختها إذا توجهت للملك أن تبقى معها وقبل أن يقضى منها حاجة، تقول:أختى حدثينا حديثا غربيا،نقطع به السهر ونسلى مولانا.وسيكون فى حديثى الخلاص إن شاء الله. ونجح الأختان فيما أتفقا،أذن الملك شهريار لشهرزاد أن تحك وتقص ويتكررالأمر،ففى كل ليلة تأت “دنيازاد” وتقول ياأختى اتمى لنا حديث أمس،ويأذن الملك شهريار،ويسمع الحكايات((.
وهكذا ألف ليلة.وليلة. وتقلب اللعبة عند سامية وتحولها لأسلوب حياة لنظرية؟! وهكذا وصلت سامية لنظرية عذرية شهرزاد – فالحكايات المستمرة،وبقاء “دنيا زاد” معها فى الليالى،منع شهريار أن يقضى منها وطره،فمرة تقول دنيا زاد لها : اتمى حكاية التاجر والجنى. ومرة تقول لها: احكى رحلة سندباد الثالثة؟ ..وفى كل مرة ترد شهرزاد :حبا وكرامة إن أذن لى الملك,فيقول شهريار:احكى ياشهرزاد..ويتكرر ذلك كل ليلة ولألف ليلة..- ولكن سامية تنسى أنها ألف ليلة وليلة وليلة.. وليس ألف ليلة فقط..؟! وكانت مشكلتنا فى”الليلة الواحدة بعد الألف” حاولت اعالجها بها ولكن اللعبة صارت حقيقة كذبة حقيقية وحقيقة كاذبة. ففى الليلة الأخيرة فى نهاية القصة قدمت شهرزاد للملك شهريار ثلاثة أولاد: واحد يمشى وواحد يحبى، ورضيع؟! وتمنت عليه أن يعتقها من القتل من أجل اولادهم!! والغريب فى نهاية الليالى أن شهريار لم يفاجىء ولم بغضب بل عفى وصفح، وتاب عن قتل البنات!..
وقلت لها: ياستى شهرزاد عذراء .. بأمارة ماذا؟!
وقالت سامية:كل الطبعات مزورة..”منقحة ومهذبة”،آتى لى بطبعة “مطبعة بولاق” التى استمرت (1943- 1980) لقد ادخلوا على الليلة 1001 العفاف المصتنع وفيها كتبوا: (ذهب الملك شهريار إلى حريمه وجواريه، ثم دخل بعدها على شهرزاد) فقالت “سهير القلماوى – تلميذة طه حسين- ” هل لشهريار حريم غير شهرزاد؟ وكيف لم يقتلهن مسرور السياف؟! هل لشهريار جوارى؟! إذن إين ثورته للقتل الدموى؟ وصاحت معترضة: انها ليلة موضوعه، ومزورة، ومنتحلة،لأن ذلك يسقط الخط الدرامى والعمود الفقرى للحكايات التى تحكيها شهرزاد بدافع الدفاع الشرعى عن نفسها ضد القتل.ثم اعلنت انها غير موجودة فى نسخة بولاق التى استخدمتها لرسالة الدكتوراة عن الف ليلة؟
ويقال أنه منذ ذلك الوقت، والجميع يبحث عن طبعة بولاق لألف ليلة،لأنها الكتاب الاصلى للليالى،فالحب فيها بلا عفاف والأنس والجن يتناكحون! والسهر والمجون..والسحر والسحرة فقد تقدم المتعصبون الإسلاميون بصوت مرتفع وإدعاء غريب ينادى بالاخلاق ضد الكتاب؟ وعن طريق عدة دعاوى ضد “حسين صبيح” صاحب مطبعة بولاق ،اعتبرت “الف ليلة وليلة “كتاب إباحى “بورنو”..وتم مصادرة كل نسخه،وسارع الأمن بجمع النسخ ليس فقط من مخازن مطبعة بولاق ،بل من كل المكتبات ،وفوق المصادرة حكمت المحكمة بغرامة مالية 500 جنية ضد “حسين صبيح” صاحب مطبعة بولاق..وظل الكتاب ممنوع من السبعينات حتى تحرك المحامى المثقف محمد العسكرى فى 86 ليحصل على حكم نهائى باعتبار الليالى ( كتاب تراثى ،يجب الحفاظ عليه) ولكن الليالى عادت فى طبعات انيقة مقسمة ل4 اجزاء ومكتوب عليها جهارا نهارا “منقحة ومهذبة” وكأن الطبعة الأصلية قليلة التربية والآدب
18
اترك الرواية وأنتبه لما يجرى فى المؤتمر أنهم يناقشون موضوع جلل، وعظيم (الإجهاض) اتذكر في بداية جلسات مؤتمر القاهرة 94 للسكان وقفت السيدةجروهارلم بروندتلاند،رئيس وزراء النرويج، وفجرت مشكلة أخلاقية دينية، حينما قالت: أنها مع الإجهاض وأن الإجهاض غير الآمن مشكلة حميمة خطيرة في العالم.ولا ينبغي لمؤتمر مهم مثل مؤتمر القاهرة أن يوافق على أن تخاطر النساء بحياتهن وصحتهن،وأننا علينا ألا نكون كالنعامة ونضع رؤوسنا في الرمال فالإجهاض حق المرأة والأسرة، وإذا لم نجعله آمنًا؛ فإننا نجعل المشكلة مضاعفة، فبدلًا من التضحية بجنين غير مرغوب،سنضحي بامرأة،وأم لأسرة!!
وانقلبت الدنيا فوق رأس (بروندتلاند) فما قالته خطير، لأنها لا ترى في قتل الجنين بالإجهاض قتل نفس بغير ذنب، وهي ترى أن المرأة حرة في جسدها ونتاج جسدها وهو الجنين،ثم أن هذا الكلام ليس صادرًا من بعض السكارى أو المدمنين للمخدرات،ولكنه موقف وكلام رئيس وزراء دولة محترمة!! وقال الأزهر وقتها (لا) وقال البابا ايضا (لا)..وفي اليوم التالي عادت نفس السيدة لتقول أن وكالة رويتر لم تفهم كلمتها في المؤتمر أنها ضد الإجهاض كوسيلة من وسائل تنظيم الأسرة وضد الإجهاض الإجباري، ولكنها مع الإجهاض الآمن؟! وتركت المؤتمر بعد ذلك وقد حولته إلى مؤتمر حول (الإجهاض) محرم أو غير محرم؟..ثم ما هو هذا الإجهاض الآمن؟! وما معناه؟ ومتى نسمح به؟! ومنذ ذلك الوقت والمنظمات غير الحكومية الأجنبية، وبعضها عربي أيضًا،مستعدة للمعركة.وبدأت المبارزة فمثلًا (منظمة الحق في الحياة) أستراليا:كان شعارها طفلة موضوعة في إناء ومكتوب تحت صورتها (اقتلها الآن فتلك جريمة قتل، واقتلها قبل الآن فذلك إجهاض) والمعنى أن الإجهاض جريمة قتل مكانه قانون العقوبات.أما(منظمة ماري ستوبس) الأمريكية فشعارها “من حقك أن تختار أولادك،جنين غير مرغوب فيه جحيم لا يطاق،والمعنى أن الإجهاض ليس جريمة وإنما حق من حقوق المرأة التي ستربي هذا الجنين!!
وفى مؤتمر تجديد الخطاب الدينى، عادوا للموضوع. وظهرت ثلاثة نظريات طويلة عريضة نظرية الإجهاض الاحتياطي: تأخذ بهذه النظرية 145دولة تسمح بالإجهاض الاحتياطي،منها : العراق والبرازيل والدانمرك وإنجلترا؛ففي الدانمرك يجيز القانون للمرأة أن تقرر عدم استمرار حملها إذا بلغت الثامنة والثلاثين،وكذلك للمرأة أن تجري عملية إجهاض إذا كانت أنجبت أربعة أطفال لا يزالون على قيد الحياة ودون الثامنة عشرة، وفي إنجلترا يجوز للمرأة الإجهاض حرصا على صحتها.وتقوم النظرية على أساس أنه لا يمنع الإجهاض مطلقًا، وإنما يقبل احتياطيًا دون تحديد الحالات التي يقبل فيها لأنها لا نهائية وتكون محلًا للنظر والتقويم وعرفوا هذه الحالات بأنها (حالات الابن غير المرغوب فيه من أمه) مثل حالات:الاغتصاب،عدم معرفة الأب،تجربة المراهقة الأولى،الجنس بالاضطهاد في حالات الحروب والغزو العسكري. وفي هذه الحالات لا بد أن يتم الإجهاض في مستشفى مجهز لذلك وتحت إشراف طبي غير سرى لضمان سلامة المرأة وعدم تعرضها للخطر أو الابتزاز، وقدموا عدة إحصائيات لتأكيد نظريتهم 73% من المراهقين في البرازيل مارسوا الجنس في سن 17 فماذا نفعل بأطفال هؤلاء الأطفال؟! 2000 طفلا لقيطا يعثر عليهم في شوارع المغرب سنويًا، 30% من المنتحرات في العالم كن حوامل !!”واعتمد هذا الرأي على عدة نظريات قانونية وفلسفية :
– نظرية حق الإنسان في جسده وأنه حر حرية مطلقة
– نظرية حق الإنسان في التخلص من الاضطهاد وهو ما يحدث في حالة الحمل من اغتصاب – نظرية حق المرأة في حملها أن تتخلص أو تبقي عليه.
ونظرية ثانية هى نظرية الحق المطلق في الإجهاض:تأخذ بهذه الطريقة 41 دولة تسمح بالإجهاض المطلق بمجرد طلب الأم، منها: تونس- يوغوسلافيا- أمريكا (آخر ولاية أمريكية سمحت بذلك “نيوأورليانز” التي قررت محكمتها العليا في شهر سبتمبر 1975 أن يصبح من حق الإناث إجهاض أنفسهن دون موافقة الزوج أو الوالدين (لغير المتزوجين)والسؤال الذي فجرته النظرية كيف يمنع إجهاض امرأة قررت بنفسها؟! أنها هي التي ستفعل ذلك، وهناك ألف طريقة تعرفها النساء لهذا الأمر.. هل ستدخل السجن أم تشنق؟! إن العقاب مرتبط دومًا بتضرر المرأة من إجهاضها، وكل القوانين (تبدأ هكذا:كل من أسقط امرأة حبلى) ثم من سيدري بها أنها أجهضت نفسها ونجحت في ذلك فلا أحد سوف يدري، أنها إن فشلت في ذلك فستموت!! والذي تناقشه هذه النظرية حق المرأة التي قررت بإرادتها إجهاض نفسها أن تجد الرعاية الصحية أوالمستشفى حتى لا تحدث مضاعفات أو تموت إن فعلتها؛ فهذه النظرية ضد أن يجهض أحد المرأة أو يضطرها لذلك،ومع المرأة التي تقرر ألا يستمر حملها وتجهض نفسها ولذلك فإنها تعلن أنها ضد الإجهاض الهندي (في الهند تقوم الدولة نفسها بإسقاط الجنين إذا كان أنثى تحت مقولة:(أنثى واحدة في الأسرة تكفى!!) الإجهاض السياسي “حيث تقوم الدولة في حالة الحرب بإجهاض النساء الأسرى” الإجهاض كوسيلة إجبارية لتنظيم الأسرة. ثم نظرية المنع المطلق )يبدو أنها الوضع القانوني المستقر في (مصر) وكأنه يأخذ بهذه النظرية من خلال مواد قانون العقوبات..( م261:كل من أسقط امرأة حبلى بإعطائها أدوية أو باستعمال وسائل مؤدية إلى ذلك سواء أكان برضاها أم لا يعاقب بالحبسم262: المرأة التي رضيت بتعاطي الأدوية مع علمها بها أو رضيت بتعاطي الأدوية المسببة لإسقاط الحمل تعاقب بالحبسم 263 إذا كان المسقط طبيبًا أوجراحا أوصيدلية أو قابلة يحكم عليها بالأشغال الشاقة المؤقتة م264:لا عقاب على الشروع في الإسقاط) وهو رأى نادى به بابا الفاتيكان فهو يرى أنه لا إجهاض ولا إباحة له تحت أي خطر ولا يمكن إيقاف إرادة الله العظمى على الأرض.ولكن تراجع الفاتيكان فيما بعد أمام الحالات المعروضة عليه:- امرأة تضع أحد موانع الحمل (لولب) بمعنى أنها أظهرت نيتها ورغبتها في عدم الحمل، وهو وسيلة تباع ويعلن عنها وركبته بمعرفة مستشفى تحت إشراف الدولة، ثم حملت.. لماذا لا يسمح لها بالإجهاض؟!! فهي لا تريد البركة من أحد وإنما تريد أن نتركها تعيش بدليل أنها كانت تقول الكنيسة ارتكبت خطيئة أبدية باستعمال أحد الموانع وقت الجماع!!
– أيهما أفضل الإجهاض أم ترك الطفل بعد ولادته على باب الملجأ!!
– أيهما أفضل الإجهاض أم الولادة وبيع الطفل غير المرغوب فيه وليكون قطع غيار لأجساد الأغنياء أو العمل في الخدمة بالمنازل مجانًا.
– ماذا نفعل في ابن الزنا؟! وما تفسيرك لما جاء في سفر التثنية “لا يدخل ابن الزنا في جماعة الرب حتى الجيل العاشر، لا يدخل منه أحد في جماعة الرب، تثنية- 23: 1
ومع معترك المناقشة بين الحلال والحرام،تراجع الموقف الدينى المصرى عن الوضع القانونى، واصبح أكثر تقدماً،اخترع نظرية رابعة:”المنع كنظرية عامة ولكن يرد عليها استثناءات” فقيل إن إباحة الإسقاط محمولة على حالة الضرورة :كالاجهاض من اغتصاب”اخذا بفتاوى لنساء البوسنة”– “الجنس بالاضطهاد في حالات الحروب والغزو العسكري”-“الخطورة الصحية العالية على الام الحامل”..
كتبت رسالتى بسرعة وارسلتها للجورنال،ووجدت فرحتى بالهروب بروايتها إلى المقهى الزجاجى المكندش ..ففى كفي شوب “اكواريوم” تقدم القهوة كما لم تقدم من قبل. متوقعا بعد الإهداء الذى بدى عام ولكنه يخصنى بالاساس،أنى سأجد بداخل روايتها امرأة تقوم بالأشغال المنزلية بداخلى، تكنسنى وتغسلنى،وتعصرنى وتنشرنى، سوف أقرا روايتها لأستدراجها لموعد اسقط فيه اقنعتها الروائية..سأخلع عنها عقلها،والبسها شفتاى.
أخرج من الخيمة،أنطلق لكورنيش النيل،بعد قليل من السير.اجده الكشك الذى يبيع الجرائد والسجائر،ولكن يشغلنى عن القهوة، ويشغلنى عنcafé –shop “اكواريوم” أن اجد جريدتنا “جورنال الصباح” ضمن الجرائد المعلقة،اشترى نسخة مع السجائر ولا أعرف لماذا تؤجل الظروف قراءة روايتها حنين؟! اقلب الصفحات..ولا أجدنى..أنتبه لألعاب “لطفى النشاب” الصحفية، فقد تصرف فى الرسالة الصحفية التى ارسلتها عن جلسة المؤتمر امس، بأن صنع منها خبر أودعه فى الصفحة الأولى.ثم سلم التفاصيل”لمريم عونى”،لتتولى الأمر فى الصفحة الاخيرة بمقالة طويلة من “المستطرقات”- المقال المستطرد هو المقال “المسترسل” الطويل MARRATIVE – ARTICLEd يذهب فيه كاتبه مع موضوعه ليس للخطوط الرئيسية فقط وأنما للفرعية ايضاً.أنه مكان وسط بين المقال التقليدى والكتاب. – على طريقة – انيس منصور فى اخبار اليوم الاسبوعية- المقال عنوانة: “الردة والحسبة على طاولة واحدة”؟!
قالت فيه :الردة موجودة فى قوانين الحسبة بالأحوال الشخصية فلا تفتحوا لنا قانون العقوبات،وتطلبوا البراءة!!. لقد كفرتوا (نصر حامد أبو زيد)،وفرقتوا بينه وبين زوجته د.ابتهال يونس باعتباره مرتدا.وامتعنوا عن تكفير داعش،كفرتوا افضل ماعندنا :”نجيب محفوظ، فرج فودة، اسلام البحيرى، إبراهيم عيسى، نوال السعداوى، وغيرهم” ،ثم عرجت للدسك مسجلة تاريخ هذا النواح بين المحاكم والفتاوى،وتطرف الجهلة بين سكين لرقبة محفوظ، وكلاشنكوف لصدر فرج فودة..وكان اغرب شيىء ما وجدته فى نهاية المقال توقيع “لطفى النشاب”..
وقع المقال بأسمه؟ اقسم أن محرر المقال مريم عونى،اعرف اسلوبها وطريقة كتابتها،اكثر من خمسة سنوات اصحح مقالتها،اعرف بصمتها ونوع ورقها ورائحة حروفها، ولكن النشاب سرقنى، واغتصب مريم.كيف رضيت أن تكتب لغيرها؟ما الثمن؟
أتذكر مسرحية (جولفدان هانم (بطولة الفنان الراحل محمد عوض كان يؤدى فيها دور روائى شاب سرقوا منه أحد أعماله الروائية وكان طوال المسرحية يظهر على خشبة المسرح وهو يحمل لافتة يقول فيها: ( أنا عاطف الأشمونى مؤلف “الجنة البائسة)!!

يتبع

أشرف مصطفى توفيق – اسم الشهرة الادبى: اشرف توفيق – حاصل علي ماجيستير فى القانون

اظهر المزيد

نهاد كراره

نهاد كراره محاسبة وكاتبة مصرية صدر لها كتب مشتركة مثل بوح الصحبة و قطرات مطر وكتب فردية نيسان الوجع مدن الفراشات الدمشوري وآخر حدود الحلم نشرة العديد من المقالات علي المواقع الالكترونية المختلفة كموقع قل مقالات اجتماعية وبعض القصائد العمودية والعامية علي المواقع الأخرى صدر لها عدد من القصص في جرائد مختلفة منها صوت الشعب و جريدة القصة وغيرها عضو مجلس إدارة لموقع الصحبة نيوز مدير تنفيذي لدار الصحبة الثقافية للنشررالإلكتروني
شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى