
يراودني ذلك البؤس
الذي يحتل ملامح الوحيدين
قبل الحب،
وذلك النعيم
الذي هو من عطايا الحب المؤقتة،
وأيضًا ذلك الجحيم المقيم
الذي يعقب الحب.
تلك الآه التي تعبر عنوة
عن نفسها
بارتعاشة قاسية،
وذلك العرق الذي تتزبد به
أمواج الشوق،
والقبلات التي تضمر
على أغصان الشفاه.
تراودني القصائد الوجيعة
التي في طور الرماد،
وصفحات أيامي التي تحترق
في مواقد الذكريات.
كلمات الحب المثقلة
التي تتساقط هزيلة من اللسان
كلمة كلمة
تتكسر على أرض الندم.
تراودني الصور
التي تختزنها الرغبة،
اللمسات المعطنة
التي تفوح من الجلد،
وجنون الاحتياج
الذي بإثم يصم أذني العقل.
الوقت الذي يهرق على صخرة الانتظار،
القلب الذي يصبح غرفة انتظار فارغة،
الإحساس الذي يصير حجرًا في القلب،
الروح التي يجعل منها الانتظار
محطة دائمة للغياب.
تراودني الأشعة
التي تذبل بأسفٍ في العين،
الحياة التي
تخبت شعلتها بصدقٍ للأبد،
الوعود التي يدخنها واقع القرب،
القرب الذي يتخثر بالاعتياد،
وكلمات الحب التي لن يجبر كسرها
اهتمام مجبول.
تراودني الطيور
التي تغادر أعشاشها
تاركة للريح حرية الإهلاك،
مستقبلي الذي بروتين بائس،
العمر الثمين
الذي أنفقه بإسرافٍ فوق السرير،
والنشوة التي تعمي الرأس
فنقطع وعودًا لا مفهومة
ندركها ببلاهة
عن الموعد المحتوم للقضاء.
يراودني كل هذا
حين أفكر بأني أحبّكِ
وأن حبّي هذا سيدفعني لزيجة أبدية
تبقيني بين حوائط الالتزام.